خلال السنوات السبع الماضية منذ أن وصلت كندا مهاجراً، لم أشاهد أياً من المسلسلات التي تُعرَض على الفضائيات العربية سواء في رمضان أو غيره، والحال نفسه هذا العام من فضل الله ورحمته.
لكن شاهدت الكثير من التقارير التي تتحدث عن تلك المسلسلات ما بين ناقد وحامد، وتبين لي عندما سمعت الكثير من الآراء المختلفة أنَّ الآراء الناقدة هي الأقرب للحق والصواب من تلك الآراء التي أثنت على تلك المسلسلات.
الخلاصة أنه قد أصبح واضحاً وضوح الشمس وبما لا يدع مجالاً للشك أنَّ النهج المُتبع هو شيطنة كل ما يمت للإسلام بصلة من جماعات وأحزاب وتيارات دينية وفكرية بحجة محاربة الإرهاب، حتى طالوا الإسلام نفسه بشكل غير مسبوق!
في السابق كانت المسلسلات تُشيطن الجماعات الإسلامية وكل ما يندرج تحتها أو يمت إليها بصلة.. بغض النظر كانت تلك الجماعات معتدلة أو متطرفة.
واليوم أصبحت تُشيطن النصوص الدينة بحجة أنها أحاديث غير صحيحة ويمكن ردها، أو أنها آراء لعلماء يمكن ردها أيضاً مثل اجتهادات شيخ الإسلام «ابن تيمية» وغيره، حتى طالت هذه الشيطنة صحيح القرآن الكريم.. إما بقصد أو غير قصد.. نيتي السيئة تقول لي أنه بقصد!
السبب أننا نعيش في عصر قل فيه الخطأ بشكل يمكن أن يكون منعدماً، كما يسهل فيه التحقق من المعلومة من شيوخ الدين الذين أصبح انتشارهم يفوق انتشار الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي! فالبحث عن الحق لم يعد صعباً كما كان في السابق، وكتابة سيناريو سينيمائي يُنزّه الله وشريعته ليس أمراً شاقاً لو كانت النوايا طيبة!
وأشد ما أخشاه – ولا أستبعد – أنَّ يخرج علينا مسلسل في رمضان القادم يُشيطن «محمد بن عبدالله» و «جبريل» رسول السماء.. يتهمهم علناً بأنهم أجداد داعش.. ولولا ذلك الوحي وتلك الرسالة.. لما كان اليوم للإرهاب وجود! تماماً كما يحدث في الإعلام اليميني المتطرف في الغرب!
تذكروا كلمتي التي قلتها لكم في معايدة رمضان المرئية: (اليوم يتم تحريف الإسلام وضرب أركانه) حتى يُصبح الشرك بالله والكفر بدينه سمة هذا الزمان والموضة الرائجة التي يلهث وراءها الجميع لاعتناقها.
لتصدق وقتها نبوءته ﷺ (لا تقومُ الساعةُ حتى تَلحقَ قبائلُ من أُمتي بالمشركينَ، وحتى تعبدَ قبائلُ من أمتي الأوثان) وإنَّ غداً لناظره لقريب!
غيض من فض.. كتبته لكم كي أصور الطريقة التي يتم فيها ضرب جذور الإسلام على الأرض وفي قلوبكم! ومن ثم تمهيد تَوسُّع مملكة بني إسرائيل من الفرات إلى النيل (باقية وتتمدد!).
وقد حُقَّ لإسرائيل أن تفرح.. فهنيئاً لها بقومنا!