ما الذي يحزننا؟
إنقضى عيد الفطر ومن قبله رمضان وقلوبنا لم تنتعش بسعادة تُذكر، وغيوم الحزن أظلتنا من كل جانب وأكأبت أفراحنا، حتى غدت أعيادنا ومناسباتنا لا يأنس بها أحد، والجميع فضل النوم في منزله على لقاء المحبين … لماذا؟ ما الذي يحزننا؟ لماذا لم نعد نستشعر الفرح في أعيادنا كسابق عهدنا عندما كنا أطفالاً؟ هل فعلاً العيد والمناسبات للصغار فقط؟ لماذا غير العرب يفرحون بأعيادهم كباراً وصغاراً؟ إذا كنا نحن أهل حق وديننا حق وأعيادنا حق … لماذا لا نوفَّق بالفرح فيها؟ ألا يستحق هذا الأمر منا وقفة للتأمل بحالنا لمعرفة سبب هذا الكسل النفسي والخمول العاطفي تجاه الفرح؟ أم أصبحنا لا نفقه ما هو الفرح؟ سؤال طالما حيرني وأرهقني … لماذا نحن العرب المسلمون دائمي الحزن؟ الأمر لم يعد يقتصر على الأعياد والمناسبات فقط، فالواقع يشهد بأنه أصبح لا يُفرحنا شيء أبداً حتى لو حققنا كل أحلامنا وأنجزنا أهدافنا … لا شيء يُفرحنا.
الأسباب كثيرة وسأحاول حصرها، فالمشكلة تكمن في كوننا أصبحنا لا نعيش البساطة لا على الصعيد الروحي ولا على النفسي، فكل شيء في حياتنا أصبح صعباً متكلفاً وليس على سجيته، فلو تركنا الدنيا كما أرادها الله سبحانه وتعالى لفرحنا كثيراً، ولكننا صعبنا كل شيء على أنفسنا، فالله سبحانه وتعالى أرادنا أن نكون في العالم الأول ونحن اخترنا أن نكون في العالم الثالث، الله جعل الدنيا حلوة خضرة بسيطة ونحن جعلناها قبيحة صعبة ليس لها لون … من أين سيأتي الفرح؟