حسين يونس

النُطف المُهرَّبة – وجهة نظر

من نِعَم الله الكبرى على عباده أنه أمر بحفظ أنسابهم وحرَّم اختلاطها، وسخَّر لهم ذلك من خلال عملية سريِّة تحدث في ظروف حميمية دقيقة يكون فيها الطرفان (الرجل والمرأة) في قمة الالتصاق الجسدي المُعتِم، لتعبر النُطفة خلال تلك العملية بكل أمان وسلام وتستقر في بيتها الجديد في رحم المرأة، وقد أقرَّ العلم أنَّ الأجواء التي هيَّأها الله لسلامة النُطفة بيولوجياً في جسم الرجل ولاحقاً في جسم الأنثى، لا يمكن توفيرها خارج تلك الأجواء سوى في المعامل الطبية ولمدة لا تزيد عن ساعتين فقط مصحوبة بتكاليف مالية كبيرة، فخلايا الحيوانات المنوية تتلف بسهولة خارج جسم الإنسان ولا يمكنها أن تعيش سوى …

أكمل القراءة

هل تستحق الحياة أن نكون إيجابيين؟

هل فكَّرتم يوماً في حقيقة النجاح والدوافع التي تقود إليه؟ عندما نكون مغمورين بالإيجابية ومحاطين بالإيجابيين.. هل ننجح فعلاً ونحصل على ما نريد؟ أم أنَّ الحقيقة عكس ذلك؟ ماذا لو كانت الإيجابية محاولة لتحويل البشر عن حقيقتهم السلبية؟ ماذا لو كان هذا النوع من الحياة يحولنا من أناس أصحَّاء طبيعيين إلى مرضى في أنفسنا وأجسادنا؟ ماذا لو كانت الإيجابية التي يُنادي بها المطوِّرون ما هي إلاَّ وهم ليس له وجود؟ ماذا لو كانت عبئاً يُؤرِّق مضاجعنا لمثاليات غير قابلة للتطبيق؟ ماذا لو كانت الإيجابية في حقيقة الأمر نوع من الهروب من العالم الحقيقي إلى آخر خيالي؟ قد تكون حالة انفصال …

أكمل القراءة

ثقافة السعادة

على الرغم من اشتياقي كثيراً للكتابة التي انشغلت عنها بسبب عملي، إلاَّ أني أيضاً أصبحت أميل إلى الكتابة القصيرة المختصرة التي يمكن من خلالها إيصال الفكرة على مبدأ (ما قلَّ ودلَّ)، وفي بالي الكثير لأكتبه عن السعادة وثقافتها التي نبحث عنها جميعاً، خصوصاً تلك المقرونة بالسفر وتغيير المكان، إلاَّ أني آثرت اختصار المقال قدر المستطاع حتى لا أطيل كي تبقوا في سعادة خلال القراءة. دعوني أخبركم كم هو جميل أن يسافر الإنسان بعيداً عن حياته التي تعب في صناعتها واعتاد عليها، لكن الأجمل أن يسافر بعيداً من دون التخلي عنها، ففي السفر يحدث التغيير الذي نحتاجه بعيداً عن الروتين اليومي، …

أكمل القراءة

ما الذي جنيناه من أحداث فلسطين الأخيرة؟

مازالت قضيتنا الفلسطينية في عامها الـ ٧٣ من تاريخ نكبتها تتصدر المركز الأول ليس فقط في العالم العربي.. بل في العالم أجمع لأهميتها الإنسانية ومكانتها الدينية، الأمر الذي أدَّى إلى محاربتها بشتى السُبل ومن جميع الاتجاهات في محاولة لتمييعها ومحيها عن الوجود وجعلها قضية ثانوية لمجموعة من الخونة باعوا أرضهم لليهود، ناهيك عن الإرهابيين الإسلاميين في داخلها الذين يريدون جرَّ الأمة إلى صراع مع الإسرائيليين لا فائدة منه. لكن على الرغم من كل تلك الجهود الشيطانية للقضاء على فلسطين وقضيتها، إلاَّ أنها مازالت فارضة نفسها وبقوة، وفي كل مرة يعتقد الصهاينة أنهم تمكَّنوا من فلسطين وأهلها وحاولوا اختبار جهودهم البائسة …

أكمل القراءة

أن تبلغ الـ ٤٥

قد يكون العمر للبعض قصة تُحكَى، ولآخرين محطات تستحق الوقوف عليها، وقد يكون لآخرين مجرد وقت يمضي.. أو مجرد رقم لا يعني لهم الكثير، لكن قليلون هم الذين يُدركون قيمته التراكمية الآخذة في ازدياد بسرعة البرق من دون استراحة، ليُصبح الرقم الأصعب في حياتنا.. فارضٌ نفسه من دون هوادة أو استئذان، واثق الخطوة ليلاً نهاراً لا يرجف أو يرتعد. ماذا يعني لي أن أصل في هذا اليوم (٨ مايو/أيار) إلى محطة الـ ٤٥ في شهر مُبارك مثل هذا الشهر الكريم؟ في الحقيقة يعني لي الكثير، فقد أدركت تمام الإدراك نعمة الله التي آتاني إذ أمهلني حتى اللحظة، في الوقت الذي …

أكمل القراءة

داء الانصياع

كنت منذ أيام في إحدى غرف (كلوب هاوس – Clubhouse) التي كانت تعجُّ بالمتحدثين حول مصير نوال السعداوي التي انتقلت إلى ربِّها الذي تطاولت عليه في أكثر من مناسبة، وعلى ما يبدو أنَّ موتها قد شكَّل مُعضلة للذين يرونها أيقونة الحرية النسوية في مصر والعالم العربي، والأهم أنَّ عدد المستمعين في تلك الغرفة كان قرابة الـ ٥٠٠ مستمع ينتظرون ما سيؤول إليه إجماع العقول هناك. إدارة الغرفة – مشكورة – قدَّمتني للحديث حول موضوع الترحُّم على نوال السعداوي، وما هو رأيي فيما يخص الغرف الأخرى التي تلعنها وتُحرِّم الترحُّم عليها.. فقلت: في الحقيقة أنا جداً مستغرب! لأنه من المعروف أنه …

أكمل القراءة

أنا لست متديناً

مازال (كلوب هاوس – Clubhouse) يكشف لنا خبايا المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية من عيوب وميزات، تحديات وفرص، ازدهار وانحطاط. وعلى الرغم من أن وتيرة تواجدي على تلك المنصة أصبح يقل رويداً رويداً بسبب كثرة الأشغال وقلة الوقت، إلاَّ أني أصبحت أحرص على الاستماع أكثر من التحدُّث، وأن أنتقي الغرف التي أقضي وقتي فيها. لقد وجدت في الاستماع فرصة ذهبية لفهم ثقافة المجتمع وتناقضاته المتراكمة التي خلَّفتها الديكتاتورية من جهة، والجهل من جهة أخرى، وفوق كل هذا.. رغبة جامحة للظهور وإرضاء الآخر أكثر من إرضاء الذات! في كل يوم أدخل هناك أجد نمطاً عاماً للخطاب الذي يستهوي الجموع.. البساطة …

أكمل القراءة