صدق أو لا تصدق … وصلت إنسانية الفرنجة وعظمتهم إلى عقد لقاء طارئ بشأن اللاجئين القادمين إلى أوروبا، تمخض عنه إتفاق ألماني فرنسي إيطالي يتم بموجبه تقاسم اللاجئين تقاسماً عادلاً بين دول الإتحاد الأوروبي، في الوقت الذي ظهر فيه صنف من البشر … يدفع باللاجئين بعيداً عن أراضيه حتى يستمتع بمشاهدة الدوري الدموي من بعيد وبوضوح من خلال شاشات الـ HD، وبذلك يكون قد أمن ألاَّ يجلب له أحد من اللاجئين أي معاناة نفسية قد تؤدي إلى عزوفه عن ارتياد المولات التجارية والتوقف عن الإستهلاك، صدقوني … هناك من تفوه بهذه الكلمات على الفضائيات … مؤمن إيماناً كاملاً على أنَّ ما يهذي به هو أسباب وجيهة !! يبدو أنَّ المناهج الإسلامية التي تلقها في مدرسته تختلف عن تلك التي تلقيتها في صغري.
العجيب أنَّ اللقاء الأوروبي تطرق إلى قضايا تخص مبادئ الإتحاد الأوروبي ذاته، إذ قال الوزراء المجتمعون أنَّ هذه التجربة التي تمر بها أوروبا قد بيَّنت لهم “عدم نجاعة” قوانين اللجوء الحالية والقيود التي تعاني منها تلك القوانين، وأنه لابد من مراجعتها وتحسينها والعمل على إصلاحها. ما شاء الله … كيف لا تكون دول عظيمة؟! دائماً ما يسأل الناس عن الفرق بين العالم الأول والثالث … بماذا يختلفون؟ وآعقتد أنَّ هذا الذي يحدث في أوروبا اليوم هو أفضل مثال لشرح تلك الفروقات، وكيف تستحق بعض الدول لقب العالم الأول بجدارة.
الله يعلم أنه ليس لدي أي نية لتنفير العرب من بلدانهم، ولكن هذا ما جنته على نفسها براقش.
إسمع هذه أيضاً، اليوم وبعد انتشار صورة جثة الطفل السوري التي وجدوها هامدة على شواطئ تركيا، إنقض نواب البرلمان الكندي على رئيس الوزراء الذي ينتمي لحزب المحافظين، وقاموا باتهامه بتشويه صورة كندا عالمياً لأنه لا يفعل ما ينبغي لنشر السلام في العالم، وأنه كان أولى به توفير أموال دافعي الضرائب لاستقبال أكبر عدد من اللاجئين السوريين في كندا بدلاً من إهدارها في حرب خاسرة ضد داعش. وأصبحت قضية اللاجئين اليوم ورقة ضغط ضد الحكومة اليمينية قد تودي بها خارج مجلس العموم الكندي في إنتخابات شهر أكتوبر القادمة من هذا العام. وقام الحزب الليبرالي الكندي المعارض بإصدار بيان – جريء – تعهد بموجبه أنه لو ربح إنتخابات أكتوبر القادمة، سوف يستقب على أراض كندا ٢٥ ألف لاجئ سوري، يمكن لهم التقدم بالحصول على إقامات دائمة كمهاجرين شرعيين تجهيزاً لتوطينهم في المستقبل إن رغبوا.
بل أكثر من ذلك، انتفض الشعب الأيسلندي اليوم ضد حكومته مبدياً رغبته باستضافة أكبر عدد من اللاجئيين السوريين … ولكن أين … في الحديقة العامة لأيسلندا؟ أم في المخيامات ومحطات القطارات؟ أبداً … كتب مواطن أيسلندي رسالة لوزير الشؤون الإجتماعية يخبره فيها أنه يمكنه إستضافة ٥ لاجئيين سوريين في منزله الشخصي، وأنه طلب مساعدة الوزير في الوصول إلى هؤلاء اللاجئيين ليعيشوا معه في منزله.
والله لا أدري ما أقول … وكأني أقرأ الرحيق المختوم … وكأن أيسلندا تحولت إلى يثرب!
هكذا العالم يسير، هناك من ركب الصاروخ إلى السماء لا يرضى بما رضي به غيره من الهوان، وهناك من تحول إلى نعامة رأسه في حفر الأرض المظلمة العفنة لا يقوى على مواجة النور، وكلٌ باختياره … وكلٌ برضاه، ولله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مُسمَّى، فاصبر أيها العربي واحتسب، لعل الله يُحدث من بعد ذلك أمرا.
دامت أرواحكم سالمة من كل سوء … وجباهكم غانمة من كل ذل … ودمتم وذويكم بألف خير
ولله في خلقه شؤون ..
تلك المؤامره الخسيسه التي احكيت لحروب في البلاد ألعربيه لترك ديارهم
وأوطانهم ..ويستضيفونهم ويرعوا مصالحهم …
وماذا بعد ..
تشبه هذه الحاله بحاله النفي خارج الديار ليبقى المسرح فارغ أمامهم لتوزيع الارث المرغوب بينهم …
وتركونا نحي فيهم الأخلاق والنخوة …
حسبي ونعم الوكيل