حين تتحوَّل ليالي العمر إلى مرآة للذات
لطالما أحببتُ الصباح وأجواءه المنعشة، بخلاف المساء الذي كنت أنفر منه، فألجأ إلى النوم مبكراً علَّه يرحل سريعاً، لأستقبل صباحاً جديداً يمدّني بالشعور بالثبات والثقة. لكن مع مرور الوقت، خصوصاً عندما وجدت نفسي أواجه سكون الليل وحيداً، أدركت أنَّ نفوري من المساء لم يكن عبثاً. فقد تكشَّف لي أنَّ سرَّ حبي للصباح يعود إلى طبيعته القائمة على المواجهة والانشغال، بينما سرُّ نفوري من المساء أنه يضعني وجهاً لوجه أمام نفسي. في الصباح نبدأ يوماً مزدحماً: مواجهة مع العمل والدراسة، مواجهة مع الزملاء والمدراء، مواجهة مع الزبائن والعملاء، مواجهة مع المجتمع وقوانينه وأزماته التي لا تنتهي. نحن في انشغال متواصل يجعلنا …