لعلي لم أوفَّق في المقال السابق: “هكذا تُغتال العقول” أن أطرح حلولاً للأمن الوظيفي مما أثار تساؤلاً من قِبَل بعض القرَّاء عن إمكانية الإسهاب في هذا الموضوع المهم والعمل على إصدار مقال خاص يشرح السبل المتاحة لذلك الأمن، هل هو حقيقي وموجود؟ أم أنه خيال من المستحيل إيجاده في مجتمعاتنا العربية الطاردة؟
أبدأ مستعيناً بالله أقول، إن مسألة الأمن الوظيفي يمكن تحقيقها بأمور كثيرة، وأغلبها يعتمد على الموظف نفسه، بالطبع نحن نطالب أرباب المنشئات بتوفير ذلك الأمن من أجل رفع إنتاجية الموظف، ولكن سنتكلم اليوم عن الأمن من ناحية الموظف لأنها هي الكفة الأرجح في هذه المعادلة.
ولعلي أستهل الحديث بفلسفة قديمة: “البقاء للأقوى”، فالأمن لا يأتي إلا من القوة على جميع الأصعدة، سواء كان أمن البلاد أو الأسرة أو الوظيفة، فإذا نظرنا للبلدان القوية نجد أن مواطنيها هم الأكثر أمناً والأقل إضطراباً والأعلى إنتاجاً، وإذا نظرنا إلى الأسرة نجد أن الأب صاحب الشخصية القوية المنضبطة تتمتع عائلته بالأمن أكثر على عكس الأسر التي يكون ربها خائراً، وكذلك في العمل الموظف الأقوى هو الموظف الذي يحظى بدعم أكبر من مُديريه وقَبولٍ أكثر من زملائه، فالنفس البشرية لا تحب الضعيف ولا تقربه، نحن نعطف عليه شفقةً ولكن لا أحد منَّا يحب مجالسته.
والسؤال الآن، عن أي قوة نتحدث في الوظيفة؟ هل هي قوة الجسد؟ بالطبع لا، مع أن القوة الجسدية مطلوبة حتى يبقى الموظف بصحة عالية وأداء أفضل، فكثرة الإجازات المرضية تُثير حفيظة المنشأة، ولكننا بصدد قوة المعلومة، هذه القوة التي لا نستطيع الإستغناء عنها في عصرنا الحاضر والقادم، فكلما قرأت وتثقفت في مجالك أكثر، كلما إزداد التمسك بك في عملك أكثر، وكلما شعرت نفسك بالرضى والاطمئنان.
أعجبتني مقولة: “قارئ اليوم، قائد الغد”، هذه الحكمة المختصرة أكبر دليل على أن القوة في المنشأة وحتى في المجتمع لا تكون إلا في إمتلاك المعلومة، إذ أنه لا أحد يُحب أن يجلس مع قليلي الثقافة، ولعل الجلوس مع التلفاز يُفيد أكثر منهم، فلو فكرت بطرق إمتلاك المعلومة الخاصة بعملك وإشتثمارها وإيصالها لمُديريك وإستغلالها في مشروعاتك ومع زبائن المنشأة وعادت عليهم بالنفع والفائدة، تأكد من أنك ستكون رجل الساعة وستَرقى إلى أفضل الدرجات، وأركز على إستغلالها وإستثمارها بما يعود بالنفع على المنشأة، إذ ما فائدة المعلومة التي تبقى في صدرك أو مذكرتك ولا تُستغل؟ لا فائدة منها مهما كانت مهمة، لابد من إيصالها للمسئولين حتى يوكِلوا إليك المهام الخاصة بتلك المعلومة وإستغلالها أفضل إستغلال بعد ما يصلك التكليف. أما عن طرق إمتلاك المعلومة فهناك كتب ومراجع بالملايين في المكتبات العامة والخاصة والإنترنت، إضافة إلى الدورات التدريبية وملازمة المتقدمين في العمل والناجحين، لن أطيل في مسألة المعلومة كثيراً لكنها كانت الأهم وكلنا يعلم كيفية الحصول عليها في مجاله ولكن لابد أن نكون من أصحاب الهمم العالية.
هناك أمور أخرى مهمة بطبيعة الحال لابد للموظف من أن يهتم بها، فقد ذكر الكثير من فلاسفة التنمية البشرية أهمية التخطيط المالي بطريقة علمية فعَّالة، فقام العديد من علماء الإقتصاد بتأليف الكتب والمراجع، ولكنها لم تجد صداها لدى القارئ العربي، أولاً لأنه لم يتعلم أن يقرأ مثل تلك الكتب الغير متوفرة أصلاً في المكتبات العربية ظناً بعدم أهميتها، وثانياً لأن هذه الكتب إن وجدت تتصف بصعوبتها في الفهم والتطبيق.
ولكن ظهر مؤخراً كتاب: “أبي الغني، أبي الفقير” الأكثر من رائع لمؤلفه: “روبرت كيوساكي” الأمريكي من أصل ياباني، يشرح فيه وبطريقة سلسه حقيقة الأمن المالي وكيفية الحصول عليه وإستثماره، وكيف أن أصحاب الوظائف هم الأكثر خسارة، وأرباب الأعمال هم الأكثر ربحاً، حيث يرى الكاتب أن الوظيفة هي حل قصير الأجل لمشكلة طويلة ومزمنة، وشبه الموظف بالعبد – الرِّقّ – حتى ولو كثر راتبه، فهو في نهاية المطاف عبد غالي الثمن ينتظر المال من صاحب العمل الذي سيقوم بدوره بإستبداله عند إنتهاء صلاحيته!
كتاب قيم أنصح بقراءته باللغة العربية ترجمة مكتبة جرير، إذاً هو متوفر باللغتين العربية والإنجليزية.
ولو صارحنا أنفسنا أكثر بعد هذا السرد ودققنا في السبب الحقيقي الذي يكمن في مسألة الأمن الوظيفي، لوجدنا أنه الخوف من الفاقة وقلة المال، فالنفس لا تهوى الفقر، وهذه مسألة جبليّة قديمة وليست بالحديثة، فقد قال أحد السلف: “لو خشي الناس النار كما يخشوا الفقر لدخلوا الجنة”، وطلب المال أمر مُباح لا غبار عليه، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )) صحيح الجامع للألباني 6650، فالمسلم مُطالب بأن يكون قوياً في كل شيء حتى في ماله، فلماذا الرضى بالفقر والهوان وهو أصل كل مصيبة، وللأسف أصبح المسلمون يروجون للفقر حتى ظن العامة أنه ركن من أركان الدين وطلب المال من أركان إبليس، وهذا فهم خاطئ، فقد روى عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( نعم المال الصالح للرجل الصالح )) غاية المرام للألباني ص454.
وبعد هذا الإستدلال الشرعي لمسألة المال، سأقوم بسرد بعض النقاط المهمة المؤدية للأمن الوظيفي من جوانب أخرى غير قوة المعلومة وسأعلق عليها بالترتيب:
-
التوكل على الله: هو السلاح الأقوى والذي لا يحتاج منك إلاَّ أن تؤمن بالله العلي القدير أنه هو مالك الملك سبحانه، وهو من يُسأل وهو من يُعطي وهو من يُمسك وكل شيء عنده بأجل ولحكمة لا يعلمها إلا هو، هذا الإيمان والتوكل يورث القلب سكينة وطمأنينة إلاَّ تحصل من هذا الطريق، يقول سبحانه وتعالى: { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } سورة هود آية 6، فإن أعطى سبحانه لا أحد يستطيع أن يمنع، وإن أمسك ومنع فلا أحد يستطيع أن يُعطي، فتوكل على الله ولا تحزن، لأنه ليس بالضرورة أن تكون جميع الخليقة أغنياء.
-
السيولة المادية: هذه نقطة بالغة الأهمية خصوصاً للمغتربين عن بلدانهم، إذ لا ينبغي إضاعة المال في العفش والمنزل الفاخر والأمور الحياتية الأخرى التي لا تأتي بالنفع على صاحبها، فثقافة الإستهلاك عند العرب عنيفة وثقافة الإستثمار ضعيفة، فأنا أنصح نفسي والقارئ الكريم أن يُنفق في حاجاته الضرورية والمتوفرة بأسعار معقولة، وفي هذه الأيام لا يصعب إيجاد منتجات رخيصة وذات جودة مقبولة.
-
المعادن النفيسة: إذا كثر المبلغ وخشيت عليه من الفقدان بسبب كثرة مشترياتك وأردت أن تجمده، أو خشيت عليه من إنهيار العملة التي تدخر أموالك بها، فعليك بالمعادن النفيسة، فالذهب مثلاً لم ينخفض سعره منذ 20 عاماً، ولكنه غير مجدي للمغتربين، إذ يصعب التنقل بالمعادن النفيسة وعبور الحدود بها، وإذا كثر عددها يُخشى عليها من السرقة.
-
العقارات: هي من أفضل الحلول الطويلة الأجل، كما أنها دائماً في إرتفاع منذ أن خلق الله الأرض، وكما يقول الكهول: “العقار هو الولد البار”، فالعقار دائماً عليه طلب من قِبَل جميع فئات المجتمع، كما أنه يجب عليك أن تمتلك بيتاً دائماً في بلدك، يبقى لك ولأسرتك عندما تعود في الإجازات أو الإستقالات، فلا تطلب اللجوء من أحد، فبدلاً من أن تركز في نفسك وكيفية النهوض من جديد، سيبقى فكرك منشغلاً بكيفية رد الجميل للذين آووك.
-
الإكتتاب والأسهم: تابع إكتتابات المنشئات الجديدة واشتري فيها أسهم التأسيس، وتأكد من أنك بعد بضع سنين ستضمن لك دخلاً لا بأس فيه، وبما أن عدد أسهم الإكتتاب عادة يكون محدوداً، قم بشراء أسهم أكثر بعد إدراج المنشأة في سوق المال وبدء التداول إن كان مجال عملها مضموناً كشركات النفط والإتصالات وغيرها، حاول دائماً أن يكون لك أسهماً إستثمارية توزع أرباحها بانتظام.
-
عمل خاص: حاول أن تبدأ مصلحة صغيرة غير عملك الأصلي حتى لو كان عملاً من المنزل، إعرض فكرتك على الأصدقاء وشاركهم فيها بعد دراسة جدوى علمية، فكر دائماً معهم وشجعهم على الإستشمار الخاص ودقق في الأمور التي يكثر الطلب عليها كالإستشارات المهنية والأطعمة والأشربة والألبسة، فكلها من ضروريات الحياة التي لا يمكن الإستغناء عنها وتأتي بفائدة جيدة، وليس بالضرورة أن يكون عملك الخاص هو شركة، يمكنك أن تؤلف كتاباً مثلاً لو وجدت في نفسك القدرة على ذلك، فأنت بنعمة التأليف والنشر تجمع بين الحُسنيين: “فائدة المجتمع والمال”.
-
العلاقات: أوجد علاقات مع أكبر عدد من أصحاب المناصب والنفوذ، وسّع دائرة قوتك بالتعرف على الناجحين وصانعي القرار سواء في عملك الخاص أو وظيفتك، تعلم من أين تؤكل الكتف، حتى لو كنت بلا عمل وإحتجت إليه… لن تمكث كثيراً تبحث عنه، ولعل بناء العلاقات ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى جهد كبير.
-
السياسة والدبلوماسية: إكسب مُديريك ومن حولك وتجنب المواجهة في المشاكل حتى ولو كان الحق معك، فهي لا تأتي بخير أبداً، وتعلم أن تحفظ ماء وجه مُديريك ولا تترصد لهم، ففي النهاية أنت الخاسر الوحيد، طبعاً السياسة المقصود بها ليس التنازل عن مبادئك والإنسلاخ عن دينك… أبداً، ولكن المقصود بها هو اللين في التعامل والتسامح مع الآخرين وعدم تتبع زلاّتهم وفضح أخطائهم.
-
اللغة الإنجليزية: لابد ليس فقط من تعلم اللغة الإنجليزية، ولكن يجب إتقانها تمام الإتقان مما يمكِّن لك الإطلاع على كتب وإنجازات الغرب والإستفادة منها، فنحن المسلمون مًطالبون بأن نستفيد من جميع الناس مهما إختلفوا عنا في دينهم وثقافتهم، وأرباب العمل لا يُطيقون ضعف اللغة، بل العمل نفسه لا يتحمل أن تعمل وأنت لا تُجيد اللغة الإنجليزية.
-
سوِّق نفسك: تعلم مهارات الإتصال والتسويق، تعلم كيف تُقنع الآخرين بنفسك، تعلم مهارات الكلام والتعبير عن الذات والقدرات، كل ذلك يأتي بالنفع بإذن الله.
هذه الأمور كلها وغيرها تجعلك قوياً في عملك وذو شخصية يصعب هزُّها، فأنت حتى لو فقدت عملك لا قدَّر الله لأي سببٍ كان، ستكون قادراً وبكل تأكيد على حماية نفسك وأسرتك لمدة كافية من الزمن كما ستحافظ على ثقتك بنفسك وأنت بلا عمل، فلا داعي للهلع، تروى في البحث عن عمل، ولا تقبل أي وظيفة وأي راتب، إبقى في تخصصك الذي تحبه وأكمل طريقك إلى الإبداع والتميُّـز.
كلمة أخيرة، تأمل معي ما كتبت في هذه المقالة وخذه على محمل الجد، وراقب التغيُّـر الذي سيطرأ على حياتك وشخصيتك، إنك بهذه الطريقة عزيزي القارئ تحمي نفسك والتخصصات العربية، كما تساعد على النهوض بالمجتمع بأكمله دون ذل أو صَغَار، بإختصار… تعلم أن تكون قوياً.
الأخ غسان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جميل الكلام عن عدم التورط بالصرف الزائد عن الحاجة و هذه قاعدة شرعية من باب النهي الذي خوطبنا فيه بعدم الاسراف و باب العرف و العقل
لكن لماذا ربطت بين موضعين مختلفين و هو الموضوع الثاني الخاص بالمدير و تحمله ألا تلاحظ أنك تضخم الموضوع أكثر من حقه الطبيعي هل مجرد الصبر على المدير يشبه و يخيل لنا اننا نصبر على ذلة عدو قاصد ذلة المسلمين و الاسلام
الأخ حسين أحييك على فكرة هذا الموقع ومايحويه من مقالات هادفة فأفكارك واضحة ولغتك سهلة جمعت بين جمال اللغة العربية وقوتها، وأنت تناقش موضوعات غاية في الأهمية وتجمع بين الحلول النابعة من ديننا الحنيف وبين الطرق العملية والعلمية لايجاد الحلول فلا مشاحة بين الدين والعلم، كما أتمنى أن تكون صور الناس والأشياء المعروضة في المقالات (مثل مقال ممنوع التعليق، فأنت لست مثلهم! ) من واقع بيئتنا العربية والاسلامية مع علمي بصعوبة ايجادها ولكن ليكون الهدف الذي أعلنته من الموقع ” إعادة أمتنا إلى أستاذية العالم من خلال النقد البناء والنظيف” متسقا مع الصور التي تعرض فيه.
وكنوع من المشاركة أود ابراز موضوع الأمن المالي لأفراد المجتمع بأن أنتقد أولا مقولة “اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب” فكثيرهم اولئك الذين صرفوا مافي الجيب بذخا وبطرا وأتاهم عواقب هذه التصرفات فقرا وعوزا.
لنسأل أنفسنا لماذا يبقى أحدنا مديونا طوال عمره لأقساط السيارة والبيت، فمجرد أن يتوفر معنا 15% من الثمن نبدأ بشراء أحدهما أو كليهما تقسيطا عن طريق البنوك أو نقدا ولكن بدفع كل مانملك والعودة للصفر من جديد، مما سيجبرنا على تحمل العمل مع مدير متسلط يفرغ عقده الشخصية علينا يوميا وفي ظروف عمل صعبة وربما صاحبها امتهان لكرامة الانسان وعزة نفسه واذا رفضت ذلك ياتيك من يقول لك اصبر حتى تجد فرصة عمل بحجة أن لديك أولاد وعائلة وكأن الأولاد والعائلة وهبنا الله اياهم ليتسببوا لنا بالذل – والعياذ بالله من ذلك – والله تعالى يقول في محكم التنزيل {نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم} سورة الاسراء الآية 31 ويقول عز وجل كذلك {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} سورة المنافقون آية 8، وأنت عزيزي القارىء من المؤمنين، وهنا سؤال يطرح نفسه هل تساوي هذه السيارة أو البيت الثمن النفسي الذي دفعناه وكرامتنا التي أهدرت من أجله؟.
أنا لا أدعوك هنا لعدم شراء ماتريد لتنعم بحياة سعيدة ولكن قبل ذلك كوِّن أمنك المالي والذي يتمثل بالقدرة على العيش بدون عمل لمدة سنة على الأقل، حتى تكون حر نفسك في الخروج من مصيدة العمل الذي لاتحبه والذي قد يؤثر الاستمرار فيه على صحتك وعلى كامل حياتك العائلية والاجتماعية، دون أن يصيبك الهم والغم بسبب الأقساط الشهرية ومتطلبات الحياة.
كثر هم من يشكون من تسلط مدرائهم وصعوبة ظروف عملهم وأن ما يجبرهم على ذلك هو أنهم لايستطيعون العيش لشهر واحد بدون راتب بسبب الديون والالتزامات الكثيرة! وهنا نأتي لنقطة أخرى لماذا نشتري أشياء أكبر من قدرتنا المالية وندخل أولادنا مدارس غالية كان من الممكن ايجاد مدارس بديلة بنفس المستوى العلمي وأقل رفاهية من الأولى وتوفير فرق الرسوم للتعليم الجامعي.
في الختام أدعوك لأن تعيش حياتك بطريقة تناسب قدرتك المالية واجعل نصب عينيك دائما أن تكوِّن أمنك المالي لتكون قويا وعزيزا بإذن الله وتوفيقه.