قَصَدوا غَارَ نَبيِّهم ليُزمِّلُوا خَوفَهُم …
فأَدارَتْ لهم الصحراءُ ظَهرَها وفَرَشَتْ شَوكَها … وبنتُ خُويلدٍ تُمسِكُ غِطاءَها تَنظُرهُم مِن بَعيد
فَركِبوا الموتَ بَحثاً عَن حَياةٍ … هُناكَ … في الشمالِ … لدَى النَجَاشِيِّ … حيثُ الإسلامُ يُولدُ مِن جَديد
زَحَفُوا على أربعٍ … أكلتْ أسَلاكُ الحُدودِ أجسادَهُم … ولم تُثنيهِم خِيَمُ العَبيد
يَتَلاقَفُونَ بَعضَهُم … حَتى أَناروا طَريقَ أوروبا … برَضَّاعَةِ طِفلٍ … وحِجَابِ مُسلِمَةٍ … وجُثةِ شَهيد
يُسابقونَ الزَمَن … قَبلَ أنْ تَختَفي أرضُ النَجَاشِيِّ … تَحَتَ أكوامِ الجَليد
تماماً … كما اختفَتْ كَرامَةُ أمَّةٍ … تَحَتَ غُبارِ التَاريخِ … غَيرَ آسِفَةٍ على مَاضٍ مَجيد
أهلنا في سوريا … نَستَميحكُم عُذراً … فلَم يَبقَى فِينَا رَجُلٌ رَشيد !