حسين يونس

حين تُضطر إلى النوم

كان يشقُ عليَّ في السابق أن أجد وقتاً مُريحاً للإسترخاء والنوم خلال أيام الأسبوع المزدحمة، ولكن ومع الهبوط الحاد في جودة خطب الجمعة والتغيير الذي طرأ على نمطها، أصبحت لا أتحيَّر ذلك! فخطبة الجمعة ومع الأسف أصبحت أفضل أوقات الأسبوع للإسترخاء والنوم المريح، حيث تبدأ لحظة الإسترخاء بعد الإنتهاء من قراءة سورة الكهف، وإلقاء الجسد المُنهك من عمل الإسبوع والسهر على جدار المسجد الذي يكاد أن يهوي من كثرة المتكئين عليه، وأجهزة التكييف تحيط بك من كل جانب وحيث تبدأ عينيك بإنزال الدموع من شدة ما فركتها نُعاساً، ومن ثم يأتي صوت غريب… يُشبه صوت أمك التي كانت تقرأ لك …

أكمل القراءة

إذا لم يكن الآن فمتى؟

كلما أتبحَّـر في حال أمتنا العربية أزداد حيرةً وتيهاً، فحالتها غريبة منقطعة النظير لا تجد لها مثيلاً في العالم بأسره على مر التاريخ، إذ كيف يمكن لأمة تمتلك موارد الدنيا كلها على الإطلاق وبدون أي إستثناء أن تكون في قاع محيط الأمم التي لا تمتلك تلك الموارد؟ بل كيف يمكن لأمة لها أمجاد وحضارة عريقة أن تكون في مستنقع الأمم الراكدة؟ كيف؟ هذا شيء منافٍ للعقل والمنطق. مسألة محيِّـرة لم أجد لها تعليلاً علمياً يوافق المنطق السليم، إنَّ ما يحدث لأمتنا عجيب ويحتاج إلى دراسة وبحث، فلو إستعرضنا بعض ما يتميز به الوطن العربي من موارد وثروات ستفهم عزيزي القارئ …

أكمل القراءة

الأمن الوظيفي، كيف يكون؟

لعلي لم أوفَّق في المقال السابق: “هكذا تُغتال العقول” أن أطرح حلولاً للأمن الوظيفي مما أثار تساؤلاً من قِبَل بعض القرَّاء عن إمكانية الإسهاب في هذا الموضوع المهم والعمل على إصدار مقال خاص يشرح السبل المتاحة لذلك الأمن، هل هو حقيقي وموجود؟ أم أنه خيال من المستحيل إيجاده في مجتمعاتنا العربية الطاردة؟ أبدأ مستعيناً بالله أقول، إن مسألة الأمن الوظيفي يمكن تحقيقها بأمور كثيرة، وأغلبها يعتمد على الموظف نفسه، بالطبع نحن نطالب أرباب المنشئات بتوفير ذلك الأمن من أجل رفع إنتاجية الموظف، ولكن سنتكلم اليوم عن الأمن من ناحية الموظف لأنها هي الكفة الأرجح في هذه المعادلة. ولعلي أستهل الحديث …

أكمل القراءة

هكذا تُغتال العقول

لعل الناظر في حال المواطن العربي مقارنة مع المواطن الغربي يجد فروقاً كثيرة ومن أهمها: “الأمن الوظيفي”، إنَّ هذا المصطلح الغائب عن الأذهان في الوطن العربي لحَاجَةٌ ملحةٌ حتى ينهض الإقتصاد وتنهض معه التخصصات ويبدأ العالم العربي بالتطور والإبداع. إذ كيف يتسنى للمواطن العربي التصرف عندما تُخطره الشئون الإدارية بأن عقد عمله لن يُجدد وهذا هو الشهر الأخير له في العمل؟ يبدأ الهلع عنده والبحث عن عمل آخر لأنه لا يستطيع البقاء دون دخل ولو لأسبوع واحد! فالحكومة ومؤسَّسة الضمان الإجتماعي في بلده لن يقوموا بتغطية نفقاته ولو لثلاثة أشهر حتى يتمكن من أن يجد عملاً آخر، فيقبل المسكين بأي …

أكمل القراءة

البر المفقود

البر المفقود

ترددت كثيراً قبل نفض الغبار عن قضيةٍ شائكة وحساسة، من يتطرق إليها يُقذف مباشرة لأنها تُعتبر من المحرمات، ولكني إحتراماً لمبادئ الدين الحنيف واستجابةً لمعاناة أبناء العرب من المسلمين، كان لابد من وقفة صادقة صريحة لفهم معنى البِرّ في الإسلام، وهل التكليف لطرف واحد فقط، أم هو عملية متَبَادلة بين كِلتا أطراف المجتمع؟ عبادات كثيرة تُميز الدين الإسلامي الحنيف، ومن هذه العبادات العظيمة عبادةُ البِرُّ، وأهمها: بِرُّ الوالدين، فبرُّ الوالدين يميز المسلمين عن غيرهم. حيث يُعاني غير المسلمين من إنتشار العقوق في مجتمعاتهم، وعلاقاتهم الأسرية باردة بل تكاد أن تكون معدومة مقارنةً مع المجتمعات الإسلامية، ولكن أتسائل عن مدى فَهم …

أكمل القراءة

ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم

ينشأ المواطن العربي ويترعرع على مذهب الخَرَس العام: (ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم!) فيشبُّ وهو لا يستطيع أن يُعلِّق أدنى تعليق عن أي أحد ولأيِّ سبب، فتجده خجولاً إنطوائياً لا يُجيد النقد البنَّاء ولا إصلاح العيوب التي تتكلله وتحيط به عدا عن البوح بها. فعلى سبيل المثال تسمع دائماً رجال الدين يحثون المسلمين على عدم مسِّ أي أحد من الرموز الدينية – وأنا أؤيد ذلك بلا شك – وعندما يصل حظر التعليق إلى درجةٍ مُبالغ فيها كعدم التعليق حتى على مواقف السلف التي أخطئوا فيها … فتصمت وتقول يكفيهم شرفاً أنهم رأوا رسول الله ﷺ أو كانوا قريبين من زمانه، …

أكمل القراءة

نظرية التحدي والإستجابة

من أجمل ما قرأت وتأثرت به، ووجدته مُفـتَـقراً في مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعاصرة هو نظرية “التحدي والإستجابة” لصاحبها “آرنولد توينبي 1889 – 1975م”، هذه النظرية نشأت في موسوعته التاريخية المُعنونَة بـ “دراسة للتاريخ” الواقعة في إثني عشر مجلَّدا، حيث أنفق توينبي واحد وأربعين عاماً في تأليفها. ما هي نظرية التحدي والإستجابة؟ يُـفسّر توينبي نشوء الحضارات الأولى، أو كما يسمِّيها “الحضارات المنقطعة” من خلال نظريّـته الشهيرة الخاصة بـ “التحدي والإستجابة”، والتي استلهمَها من عِلم النفس السلوكي، وعلى وجه الخصوص من “كارل يونغ 1875 – 1961م” الذي يقول أنَّ الفرد الذي يتعرض لصدمة قد يفقد توازنه لفترةٍ ما، ثم قد يستجيب لها …

أكمل القراءة