في الآونة الأخيرة، أصبحت أميل إلى مشاطرة قرَّائي وأصدقائي الأعزاء بأفكاري ومشروعاتي التي أنوي القيام بها، بهدف المشورة التي غالباً ما ينتج عنها نصيحة قيِّمة تخدم فكرتي التي أنوي تطبيقها، وعادة ما تكون هذه المشورة بشكل شفوي بيني وبين الذين أثق برأيهم وهم مع الأسف ليسوا كُثراً، وفكرت مؤخراً بأن أنشر ما أنوي القيام به علناً على موقعي لأحصل على أكبر عدد من الآراء والتي بدون أدنى شك سيكون لها أثر كبير في تطوير الفكرة وتطبيقها، وسبب ذلك يعود إلى نوعية قراء المدونة والذين أحسبهم والله حسيبهم أنهم من الثلة الناضجة فكرياً في مجتمعنا العربي، صحيح أنهم ليسوا كُثراً أيضاً بسبب حداثة مدونتي، فهي في طريقها إلى الإنتشار، ولكن كما يقول المثل الإنجليزي ( عقلان أفضل من عقل واحد )، وجميع الآراء معتبرة بإذن الله تعالى.
سأبدأ معك عزيزي القارئ بمشروع واحد من بين المشروعات العديدة التي أتجهز لها، وأنا أعتبره المشروع الأهم في حياتي، فأنا في طور تأليف كتابي الأول من بين ثلاثة كتب مختلفة:
1. الكتاب الأول: كتاب نقد إجتماعي يسلط الضوء على أزمة النجاح العربية وطرق الحل الممكنة، بما فيها العادات والثقافات التي أصبحت بائدة لا يُرجى منها أي خير، بالطبع سيكون هنالك إستخدام لعلوم ومهارات التنمية البشرية كأداة وآلية مفيدة للحل في الناحية الإجتماعية.
2. الكتاب الثاني: بناء نظرية تساعد على تطبيق النظام داخل المجتمع العربي، وهذه في الحقيقة من المشروعات الأهم في حياتي والتي أشعر أنه سيكون لها صدى إيجابي بإذن الله داخل المنشأة العربية وحياة الفرد العربي.
الكتاب الثالث: كتاب في إدارة التفاوض، هذا الفن الذي أصبح مؤخراً علماً مهماً جداً يُدرس في أفضل جامعات العالم مثل جامعة هارفارد الأمريكية، والحمدلله أستند إلى كثير من الخبرات العملية في مجال عملي في المبيعات والمراجع العلمية المختلفة، ولعلي سأجمع بين الحسنيين وأؤلف كتاباً أجعل منه نافذة لرسالة الدكتوراه بإذن الله والتي أعزم البدء بها عما قريب.
بالنسبة لي، أنا بدأت بتأليف الكتاب الأول الذي يتحدث عن أزمة النجاح العربية، ويعود السبب في ذلك إلى توفر البنية التحتية لهذا الموضوع الإجتماعي من خلال أبحاثي ومقالاتي في المدونة خلال العام والنصف المنصرمة، والإصدار لن يكون جمع لمقالاتي في كتاب واحد، بل على العكس من ذلك، سيتم إعادة صياغة المقالات لتصبح أفكار الكتاب متصلة ومتسلسلة بشكل علمي خالٍ من الرتابة والملل، والقارئ سيشعر بقيمة الكلام المكتوب بسبب معاناته اليومية لسلبيات مجتمعنا العربي وثقافته التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
عملية تأليف كتاب ليس بالأمر الهيِّن، فالمراحل التي يمر بها الكتاب تحتاج إلى كثير من العمل الشاق والمضني حتى يكون له قيمة فعلية، لاحظ معي خطوات تأليف الكتاب:
1. إنتقاء الموضوع الذي تنوي الكتابة عنه.
2. مراجعة أفكار الكتاب من حين لآخر.
3. مراجعة إتصال وتسلسل أفكار الكتاب.
4. مراجعة الكتاب لغوياً وبشكل دقيق.
5. إختيار إسم مناسب للكتاب يلفت الأنظار.
6. تصميم الحجم المناسب لصفحات الكتاب بما فيها حجم خط الكتابة.
7. إيجاد تصميم جذَّاب لغلاف الكتاب.
8. إيجاد شخص أو أكثر من المُعتبَرين ليقدم لك الكتاب.
9. إيجاد مكتبة أو دار نشر لتتبنى الكتاب من الحصول على موافقة نشره وطباعته وتسويقه إلى آخر نقطة بيع، أو أن تطبعه على نفقتك الخاصة وتتحمل عملية الحصول على الموافقة وتسويقه وتوزيعه على المكتبات.
10. إستقبال آراء النقاد والقراء والبدء في تطوير إصدار جديد.
إذاً العملية ليست سهلة كما يعتقد الكثيرون، فهي تحتاج إلى كثير من التنسيق والعمل، ولكن مع نية طيبة، وهدف واضح، وعمل جاد، وصحبة صالحة ترفع من معنوياتك، فكل الصعوبات ستزول بإذن الله والله لا يضيع جهد عامل أبداً.
المشكلة أنَّ المجتمع العربي مبني على الفكر القشوري، إذ أنه لا يأبه لمحتوى الكتاب أبداً، ولا يهتم إلاَّ بظاهره واللقب الحاصل عليه المؤلف، فعندما فتحت موضوع كتابي الأول مع بعض الأشخاص لأجس نبضهم، كان سؤالهم الأول لي: ( هل حصلت على درجة الدكتوراه لتؤلف كتاباً؟ )، سبحان الله … درجة الماجستير لا تكفي؟! وهل فعلاً من الضروري أن أحصل على درجة الدكتوراه حتى يُسمح لي بتأليف الكتب؟! شيء عجيب. الآن أفهم سبب تأخر المؤلفات العربية، لأننا وبكل بساطة لا نأبه أبداً للمحتوى … فقط الظاهر والقشور.
ختاماً عزيزي القارئ، أتمنى أن أكون قد وفقت في إيصال سؤالي لك حتى تعطيني رأيك، هذا هو مشروعي الأول، هل تؤيدني فيه؟ هل تعتقد أني سأنجح؟ بانتظار تعليقاتكم وآرائكم.
السلام عليكم أخي حسين.
أنا من متابعيك منذ أن كنت في كندا الى يومنا هذا من هجرتك العكسية.، ولولا موضوع الهجرة الى ذاك البلد الذي أخذ بلبي منذ الصغر، لما تمكنت من التعرف إليك عبر اليوتوب، إنه لشرف وأيما شرف لي.أتابع كتاباتك من أولها إلى آخرها.
النجاح حليفك إن شاء الله تعالى،ويبدو انه صفة موروثة في عائلتك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل دعاء الوالدين.
كيف لا وقد نجحت في اصعب المهمات، من دراسة وعمل وزواج ثم هجرة تلو هجرة وقبل هذا وذاك نجاح في الاخلاق.
إن لم تنجح فليس الذنب ذنبك، فالامة أمة لا تقرأ وأنا أولهم إلا من رحم ربي ،ولغة الضاد لغة البيان أصبح أهلها يستحيون من التكلم بها في بعض البلدان العربية، هذا إن أتقنوها، حتى العامية( لهجة) نصفها فرنسي أو إنجليزي. بادر وفقك الله.
ردا على الذي سألك إن كنت تحمل ذكتوراه لكي تؤلف كتابا. أقتبسه من رد الشيخ صالح المغامسي حفظه الله،(إختلفنا معه أو إتفقنا) رده على سؤال صحفي حول موضوع الذكتوراه التي لم يحضرها الشيخ الفاضل.: الجواب كان ببيت شعري للمتنبي:
خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ.
هناك من حصلها ومازال يقبع في الجهل، ولا أعمم والتعميم لغة الجهلاء.
سدد الله خطاك.
على الرغم من قرائتي للمقال في 2019 فأنا أقول وبعد عون الله عزوجل أنك ستوفق في إخراج هذا الكتاب لشدة الحاجة للمواضيع التي تناقشها والافكار النيرة التي ستعين الكثير من الخروج من السلبية التي يعانون منها.
اخي الفاضل —- لي رأي او نصيحة : اري ان تبداء بكتابة رسائل حاسمة و مصيرية تؤثر بشكل فعلي في حياة الناس حتي يعرفك الناس عن قرب و تصبح معروف بشكل فعال و عملي و تكثر من هذه الرسائل الصغيرة الصفحات العميقة المعاني اكتب لهم بمشاعر و احساس صادق كما تراه منك في موقعك و الله اسال ان تكون ذخرا للاسلام و المسلمين دوما
@ابو عمر حمدي بيرو, فكرة أكثر من رائعة يا أبو عمر، ولعلي سأبدأ العمل على نصيحتك القيمة والتي راقت لي جداً.
لكن سأكون ممتناً جداً لو تقترح علي موضوعاً أو أكثر مفقود في الأدبيات العربية للكتابة عنه بإسهاب.
أرحب بجميع الإقتراحات من جميع القراء أيضاً لتنفيذ فكرة أبو عمر.
رداً على تعليق صفر واحد
شكراً لك أخي الكريم ومرحباً بك صديقاً جديداً.
أنا على إطلاع بمدونة شبايك وكتابه، وشكراً لك على اللفتة الطيبة.
أنا متابع جديد لمدونتك , لك اكد لك أنك إذا أرت أن تنجح فباذان الله سوف تنجح , لدينا مدون عربي كل فترة منزل كتاب والآن أعتقد أنه لديه خمس كتب و كتاب الآن جديد .
أيضا هذا المدون له كتاب يتكلم عن نشر الكتب .
http://www.shabayek.com/blog/?p=300
تحياتي 🙂
رداً على تعليق قوت القلوب : أشكرك أختي الكريمة على تشجيعك لي، وبارك الله فيكي وكثر من أمثالك، أسأل الله العلي القدير أن يعنيني على إخراج نموذج مفيد لأفكار إجتماعية غاية في الروعة.
رداً على تعليق eman : مرحباً بكي أختي إيمان صديقة جديدة.
في الحقيقة أنت أصبت، الإيمان من داخل الإنسان ووجدانه بالنجاح سيحققه بكل تأكيد، ولكن يحب الإنسان أن يستمع للآراء المحيطة به والتي من الممكن أن تضيف شيئاً مفيداً على المشروع، أشكرك على إضافتك الفريدة والكثير من القراء يتفقون معكي في هذه النقطة، نقطتك في محالها.
ألسؤال الأهم :
هل تعتقد بأنك ستنجح ؟
فمتى ما حسمت الإجابة تيقن حصول النتيجة بإذن الله تعالى ..
* رأيي الشخصي : امض قدماً فنحن بحاجة لإثراء المحتوى العربي فلا تجعل حرصك على المثالية يعيقك من اصدار هذه الكتب فباستطاعتك دائماً التصحيح والإضافة في الطبعات الجديدة من الكتاب ..
الأخ الكاتب الفاضل …
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …
أنا برأيي الشخصي لا أعتقد أنك ستنجح في مشروع كتابك .
بل إني لأكاد أراه رأي العين يولد و يكبر و إنشالله سنراه في قمة النجاح لأنك أخي الكريم و بلا شك ستحسن رعايته كالوليد الصغير . لقد تابعنا و رأينا مواضيع موقعك و هي تتغير في مضمونها و في شكلها و حتى تصميم الشبكة من الحسن إلى الأحسن و كان واضحا الجهد العظيم المبذول عليها بالإضافة إلى الأفكار المميزة في الطرح و التحليلات المنطقية و الرائعة.
أخي الكريم من يبذل هكذا جهد و يغنينا به لأكثر من عام لا نتوقع منه إلا الأفضل دوما .
إعمل على كتابك الأول رعاك الله و سدد خطاك في الطريق الصحيح . و عند إصدار الكتاب أعلمنا حتى ننهل منه و نغتني من درره النفيسه .
و فقك الله و بإذن الله يكون فاتحة الخير و بداية سلسلة عظيمة من الكتب المفيدة للفرد و المجتمع.
إضافة بسيطة..
كما ذكرت أخي الكريم إن الله لا يضيع عمل عامل و لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
لذلك أقول كلما أعطيت العمل كلما أعطاك العمل و كلما أعطاك الله .
و لذلك أيضا أراك رأي العين تبدع في كتابك إن شاء الله لأنك تحسن عملاً.
رداً على تعليق فلوفار البشيتي : والدتي الحبيبة، لك مني كل الحب والتقدير، وأدامك الله بركة لنا في حياتنا تضيئي الطريق الخير وترصفي لنا الطريق بدعائك.
رداً على تعليق ريم حسن : بارك الله فيكي أختي الكريمة على رفع المعنويات والهمة العالية، بإذن الله سيكون الكتاب فوق المتوقع، وأسال الله العي القدير أن ينفع به الجميع.
رداً على تعليق لؤي علي : بارك الله فيك أخي الكريم وأنا سعيد جداً بأن أعلم أنه كان لي تأثير إيجابي في تنشيط الوصل بينك وبين القراءة، وحظاً أوفر في التعليق القادم … هذه المرة سبقتك ريم لتكون أو المعلقات 😉
رداً على تعليق محمد بدوي : وأنا تشرفت كثيراً بالتعرف إليك أخي الحبيب، أما بالنسبة للنصيحة … بالتأكيد سأفكر في الأمر ومشورتك مهمة بالنسبة لي، فأنا معتمد على عليك يا محمد وعلى جميع الطيبيبن في تسويق الكتاب 🙂
لكم مني جميعاً جزيل الشكر.
ابني الحبيب…
تقدم ولا تنظر الى الخلف وبمجرد وضعت قدمك على الدرجه الاولى تتحدى الصعاب بعقلك
وعلمك الله سيوفقك انشاء الله مادام بذرة الخير مزروعه في وجدانك .اذا عقدت
فتوكل .
وانشاءالله يكتب لك النجاح العظيم فانت مؤهل بأذن الله من دين وعلم وجراة
واجتماعيه صالحه فأمامك كتب وليس ثلاثه فقط.انشاء الله بداية كل شئ تجربه
وانشاء الله تكون تجربه ناجحه فانت في مقتبل العمر امامك العمر كله .يعطيك
الصحه والعافيه والعمر المديد والنجاح.
عزيزي حسين , عندما تشرفت بلقائك في الاسبوع الماضي لم أعرف أنك تخطط لكتابة ثلاث كتب و إلا لكان رأي مختلف 🙂 على العموم هاهو الرأي الان
الرأي الان أن تنهي ما بدئت به و لا تنتظر لأن يكون الكتاب مثاليا فهناك سعة في اصدار اصدارات اخرى مكملة او مجددة او محدثة على المعلومات التي به و خصوصا بأن الموضوع كبير و متشعب فانهي ما لديك الان حتى تحقق انجاز يجرك إلى تحقيق انجاز أخر بإذن الله
و بهذا تتغير مشورتي بالنسبة لكتاب التفاوض و ليكن مطبوعا و بمقابل لان الكتب الكتاب السابق هي السبيل في تقديم الشهرة و نشر اسمك بين الناس
بالتوفيق
أخي حسين, امضي قُدُماً والله سيوفقك باذنه. أنا سأكون فخوراً اذا كنتُ أنا أول من يشتري كتابك. أكون صريحاً, لم أكن أحب القراءة, وكان يصيبني الملل بسرعة عندما أبدأ قراءة المقالات حتى وفقني الله الى موقعك وتغيرت نظرتي وأصبحت أنتظر مقال السبت لأنني أعلم أن هناك فائدة سواء روحانية أو فكرية أو دينية أو علمية….الخ. الأسلوب جميل والمواضيع مهمة والاقتراحات عملية وقد يكون قد آن الأوان للمرحلة القادمة وهي كتابك الأول. أسأل المولى -عزوجل- ان يوفقك ويجعل هذا العمل والجهد في ميزان حسناتك.
هل أعتقد أنك ستنجح؟!
بل أنا واثقة أنك ستنجح بعون من الله وتوفيق، إذ أجد في كتابتك الخبرة والفكر والأسلوب، وهي مقومات كتاب ناجح، وكاتب واثق سيشق طريقه رغم الصعوبات..
نحن نعلم ما هو مجتمعنا، فأغلبيته قشورية كما ذكرتَ أخي الكريم، لكن الفئة المثقفة الواعية التي تحمل هم الأمة بصدق موجودة، والوصول إليهم خصوصاً بالكتاب الأول سيستلزم بعض الجهود التسويقية في معارض الكتب والمواقع الإلكترونية والمكتبات والصحف، ولعلك أخبر مني بأهمية التسويق..
سبحان الله، حرف [ د ] عندما أراه على كتاب فإنني أحمل هم القدرة على استيعاب ما يقال من البرج العاجي لمن دون اسمه بعده، فبعض أصحاب [ د ] يحاولون إبراز ندرة مالديهم من المعرفة عبر الإغراق في غريب الألفاظ والأسلوب! لذلك لا يبهرني صاحب حرف [ د ] كثيراً، إنما ما يبهرني حقيقة في الكتاب هو عمق وأهمية الموضوع، وأسلوب الطرح، وإبداع الإخراج..
لذا، فإني متفائلة بنجاح كتابك الأول والثاني والثالث.. وأدعو أن لا يطول انتظارنا لها..
وفقك الله..