رفات أمة.. كانت تُسمَّى العرب

|

حسين يونس

سبحان الله، لا يمكن للكاتب العربي أن يتنبأ بما يُرضي الناس أو ينفعهم، فعندما ينزل عند رغبتهم ويعمل جاهداً لتسليط الضوء على ما يهمهم ليُجبر عقولهم على التفكير والعمل.. تجد الفتور سيد الموقف وكأنَّ الأمر لا يعنيهم! وعندما تنشر مواد بسيطة ترفيهية.. تجدهم تحولوا إلى مولدات نووية!

اليوم تبين لي بما لا يدعو مجالاً للشك، أنَّ هذه مشكلة أمة بأكملها.. أمة تُسمَّى: (الأمة العربية). تلك الأمة التي ليست سوى عالة ثقيلة على المجتمع العالمي بسبب ما تحمله في ذاتها من مشاكل دههرية وأمراض نفسية، فكلما اقترب منها أي طامح.. سحبته إلى القاع بسرعة الضوء.. كدوامة لولبية في بحر الشر الأبدي، ليختفي طموحه المسكين ويُصبح صفراً من دون أي قيمة مادية أو معنوية، في أكبر حظائر العالم قاطبة.

إن أردت حقاً تحقيق ما تصبو إليه.. فاخلع نعليك العربية عندما تكون في وادي النجاح المُقدَّس، وإن خرجت منه.. فلا تنتعلهم مرة أخرى حتى وإن اضطررت للمشي حافياً، لأنكبكل تأكيدستصل إلى مُبتغاك أسرع من دونهما!

واعلم يا رعاك الله.. أنَّ الأمة العربية قد حظت بفرصة النجاح أول وآخر مرة في ظل الأمة الإسلامية، ولن يكون ممكناً للعرب القيام من جديد من دون أمة تمتلك عقيدة كتلك التي جائنا بها محمد بن عبدالله .

ومَن يقرأ القرآن الكريم ويفهم آياته وكيفية الدورة الحياتية على وجه الأرض، إضافة إلى التبحُّر في العلوم الإنسانية وتاريخ الشعوب، يُدرك بالدليل القاطع أنَّ أمر العرب قد انتهى إلى الأبد ولن تقوم لهم قائمة من جديد. وإن استيقظت أمة الإسلام.. فبتأكيد ستكون القيادة فيها لعجم المسلمين وليس العرب (يا رسول الله: فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: العربُ يومئذٍ قليلٌ).

والله الذي لا إله إلاَّ هو.. أني أكتب لكم ما أكتب وعيني تذرف الدمع قهراً وعجزاً من حالنا الذي وصلنا إليه، حالنا الذي بات أسوأ ما سجَّله التاريخ.

فإن كنت على قدرٍ كافٍ من السذاجة والسخافة والقشورية.. كأولئك الذين يدَّعون الإيجابية في قطيع التنمية البشرية بنسختها العربية، فسترى أنَّ أمتنا تحيا أبهى عصورها، بدليل كثرة الخير والمال والأمان الذي تعجُّ به بلداننا العربية.

أما إن كنت مُتبصِّراً وعاقلاً وحصيفاً، فسترى الحقيقة كما هي.. عارية من أي تجميل، سترى أنَّ أمتنا أصبحت بهذا الخير الكثير كالأنعام في مزرعة مُترفة، لديها كل ما تحتاج كي تنتفخ وتنتفش ليوم الذبح الأكبر! فكلما جاعت ذئاب الإمبريالية.. ذبحوا نعجةً من تلك المزارع العربية.

الأمة المريضة لن تُنجِبَ سوى أفكاراً ميتة، وكل مَن يعتقد بأنَّ لأمة العرب قيامة جديدة.. فهو بلا شك في غيِّهِ يَعمَه. أمتنا العربية باتت عملٌ غير صالح، واستبدالها بأمة جديدة قادرة على المشاركة في إحياء العالم بات مَطلباً شرعياً، فهي أصبحت عالة على الأمة الإسلامية المرتبطة بها ارتباطاً وثيقاً منذ نشأتها، فهي كالحجر الثقيل الذي أُلقي به في عرض البحر وجرف معه أمة الإسلام إلى الحضيض، وسيبقى هذا حال الإسلام ما لم يتم فك ذلك الإرتباط بالعرب الذي بات من أوجب الواجبات.

ولابد لكل عربي أن يخلع عنجهيته القَبلية، لينفتح على حضارات العالم الحديثة، علَّه يجد له مكاناً في منظومة النهضة الحديثة.

رأي واحد حول “رفات أمة.. كانت تُسمَّى العرب”

  1. لقد أصبت أستاذي ووضعت التشخيص السليم
    ولكن يكسو تشخيصك نبرة اليأس والقنوط وحري بك ألا تيأس فاليأس ليس في قاموسنا ، كما أنك رأيت أستاذي سلوك العالم الغربي بعد قدوم وباء كورونا وانتهاءا بمظاهرات أمريكا ضد العنصرية وماصاحبها من نهب وسرقات …أليسوا هؤلاء بشر مثل العرب
    لماذا نقلل من أنفسنا ونلبس المثالية لمن لايستحقها .
    أليس مايحدث في أمتنا العربية هو ماأخبر به النبي المصطفي عن أحداث آخر الزمان وأن استضعافنا لن يكون من قلة عدد ؟ اليس مايحدث هو مشيئة الله وتحقيقا لما أخبر به النبي المصطفي ؟
    الجميع في اختبار وفتن ياأستاذي الفاضل وهنا يتجلي ميزان العدل الإلهي أن كل انسان مسؤل عن نفسه ..نفسه فقط يوم يفر المرء من أبيه ، يبدو الفرار من الوالدين طلبا للنجاه بالنفس أنانية ونكرانا للجميل _ ولكن لو أمعنا النظر لوجدت قمة العدل تتحقق في كون كل نفس مسؤلة عن أفعالها .
    وأخيرا دمت رائعا متألقا بكتاباتك أستاذي الكريم

    رد

أضف تعليق