قلما يجمعك القدر بصلاة جمعة إمامها يخطب ساعة كاملة دون أن يقتلك الملل، طبعاً هذا لا يمكن نيله إلاَّ في أجواء حرة، وأجمل من ذلك أن يملك الإمام نظرة سياسية ثاقبة لها ركائز تطابق الواقع، فمن ضمن ما أعجبني اليوم وأكد عليه الخطيب في أكثر من مناسبة أنَّ الربيع الذي ترطم أمواجه الدول العربية هو ليس عربياً على الإطلاق … إنما إفريقياً، والرأي هنا أنه لو كان عربياً فعلاً لتحقق المراد في الجانب الآسيوي من العالم العربي كالبحرين واليمن وسوريا، ولكن هذا الربيع بات خريفاً هناك بسبب الصمت الدولي.
قارن هذا كله مع الجانب الإفريقي والذي بدأ فعليَّاً مع إنقسام السودان إلى دولتين، ومن ثم الهزات في تونس ومصر وليبيا، والأهم … التدخل الدولي السريع والغير مسبوق للحالة الليبية بما فيها الدعم الروسي والصيني لإسقاط نظام القذافي دون إستخدام حق النقض الفيتو رغم العلاقات الودية بين نظام القذافي والصين وروسيا، هذا الدعم لم تنعم به أي دولة عربية على الإطلاق في الجانب الآسيوي.
ما قام به الشعب اليمني من صمود في الميادين يفوق الثورات العربية مجتمعة، وقتلى سوريا اليوم يفوقون قتلى الثورات كلها، إذاً أين هو الربيع؟ إنه في إفريقيا وحدها، والجواب بات معروفاً لأصحاب العقول.
السؤال اليوم، إلى أين تسير الأحجار العربية على رقعة الشطرنج الغربية؟ وماذا بعد ذلك؟