منذ فترة وجيزة عبَّرت من خلال التويتر عن مدى استيائي من خطيب الجمعة في إحدى مساجد كندا بسبب تعاليه وإزدراءه الكبير للمصلين، واعتقاده أنه الحق المبين الذي يفقه كل شيء لا شريك له! كما أتى الخطيب بتفسيرات لآيات ونصوص قرآنية ما أنزل الله بها من سلطان، جعلت جموع المصلين في حالة رفض له ولصعوده على المنبر، حتى أن أحد المصلين وقتها لم يتمالك نفسه وثار أثناء الخطبة على الإمام لينعته بالضال المفتون الذي لا يعي ما يقول، وأنه فتنة ابتلى الله المسلمين بها في هذا المسجد. موقف صعب جداً لم نعتد عليه نحن المسلمون في مثل هذه الأماكن المقدسة والأوقات المباركة .. الجميع يتساءل .. لماذا كل هذا الخلل في بيت الله وعلى منبر رسوله الكريم؟
فاجأنا اليوم خطيب الجمعة على غير العادة بنبرة مختلفة في خطبته مصحوبة باعتذار صريح من على المنبر لجميع المصلين على أخطاءه وزلاَّته السابقة، واعترف أمامنا جميعاً أن قلبه كان مُغلقاً وكان الله طابعاً على قلبه وأنه ضحية وسوسة الشيطان الرجيم، وأنه لا يمكن لأحد أن يملك الحق المبين إلاَّ الله وحده سبحانه وتعالى.
وحلل خطيب الجمعة كل من أخطأ في حقه من المسلمين، كما طلب الصفح له من عموم المصلين وأن لا نترك مكاناً للشيطان فيما بيننا، ورفع خطيب الجمعة وهو على المنبر يديه إلى السماء في مشهد مؤثر أبكى المصلين .. وقال: (رحماك ربي ومغفرتك .. إغفرلي واصفح عني). ووقف الخطيب بعد الصلاة على باب المسجد ليعانق المصلين واحداً تلو الآخر طالباً منهم العفو والصفح على كل إساءة قام بها، فما كان من جموع المصلين إلاَّ أن عانقوا الخطيب داعين الله له بالخير والمغفرة، وحينما وصل دوري لأصافح الإمام .. ما شعرت إلاَّ وأنا أقبل رأسه .. وذرفت دموعي ودموعه دون أن نشعر من شدة الفرحة .. هذه الجمعة المباركة والغير عادية في بركتها لن أنساها ما حييت.
بهذا الفعل الجريء على الإعتراف والغير مألوف بالعودة إلى الحق، يكون هذا الإمام قد فاجأ الشيطان وسدَّ عليه باباً عظيماً جداً، جعل بموجبه الجالية الإسلامية قوية لحظة خروجها من المسجد، جميعنا انتابنا شعور عالي بالثـــقة بالنفس بسبب هذا الموقف الذي أنعم الله علينا فيه من قِبَل خطيب الجمعة، فالجميع خرج مبتهجاً، ولأول مرة في حياتي أفهم معنى جملة (جالية إسلامية قوية ومتماسكة) .. نعم .. إنها القيادة .. إنهم القادة وأكابر القوم من يقومون بذلك، وخطيبنا اليوم فعلها.
جزى الله خطيب الجمعة هذا خير ما يُجزى إمام عن مصلين على ما قام به اليوم لدين الله ولعموم المسلمين، { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } سورة يونس الآية 58.
أحببت أن اشاطرك عزيزي القارئ مدحي كما شاطرتك نقدي، فمن يُخطئ .. ننتقده ونصوبه ونأمره بالخير، ومن يُحسن .. نشكره ونُثني عليه وندعو له بالخير، هكذا ديننا وهكذا يجب أن نكون، ولله الحمد من قبل ومن بعد.
أخي حسين جزاك الله خير لكن يبدو لي انك غير مشجع للربيع العربي ولك أسبابك التي احترمها والتي أتمنى أن أسمعها منك فأنت شخص رائع ومفيد جداً ونتعلم منك أدب وثقافة الحوار ولكن الشعوب المسحوقة والمغلوبة على أمرها لها كل الحق بتغيير واقعها نحو الأفضل وبكل تأكيد هنالك من لايرتضي لنا أن نصبح مثل كندا , أنا أتحدى الكون كله إذا كان هنالك من دفع بالشعب السوري للثورة من خارج البلد ولكن كما يقال الشيئ بس يزيد عن حده بيقلب ضده , سلب من الشعب السوري كل شيئ ولم يبقى هنالك من شيئ ليخاف عليه ولهذا قامت الثورة والله وكيلك لو استشهد خمس ملايين لن تتوقف الثورة هل تعلم لماذا؟ لأن الناس اشتمت رائحة شيئ اسمه الحرية ,لكم أن تصدقوا أو لا فأنتم أحرار وأنت قلت استاذ حسين ان باطن الأرض أولى بي إذا لم أعيش بحرية كاملة
مثال نحتاج من يعممه على قياديي المرحلة الحالية في الربيع العربي ..
الوجوه الجديدة بدأت تختفي خلف ثقافة الهيبة من الاعتذار لانها تذهب الهيبة ..
يبدو أخي طريف أنه صديداً عربياً وليس ربيعاً، صديد أفرز أقبح ما لدى المجتمعات العربية من قيح الأفكار القبيحة والرموز البالية !