تخطى إلى المحتوى

مجتمع

صباح اللامسئولية

لقد أصبح الإعلام بجميع فروعه نعمةٌ عظيمة لا يستطيع أن يتخيل المرء أهميتها وقيمتها ومدى تأثيرها في المجتمع، فمجرد أنك تستطيع التعبير عمَّا يجول في خاطرك ومشاركة من حولك بما تفكر فيه هو شيءٌ رائع بحد ذاته، فأنت تستطيع أن تكتب وتؤلف وتنتج تركيبات إعلامية تؤثر في مجتمعك إيجاباً أو سلباً، والإعلام ليس بالضرورة أن ينحصر في التلفاز والمذياع فقط… أبداً، فالصحف والمجلات والكتب ومواقع الإنترنت والبريد الإلكتروني والمسجات القصيرة والمرئية والصالونات الأدبية والمقاهي… كلها منابر للإعلام.

أنا شخصياً من أشد المتحمسين للإعلام، وأتمنى أن تُتاح لي يوماً ما فرصةٌ أكبر من مجال الشبكة العنكبوتية… كالمجال المرئي مثلاً، بغية الإحتراف على نطاقٍ أوسع يشمل جميع طبقات المجتمع، وهذه الأمنية جعلتني من المتابعين لكثير من القنوات العالمية، العربية منها والأجنبية، وأكثر ما يشدني البرامج الصباحية التي تشمل جميع طبقات المجتمع بما فيها ربات البيوت والطلبة ورجال الأعمال… إلخ، والبرامج المسائية التي فيها الأخبار المفصلة والتحليلات ولقاءات السياسيين والبرامج الوثائقية.

اقرأ المزيد »صباح اللامسئولية

حين تُضطر إلى النوم

حين تُضطر إلى النوم

كان يشقُ عليَّ في السابق أن أجد وقتاً مُريحاً للإسترخاء والنوم خلال أيام الأسبوع المزدحمة، ولكن ومع الهبوط الحاد في جودة خطب الجمعة والتغيير الذي طرأ على نمطها، أصبحت لا أتحيَّر ذلك!

فخطبة الجمعة ومع الأسف أصبحت أفضل أوقات الأسبوع للإسترخاء والنوم المريح، حيث تبدأ لحظة الإسترخاء بعد الإنتهاء من قراءة سورة الكهف، وإلقاء الجسد المُنهك من عمل الإسبوع والسهر على جدار المسجد الذي يكاد أن يهوي من كثرة المتكئين عليه، وأجهزة التكييف تحيط بك من كل جانب وحيث تبدأ عينيك بإنزال الدموع من شدة ما فركتها نُعاساً، ومن ثم يأتي صوت غريب… يُشبه صوت أمك التي كانت تقرأ لك قصة قبل النوم، يعلو تارةً وينخفض تارةً أخرى، يروي لك قصصاً جميلة من قصص الأنبياء والصحابة والتابعين بأسلوب يُرديك في سُباتٍ عميق، وبعدما يعلو شخيرك ويوقظك من بجانبك كي تخفض صوتك ولا تفقد وضوئك… تستيقظ فزعاً… يا إلهي… هذه ليست أمي… إنه الإمام يخطب!

اقرأ المزيد »حين تُضطر إلى النوم

إذا لم يكن الآن… فمتى؟

كلما أتبحَّـر في حال أمتنا العربية أزداد حيرةً وتيهاً، فحالتها غريبة منقطعة النظير لا تجد لها مثيلاً في العالم بأسره على مر التاريخ، إذ كيف يمكن لأمة تمتلك موارد الدنيا كلها على الإطلاق وبدون أي إستثناء أن تكون في قاع محيط الأمم التي لا تمتلك تلك الموارد؟ بل كيف يمكن لأمة لها أمجاد وحضارة عريقة أن تكون في مستنقع الأمم الراكدة؟ كيف؟ هذا شيء منافٍ للعقل والمنطق.

مسألة محيِّـرة لم أجد لها تعليلاً علمياً يوافق المنطق السليم، إنَّ ما يحدث لأمتنا عجيب ويحتاج إلى دراسة وبحث، فلو إستعرضنا بعض ما يتميز به الوطن العربي من موارد وثروات ستفهم عزيزي القارئ سبب حيرتي ودهشتي، فالعرب يمتلكون:

اقرأ المزيد »إذا لم يكن الآن… فمتى؟

البر المفقود

البر المفقود

ترددت كثيراً قبل نفض الغبار عن قضيةٍ شائكة وحساسة، من يتطرق إليها يُقذف مباشرة لأنها تُعتبر من المحرمات، ولكني إحتراماً لمبادئ الدين الحنيف واستجابةً لمعاناة أبناء العرب من المسلمين، كان لابد من وقفة صادقة صريحة لفهم معنى البِرّ في الإسلام، وهل التكليف لطرف واحد فقط، أم هو عملية متَبَادلة بين كِلتا أطراف المجتمع؟

عبادات كثيرة تُميز الدين الإسلامي الحنيف، ومن هذه العبادات العظيمة عبادةُ البِرُّ، وأهمها: بِرُّ الوالدين، فبرُّ الوالدين يميز المسلمين عن غيرهم. حيث يُعاني غير المسلمين من إنتشار العقوق في مجتمعاتهم، وعلاقاتهم الأسرية باردة بل تكاد أن تكون معدومة مقارنةً مع المجتمعات الإسلامية، ولكن أتسائل عن مدى فَهم المجتمعات الإسلامية لقضية البِرّ وأخص بذلك الوالدين أنفسهم في مجتمعاتنا العربية، حيث تكثر شكوى الوالدين عقوق أبنائهم، ومن يُتابع برامج الإفتاء على القنوات الفضائية يُدرك مدى إنتشار هذا الوباء، نسأل الله العلي القدير أن يُطهر مجتمعاتنا منه.

اقرأ المزيد »البر المفقود

ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم!

ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم!

ينشأ المواطن العربي ويترعرع على مذهب الخَرَس العام: (ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم!) فيشبُّ وهو لا يستطيع أن يُعلِّق أدنى تعليق عن أي أحد ولأيِّ سبب، فتجده خجولاً إنطوائياً لا يُجيد النقد البنَّاء ولا إصلاح العيوب التي تتكلله وتحيط به عدا عن البوح بها.

فعلى سبيل المثال تسمع دائماً رجال الدين يحثون المسلمين على عدم مسِّ أي أحد من الرموز الدينية – وأنا أؤيد ذلك بلا شك – وعندما يصل حظر التعليق إلى درجةٍ مُبالغ فيها كعدم التعليق حتى على مواقف السلف التي أخطئوا فيها … فتصمت وتقول يكفيهم شرفاً أنهم رأوا رسول الله ﷺ أو كانوا قريبين من زمانه، وأنت لا تستطيع أن تبلغ مِعشار ما بلغوا، فتؤمن بهذا المبدأ وتعيش عليه ولا تبلغ منزلتهم لأنك تبرمجت سلفاً على ذلك، مع أن رسول الله بشَّر بكثير من الأعمال الفضيلة التي يستطيع أن يجتهد فيها المسلم في أي زمان ليصل إلى مراتب الصحابة والصالحين … لا علينا، فهؤلاء رجال دين ولا يجوز مناقشتهم حتى لا نكون من المُرجئة أو الرافضة.

اقرأ المزيد »ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم!

نظرية التحدي والإستجابة

أرنولد توينبيمن أجمل ما قرأت وتأثرت به، ووجدته مُفـتَـقراً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعاصرة هو نظرية “التحدي والإستجابة” لصاحبها “آرنولد توينبي 1889 – 1975م”، هذه النظرية نشأت في موسوعته التاريخية المُعنونَة بـ “دراسة للتاريخ” الواقعة في إثني عشر مجلَّدا، حيث أنفق توينبي واحد وأربعين عاماً في تأليفها.

ما هي نظرية التحدي والإستجابة؟

يُـفسّر توينبي نشوء الحضارات الأولى، أو كما يسمِّيها “الحضارات المنقطعة” من خلال نظريّـته الشهيرة الخاصة بـ “التحدي والإستجابة”، والتي استلهمَها من عِلم النفس السلوكي، وعلى وجه الخصوص من “كارل يونغ 1875 – 1961م” الذي يقول أنَّ الفرد الذي يتعرض لصدمة قد يفقد توازنه لفترةٍ ما، ثم قد يستجيب لها بنوعين من الإستجابة:

  1. إستجابة سلبية: النكوص إلى الماضي لاستعادته والتمسك به تعويضاً عن واقعه المُرّ، فيصبح إنطوائيّاً.
  2. إستجابة إيجابية: تَـقَـبُّـل الصدمة والإعتراف بها، ثم مُحاولة التغلُّب عليها، فيكون في هذه الحالة إنبساطيّاً.

اقرأ المزيد »نظرية التحدي والإستجابة

حتى لا نكون كالأنعام

لعل قدرة التحكم بالمسلمين ومشاعرهم من قِـبَـل غير المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها تجاوزت كل الحدود والتصورات، إذ أنهم يستطيعون العبث بمشاعر المسلمين وإستفزاز حماستهم بإخراج الحشود الهائلة للتظاهر في الشوارع لأيام بل لشهور بمجرد نشر مقال أحمق أو رسمة سخيفة لا تُـنقص من قدر الإسلام ورموزه شيئاً ولا حتى مثقال ذرة.

إن الأعداء يتمتعون بممارسة شذوذهم الفكري والعزف على أوتار الرذيلة الإعلامية لإغاظة المسلمين، حتى أصبحوا يتسابقون على سحب الجمهور الإسلامي إلى الشارع بدون أدنى مشقة، فهل تظاهرنا أثرّ فيهم؟ وهل معنى ذلك أننا لا نستطيع أن نفعل شيئاً للرد عليهم وردعهم؟

اقرأ المزيد »حتى لا نكون كالأنعام

أزمة الهوية والانتماء .. إلى متى؟

كم هو مؤلم ألاّ يكون لك نقطة إرتكاز ثابتة وقوية تنطلق منها وتعود إليها متى شئت، كم هو شاق ألاّ يكون لك وطن وهوية. في الحقيقة لم أجد أفضل من الكتابة عن الأزمة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج من منظور الهوية والإنتماء في يوم مقالي الأسبوعي الذي وافق تماماً تاريخ نكبة فلسطين 15 مايو 1948م، اليوم الذي انسحبت فيه بريطانيا من فلسطين وأعلن مجلس الدولة المؤقت الإسرائيلي قيام دولة إسرائيل عشية إنتهاء الإنتداب البريطاني وإرسال الجيوش العربية والهزيمة المنظّمة.

أنا لست بصدد شرح القضية الفلسطينية المعروفة للقاصي والداني، والعودة إلى فلسطين حقيقة قرآنية لا يستطيع العُقلاء إنكارها، ولكني بصدد طرح أزمة حقيقية للهوية والإنتماء، التي تكاد أن تنحرف عن مسارها الصحيح وتصبح سلبية وضارة.

اقرأ المزيد »أزمة الهوية والانتماء .. إلى متى؟