صحية فيما يخص المستقبل المهني لأولادكم.. خصوصاً الإناث منهم، خذوها مني ولن تندموا بإذن الله.
مهما كان شغف الأولاد وحبهم لمهنة التعليم.. إياكم أن تجعلوهم مُعلِّمين، خصوصاً إن كنتم تعيشون في شرق العالم، فهذه المهنة مع الأسف الشديد أسوأ مهنة في الوطن العربي.
الأسباب واضحة:
- مهنة المُعلِّم تصنع الفقر بدلاً من أن تصنع المال
- ليست مدعومة من أي جهة حكومية أو خاصة
- ليست لها أي مكانة اجتماعية أو احترام للذات
- القائمين عليها – خصوصاً في القطاع الخاص – عبارة عن مصاصي دماء لا يتقون الله ولا يعرفون مَن يكون.
إن كان ولابد.. فيمكن أن تُمَارس هذه المهنة كهواية جانبية وليست كمهنة أساسية، تماماً كمهنة الكاتب والمؤلف التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
لا تُصدِّقوا ما يُقال.. أنَّ الإنسان يجب أن يتبع شغفه.. هذا هُراء يُقال في الكُتب والدورات التدريبية الرخيصة التي تبيع الوهم ولا تمت للواقع بأي صلة.
علمتني الحياة أنَّ الشغف يمكن أن يُخلَق من العدم خلال الاختلاط بالبشر والثقافات المتعددة، ويمكن أيضاً أن يتطوَّر ويتغيَّر ولا يبقى على حاله كما يعتقد الكثيرون، فإن كان شغفك لا يأتي بالمال.. فما الفائدة منه؟
المال هو سؤدد الحياة وعمودها الفقري كي نحيا بكرامة ونموت بكرامة، وهذا هو المعيار الأساسي الذي يجعل ميزان البحث عن مهنة المستقبل مستوياً ومنطقياً.
في النهاية.. كل الاحترام والتقدير لكل مُعلِّم يعيش في الشرق ويُعاني الأمرين في أسوأ زمان وُجِدَ فيه.