مقالات

في كندا مساحة للجميع

في كندا مساحة للجميع

تناولت منذ سنوات الغداء مع زَميلتَيّ عمل في مدينة تورونتو، وكان الوقت مثل اليوم تماماً، شهر ديسمبر حيث يتجهز نصارى كندا لاستقبال أعياد الميلاد (الكريسماس)، وكانت إحداهما نصرانية والثانية أغنوستية (لا أدَرَّية) أي أنها قد تؤمن بوجود إله ولكنها لا تؤمن بدين معين، فهي حائرة لا تدري أي دين يمكن أن يكون هو الدين الحقيقي لتتبعه، والأغنوسيتة (Agnosticism) هو مصطلح إغريقي يعني (لا دراية) أو (لا معرفة). كنت وقتها جديد في عملي نوعاً ما، وخلال الغداء سألتني زميلتي الأغنوستية عن استعدادتي لاستقبال الكريسماس، فقلت لها أني مسلم ولا أحتفل بأعياد الميلاد، فلاحظت أنها قد تفاجأت قليلاً، ففي كندا يعتبر الكريسماس أهم أعياد …

أكمل القراءة

إعادة ثقة

في إستطلاع على الفيسبوك اليوم، سألت المتابعين الأفاضل إن كان يجب الإصغاء إلى النصيحة التي أسديت إليَّ بضرورة التخفيف من الكتابة الفكرية، والبدء بالكتابة الترفيهية من أجل زيادة عدد المتابعين، وعندما أقول ترفيهية آقصد الهابط منها والركيك في المحتوى والمعنى، وتساءلت إن كان فعلاً هذا ما يُفضله العرب. فمن ضمن القضايا التي تهمني اليوم هو محاولة فهم النظرة التي يحملها العربي في عقله عن نفسه وعن أمته العريقة، هل هذه حقيقة العرب؟ هل ما يُشاع عنهم صحيح؟ ردة فعل القرَّاء كانت إيجابية بكل المقاييس ولم أستغربها على الإطلاق، فإن كان بيننا فئة متدنية (وهي موجودة بلا شك) هذا لا يعني …

أكمل القراءة

إما أن تنشر الجهل.. أو لا تتفوه

نشرت صحيفة كندا اليوم​ مقالي الأخير بعنوان (بالقانون، والحجة، والمنطق) على صفحتها الرسمية مساء السبت الماضي ٥ ديسمبر، وبلغ عدد المشاهدات أكثر من ٨٠ ألفاً في أقل من ٢٤ ساعة، وقد لاقى المقال استحسان الغالبية العظمى من قرَّاء الصحيفة، ما عدا فئة قليلة لم يعجبها نهاية المقال! كنت قد ذكرت في نهايته الجملة التالية: تعلمت من تلك التجربة عدم التسليم أبداً لتجارب الآخرين الفاشلة، وأن أحاول بنفسي مهما سمعت من تجاربهم، وتعلمت أيضاً ألاَّ أخشى على نفسي في ظل دولة العدل والقانون، لأنَّ الله سبحانه وتعالى قد قضى ببركتها حتى وإن كانت مُلحدة أو كافرة، فللعدل في السماء مكانة يجهلها عبدة …

أكمل القراءة

في كندا هي مسؤولية

شاهدت نشرة الأخبار المسائية بعد يوم عمل مرهق، وبعدها سألتني زوجتي عن مدى جدية الحكومة الجديدة في إلغاء القوانين المُجحفة التي أقرَّتها حكومة المحافظين السابقة مثل قانون (Bill-C51) الذي يُخول جهاز المخابرات الكندي المُسمى (CSIS) باختراق خصوصية المواطنين من دون إذن محكمة مُسبق، وقانون (Bill-C24) الذي قسَّم الكنديين إلى مواطنين درجة أولى وثانية، ناهيك عن التهديد الذي يُشكله هذا القانون على مزدوجي الجنسية، فإذا كنت تحمل الجنسية الكندية وجنسية أخرى معها، واتهمك أي مارق بالإرهاب فيمكن لوزير الهجرة أن يخلع منك جنسيتك الكندية من دون موافقة المحكمة العليا. وهذا أمر مرعب بكل ما تعني الكلمة من معنى، إذ كيف يمكن …

أكمل القراءة

الإنسانية في كندا

بينما كنت أتنزه في إحدى حدائق مدينة لندن الكندية في مقاطعة أونتاريو، قابلت عجوزاً ناهزت الثمانين من عمرها تتمشى في الحديقة، ورغم نظافة المنطقة إلاَّ أنها كانت تلتقط كل ما تراه عيناها من مهملات على الأرض، فنظرت إلى زوجتي وقلت لها (يبدو أنها فقيرة وتحتاج بعض المال)، وعندما اقتربت مِنَّا تلك العجوز، بادرتنا بابتسامة عريضة مع نظرة أمل وهمَّة عالية وألقت علينا التحية وأخذت تلاطف بناتي وتلاعبهن، فسألتها عن سبب تنظيفها للحديقة وإن كانت من إحدى العاملات فيها، فأجابت أنها من سكان الحي وبيتها ملاصق للحديقة، وهذا عمل تطوعي تقوم به من تلقاء نفسها خدمة للمجتمع، وحدثتني عن ضرورة تقديم …

أكمل القراءة

مشكلتنا مع مَن نقل التاريخ

قد تكون من أهم مشكلاتنا اليوم مع مَن يُعلِّمون الناس التاريخ الإسلامي.. أنهم لا ينقلون للعامة سوى المواقف الملائكية للمجتمع آنذاك.. فرسموا لنا صورة مجتمع لا يُخطئ! وقد تستغرب عندما تعلم أنَّ «عمر بن الخطاب» أدار ظهره لـ «أبي بكر الصديق» في حالة غضب، ومشى إلى بيته.. وعندما لحقه الصديق عند بابه.. أغلق عمر الباب في وجهه من شدة الغضب! وهذا كله كان في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام. الدراسات الاجتماعية تشير إلى أنَّ البشر يميلون لاتباع قدوات تخطئ.. وينفرون من أولئك المثاليون الذين لا يخطؤون.. ولا يشاركون الناس خبراتهم في التعامل مع الخطأ أو الفشل.. ولعل هذا يفسر لنا …

أكمل القراءة

من فقه التخطيط للهجرة

عندما تبدأ في التخطيط إلى الهجرة.. سواء إلى #كندا أو أي دولة أخرى.. عربية أم أعجمية.. لابد من أن تكون فقيهاً!!فاجعل أولوياتك مرتبة كما يلي: ١. حفظ الدين (إن لم تأمن على دينك من الإندثار.. فلا تهاجر)٢. حفظ النفس (إن لم تأمن على نفسك من الهلاك.. فلا تهاجر)٣. حفظ العقل (إن لم تأمن على عقلك من الخلل.. فلا تهاجر)٤. حفظ الذرية (إن لم تأمن على ذريتك من الضياع.. فلا تهاجر)٥. حفظ المال (إن لم تأمن على مالك من السلب.. فلا تهاجر) ملاحظة: هذه الفقه مطلوب من ذوي العقول السليمة الذين يخططون طوعاً إلى الهجرة.