حسين يونس

لا توجد حلول سحرية

أكثر ما يمنع الناس من تطوير حياتهم وإحداث تغيير حقيقي، هو رغبتهم في إيجاد حلول سحرية لا تتطلَّب منهم جهداً لذلك. فتجد الكثيرون يحملون اعتقاداً في عقولهم أنهم بمجرد حضورهم لدورة تدريبية أو إجراء إستشارة شخصية مع مُختَص.. ستزول متاعبهم وتنتهي مشاكلهم فوراً، فيصطدمون بحقيقة أنَّ تلك الدورة أو الاستشارة ما هي إلاَّ بداية لطريق طويل يحتاج منهم الكثير من الجهد لتحقيق ذلك التغيير المنشود. في نهاية المطاف يبقى الخيار خيارهم.. إن كانوا حقاً يريدون بذل ذلك الجهد أو البقاء في نفس المكان يلعنون زمانهم إلى أن يغادروا الحياة!

من دروس حرب الخليج

من الدروس التي تعلمتها إبَّان حرب الخليج عام ١٩٩٠ عندما اضطررنا إلى مغادرة الكويت، هو ضرورة الاستثمار في موطن ننتمي إليه ونحمل جنسيته بحيث يكون لنا فيه سند نأوي إليه، ولا يدفعنا أحد إلى هدم ما بنيناه طيلة العقود الماضية في بلدان لن تكون لنا وطن في يوم من الأيام. الأمر الذي سيحدد مدى قدرتنا على تخطِّي سنوات العجاف القادمة والتي بدأت بحلول عام ٢٠٢٠ إذا ما اشتد علينا الجفاف وانهارت الأسوار القائمة لا قدَّر الله.

الحلقة الرابعة – عن قُرب

كورونا تايم!

بينما كانت خلود تحاول اختلاس النظر للرسالة الواردة على شاشة جوَّال جمال.. صرخ جمال: نتالي.. أحضري لي جوَّالي من فضلك.. نتالي: من أين؟ جمال: تركته في الصالة، ربما على طاولة السفرة.. نتالي: حاضر! ارتبكت خلود وأصبحت تتلفَّت حولها لا تدري ماذا تفعل وهي تُفكِّر بسرعة.. أتلتقط الجوَّال أم تتركه في مكانه؟ فهي لم تعتد التجسس على جمال ولا تريد لابنتها أن تراها وهي تفعل هذا الفعل المُشين، وفي تلك الأثناء.. وصلت نتالي لتأخذ جوَّال أبيها.. نتالي: أمي.. ما بك تقفين هنا؟ خلود: لا شيء.. ذاهبة لأنام، وأنت لماذا مازلت مستيقظة؟ نتالي: أقرأ في غرفتي.. مازال الوقت مُبكراً.. خلود: غداً أول …

أكمل القراءة

الحلقة الثالثة – ظلال التغيير

كورونا تايم!

في مساء تلك الليلة، تواصلت سارة وخلود عبر الهاتف للدردشة قليلاً، وكان الحديث حول التغيير الذي تمران به، وقد بدا أنه يؤرِّق سارة أكثر من خلود.. خلود: لماذا أنت متثاقلة من وجود أسرتك في المنزل؟ سارة: ليس تثاقلاً بقدر أنه أمر لم أكن جاهزة له، فأنا كانت لدي خطط لتطوير حياتي كما تعلمين، وأشعر أنَّ الحجر المنزلي سيحرمني منها. خلود: ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ سارة: لماذا أشعر أنك لا تعيشين معنا على نفس الكوكب؟ سأقضي يومي بأكمله أخدم أفراد الأسرة من دون توقف! متى سأجد وقتا لنفسي؟ خلود: أنا أفهمك.. بالتأكيد سيكون الأمر برمته مُرهِقاً في بدايته، لكن قد …

أكمل القراءة

رمضان بين يقين العِلم ورواية الثقات

مع وجود العِلم واليقين، يَبطل كل شيء دونه، فلا ينبغي أن تُقبَل رواية الثقات، أو تُعتَمَد أيمَانهم، فلا حاجة لقَسَمِهم على القرآن في المحاكم الشرعية، أو شهَاداتهم الشخصية لما هو ثابت قطعاً. كل ما تقدَّم يتم اللجوء إليه وقت غياب العلم واليقين، والتي قال فيها الرسول الكريم ((إنَّا أمَّة أمِّيَّة لا نكتب ولا نحسب الشهر))، أما اليوم.. فقد انتفت الأُميَّة في غنى عن كل ما تقدَّم، خصوصاً فيما يخص حركة الأجرَام الكونية مثل الشمس والقمر. واعتماداً على المعلومات الثابتة لتلك الأجرَام التي جُمِعَت منذ مئات السنين، بات العِلم قادراً على تحديد حركاتها، والأهم.. أنَّ تلك المعلومات ثابتة لا تتغير، وهذا …

أكمل القراءة

الفرصة تكشف عن نفسها

لا أدري كم مرة يجب للفرصة أن تكشف عن نفسها وتأتي إلينا لتقف على أبوابنا ونحن في خوف منها لأننا نعتقد أنَّ ما نحن عليه اليوم أفضل مما هو مجهول؟ كم مرة سندعو الله متوسلين إليه ليمنحنا فرصة التغيير المنشود، وعندما يستجيب.. نبقى في دوامة الخوف لا ندري ما العمل؟ متى سيأتي اليوم الذي نفهم فيه أنَّ مستشار التنمية البشرية لن يكون بمقدوره تطوير حياتنا وحل مشكلاتنا، وكل ما يمكنه القيام به هو أن يُرينا بداية الطريق وكيفية السير فيه.. ليس أكثر؟ متى سنعي أنَّ المشائخ والدعاة يخافون قول الحقيقة للناس لأنهم يعتقدون أنَّ العوام جهلة يسيؤون استخدامها، وأكثر ما …

أكمل القراءة

الحلقة الثانية – الحجر المنزلي

كورونا تايم!

لم يكن سهلاً على سارة استيعاب التغيير الكبير الذي طرأ على حياتها من دون استئذان، ففي ليلة وضحاها انقلب كل شيء رأساً على عقب فعليها التأقلم مع الوضع الجديد من دون تمهيد، وبات لزاماً عليها مواجهة الكثير من القضايا الاجتماعية التي كانت تؤرِّقها، وكم هو صعب أن يُجبرك القَدَر على مواجهة أمور كنت تتجنبها طيلة حياتك! في تلك الليلة.. أُغلِقَ باب المنزل على الأسرة بأكملها إلى أجل غير مُسمَّى، لم يغمض لها جفن وهي تفكِّر كيف ستُدير حياتها خلال هذه الفترة، شعرت سارة أنها فقدت خصوصيتها التي كانت تتمتع بها لبضع ساعات خلال اليوم، فقد كانت مُتَنفساً لها لممارسة ما …

أكمل القراءة