هل سنضطر إلى الرحيل؟

|

حسين يونس

شاهدت يوم الخميس الماضي برنامج رائدات على قناة الجزيرة الفضائية والذي إستضاف الأستاذة الدكتورة الفلسطينية « سلمى الخضراء الجيوسي » الأديبة اللامعة والشاعرة المتميزة والناقدة المحترفة والمترجمة الأكاديمية لأكثر من 40 مرجع عربي إلى اللغة الإنجليزية، حتى أضحت ( مؤسسة تمشي على أرجل )، في الحقيقة قصتها أكثر من رائعة ومثابرتها تكاد تكون منقطعة النظير من العزة العربية والإسلامية متحدية المثقفين الغربيين لتثبت لهم أنَّ الثقافة العربية غنية جداً بما لا يتصوره أحد منهم، وبدأت رحلة ترجمة للمؤلفات العربية بعد تحدٍ قبلته مع أكاديمي أمريكي حينما كانت تُدَرِّس في جامعة تكساس الأمريكية، ولم تلقى أي دعم من أي عربي، وأنفقت 26 عاماً من حياتها بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة من أجل هذا التحدي، وبفضل من الله ومن ثم الهمَّة العالية كسبت التحدي وأصبح يُشار إليها بالبنان في كل أرجاء العالم المثقف، كما أصحبت المراجع العربية المترجمة للغة الإنجليزية تُزين المكتبات الغربية بفضل جهودها الجبارة. بقي أن تعلم عزيزي القارئ أنَّ أجمل إبداعات الدكتورة سلمى الأدبية ستُطلق عمَّا قريب وهي تناهز الـ 81 من العمر، ما شاء الله وتبارك الرحمن الذي خلق هذه القدرة البشرية الهائلة، فلو عملت أمتنا العربية بنسبة 5% من همَّة وقدرة الدكتورة سلمى، لانقلب حالنا من القاع إلى قمم الجبال.

الشيء الغريب الذي لفت نظري في هذه الحادثة عدد الشخصيات العربية المتميزة والتي تفجرت طاقاتها الكامنة عندما هاجروا إلى الغرب، إحصائيات كثيرة لا يمكن وصفها، شيء يستدعي التدبر والتفكير، تساءلت كثيراً كيف يمكن بلوغ مرتبة الإبداع دون الحاجة لهجرة الوطن العربي، هل تلزمني الهجرة حقاً حتى أنطلق كالرصاصة مدَوّياًّ في عالم الفكر والإبداع؟ هل الهجرة إلى الغرب هي الحل الوحيد لإخراج أفضل ما عندنا من قدرات؟ وإذا كان هذا حقاً هو السبيل، فإلى متى سيستمر حالنا على ما هو عليه؟

بكل تأكيد أنَّ الظروف المحيطة بنا في مجتمعاتنا العربية هي السبب الرئيسي في خمولنا وانحسار إبداعاتنا، لابد من خلق بيئة مليئة بالتحديات كالتي خلقتها الدكتورة سلمى حتى يتم تفجير طاقاتنا الكامنة في داخلنا، فالمواطن العربي ليس في حياته أي نوع من التحدي أو حتى الرغبة في قبول تحدٍ لأي شيء سوى التحديات التي تُقام في مسابقات الطعام والرقص وغيرها.

سأعرض عليكم إحصائية لعشرين شخصية متميزة من العلماء العرب الذين برزوا بعد هجرتهم ودراستهم في الخارج، وبالتحديد في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وهذا ما أسعفتني به ذاكرتي، ولعل العدد يفوق ذلك بكثير بكل تأكيد.

  1. أ. د. عبدالوهاب المسيري: الولايات المتحدة (مفكر وأديب مصري، مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أهم الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين).
  2. أ. د. سلمى الجيوسي: الولايات المتحدة (كاتبة فلسطينية، شاعرة، ناقدة ومترجمة).
  3. أ. د. أحمد زويل: الولايات المتحدة (كيميائي مصري حاصل على جائزة نوبل في الكيمياء لسنة 1999، يعيش حالياً في سان مارينو بولاية كاليفورنيا، وهو أستاذ كرسي لينوس باولينج في الكيمياء الفيزيائية وأستاذ الفيزياء في كالتيك).
  4. أ. د. زغلول النجار: المملكة المتحدة (عالم جيولوجيا مصري وباحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية).
  5. د. فاروق الباز: الولايات المتحدة (عالم مصري يشغل منصب مدير مركز تطبيقات الإستشعار عن بعد في جامعة بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية).
  6. د. عصام النمر: الولايات المتحدة (عالم فلسطيني أمريكي كبير في وكالة ناسا، وأحد العلماء القلائل في الوكالة الذي أعطى الإشارة بانطلاق المركبات الفضائية).
  7. د. نعمان كنفاني: الدانمرك (عالم إقتصاد فلسطيني يعمل في جامعة كوبنهاغن ومستشار تتهافت الحكومات على خدماته، كما يترقب الإتحاد الأوروبي نتائج أبحاثه، هو المنكب حالياً على دراسة إقتصاديات القطاع الزراعي الأوروبي والتخطيط لإقتصاد الدولة الفلسطينية المستقبلية).
  8. د. طارق السويدان: الولايات المتحدة (إعلامي كويتي بارز في علوم الإدراة والقيادة، وخبير في هندسة البترول).
  9. د. محمد فهد الثويني: الولايات المتحدة (إعلامي كويتي، مدرب ومستشار في مجال التربية والشباب).
  10. د. إدوارد سعيد: الولايات المتحدة (كاتب وناقد فلسطيني، كانت إهتماماته السياسية متعددة وواسعة تمحورت حول القضية الفلسطينية والدفاع عن شرعية الثقافة والهوّية الفلسطينية).
  11. د. تميم البرغوثي: الولايات المتحدة (شاعر فلسطيني ومؤلف سياسي ومناضل عملي).
  12. د. إبراهيم الفقي: كندا (عالم التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية ورئيس مجلس إدارة المعهد الكندي للبرمجة اللغوية ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية).
  13. د. صلاح الراشد: المملكة المتحدة (عالم نفس كويتي، خبير التنمية البشرية، مؤسس مركز الراشد للتنمية البشرية ومدير شركة فرانشايز الراشد، ومدير ومؤسس قناة سمارتس واي الفضائية).
  14. د. عادل الزايد: المملكة المتحدة (طبيب نفس وحاصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين ومدرب مختص في المجال النفسي).
  15. د. مريم شديد: فرنسا (عالمة فلكية وباحثة مغربية في مرصد “كوت دازير” القومي الفرنسي، كما تعمل أستاذة بجامعة نيس الفرنسية، وتعتبر مريم شديد أول عالمة أنثى في القطب الجنوبي حيث عملت مع فريق عمل علمي مهمته وضع منظار فضائي يهدف إلى قياس إشعاع النجوم في القطب المتجمد الجنوبي).
  16. د. مجدي يعقوب: المملكة المتحدة (بروفيسور مصري وجراح قلب بارز وخبير زراعة قلب).
  17. د. شارل العشي: الولايات المتحدة (عالم فضاء لبناني، مدير مختبر الدفع النفاث المسئول عن تطوير تقنيات الإندفاع في الفضاء الخارجي للمركبات الفضائية في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، ونائب رئيس معهد كاليفورنيا التكنولوجي، وهو بروفيسور الهندسة الكهربائية وعلوم الفلك فيها).
  18. د. محمد سليم العوا: المملكة المتحدة (مفكر إسلامي يشغل منصب الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار).
  19. مصطفى العقاد: الولايات المتحدة (مخرج ومنتج وممثل سينمائي، أبدع في إظهار شخصيات عربية وإسلامية من خلال دور السينما الأمريكية وعلى رأسها محمد صلى الله عليه وسلم في فلمه المشهور الرسالة).
  20. أ. عبدالباري عطوان: المملكة المتحدة (صحافي فلسطيني ورئيس تحرير جريدة “القدس العربي” اللندنية ومؤلف سياسي بارز).

إذا أردت المزيد، أنصحك عزيزي القارئ بمتابعة برنامج موعد في المهجر والذي تنتجه وتبثه قناة الجزيرة الفضائية، والذي يكشف الغطاء عن كنوز الوطن العربي المغتربة في الخارج في شتى المجالات، وأتساءل لماذا لا يوجد برنامج مماثل تحت مسمى (موعد في الوطن) ؟!

 

9 رأي حول “هل سنضطر إلى الرحيل؟”

  1. رداً على تعليق ريم حسن

    لعلي لا أوفقك الرأي تماماً يا ريم، نعم … البرمجة السلبية المسبقة والعيش مع تصورات ذهنية سلبية ستحد من الإبداع وإطلاق العنان للمواهب والطاقات الكامنة، ولكن هنالك الكثير من مقومات الإبداع غير متوفرة في الوطن العربي، كتبنِّي المواهب والعمل على استثمارها وصقلها، حياة المبدع في الوطن العربي مرهقة جداً لأنه وبكل بساطة يجب عليه أن يتحمل كل شيء وحده … لا أحد يكترث له أو حتى لديه أدنى رغبة في مد يد العون والمساعدة.

    أما عند الغرب، فالوضع مختلف تماماً، فهنالك الكثير من المؤسسات والجمعيات التي تساهم بشكل كبير جداً في تنمية المواهب وتبنيها، إضافة إلى ما تنفقه الحكومات الغربية على الأبحاث واستثمار العقول، والإعلام نقل حقيقة الواقع في العالم العربي … كذلك نقل حقيقة الواقع الغربي في هذا الباب، والكثير منا لا يحتاج حتى للإعلام ليثبت ذلك، فنحن ذهبنا عندهم في الغرب ولمسنا واقع حياتهم اليومية والنظام عندهم وقارناه بالوطن العربي، للأسف يا ريم … الوضع مزري جداً!

    لكن أنا أرى بوادر الخير قادمة بإذن الله بوجود أمثالك وأمثال الشباب العربي الطموح والذي سيغير من موازين المعادلة بإذن الله عما قريب، والذين أطلقت عليهم إسم (العرب الجدد).

    رد
  2. مقال ونقاشات غاية في الإمتاع.. أشكركم جميعاً..

    ينبغي علينا أن لا ننسى دور الإعلام أيضاً، فهو ساعدنا في مقت واقعنا عبر البرامج التي يصور فيها تقدم الغرب ونجاح كل من هاجر إليهم، لدرجة أن مفهوم النجاح لدى الكثيرين بات مرهوناً بالهجرة، مما أدى لامتناعهم عن أي محاولة لإبراز مالديهم، أو محاولة تطويره بينما هم لايزالون في أرض الوطن..

    وقد يكون السبب أيضاً هو الكسل و حب الإسقاط الذي يجعل الشخص العربي يبحث عن أي سبب لتعليق إخفاقه عليه، مادام في الأرض التي خزن في ذاكرته أنها بيئة طاردة للمبدعين..

    إذن كل ما في الأمر هو: تصورات الفرد الذهنية، والتي تغذيها باقة غنية من عوامل الإحباط..

    أقول هذا رغم أنني ممن يتوق لتجربة الدراسة في الخارج، ورغم أنني ممن اكتوى بالإحباطات المحيطة.. لكنها كلمة حق، تغير الكثير في نظرة الإنسان للأحداث المحيطة حوله، وتجعله أكثر إيجابية في تعامله معها..

    رد
  3. رداً على تعليق قوت القلوب قوت القلوب، أنا لم أسمع بمثل هذا الكلام قط من قبل: (ربما يكون الصخر هنا في الشرق أكثر قساوة من الغرب لكنه في النهاية قابل للنقش)، ما هذا الإستنباط الرائع؟!

    أشهد الله أنك على حق، وأنا أعطيت نفسي وقتاً للتفكير في ما قلت ورأيت أنك على حق، فلو وضعنا المعاناة النفسية التي يُعانيها المسلم في الغرب من الناحية الإجتماعية لاختلاف العادات والتقاليد والمبادئ الشرعية مقابل المزيد من العمل والنحت في وطننا العربي، لوجدنا أنهم على نفس الوتيرة، فالمسلم حتى ينعم بالعيش مع الغرب يلزمه دعوتهم إلى الإسلام والمجاهرة بما يؤمن، وهذا في صلب إدارة التغيير … ولكن من ناحية الغرب، أما في الوطن العربي حتى ينعم، فيلزمه دعوة المسلمين إلى أخلاقيات الإسلام، وهي أيضاً في صلب إدارة التغيير، وربما يكون في نفس درجة الجهد المطلوب لدعوة الغرب إلى الإسلام.

    أشكرك بقوة على ما تقدمتي به، أنت وبكل بساطة أخرجتي مارداً ضخماً من قمقمه، يمكن تسخيره لخدمتنا في مواصلة العمل والتغيير، وسأضع هذا نقطة المهمة على جدول أبحاثي، ولعلي سأعود مجدداً لها في المستقبل القريب إن شاء الله واضعاً نظرية علمية عملية في ذلك، شكراً لك.

    رداً على تعليق لؤي علي أخي الكريم لؤي، المشكلة لا تكمن في وجود مثل هؤلاء العرب المتميزين هنا دون الحاجة للهجرة، لأنهم إن كانوا فعلاً موجودين ولا نعلم عنهم … فمازالت المشكلة قائمة، لماذا لا نعلم عنهم؟ إما لأن الحكومات العربية لا تمولهم ولا تكترث لحالهم … وهذه مصيبة، أو أنَّ المجتمع العربي هو الذي لا يكترث لأمرهم ومنشغل بالمسلسلات والأفلام … وهذه مصيبة أخرى لا تقل عن التي قبلها!

    بالتأكيد هنالك الكثير ممن أبدعوا في المحيط العربي دون الحاجة إلى الهجرة، ولكن كم عددهم؟ … لا يُذكر، لأنه وبكل بساطة لا نملك المؤسسات والمنظمات والتي تُعنى بمثل هؤلاء، والحكومات العربية لا تنفق من ميزانيتها السنوية على الأبحاث العلمية سوى الفتات الذي لا يكفي لشراء الأقلام والأوراق، فمن أين سيأتي مثل هؤلاء؟ بينما ميزانية الجامعات الغربية وحدها على الأبحاث تفوق أرقامها ما تنفقه الدول العربية على الأبحاث! أنا لا أتكم عن أناس عاديين جيدين في عملهم، أنا أتكلم عن علماء مبدعين غيروا العالم باختراعاتهم وزادوا عليه الكثير من الخير، لكن أوعدك إن تعرضت لمثل هؤلاء المتميزن في الوطن العربي، أن أذكرهم لك على الرحب والسعة، ولعلك تكون أولهم 😉 إن شاء الله.

    رد
  4. رداً على تعليق قوت القلوب
    أرجو كما ذكر الأخ حسين عشرين “شخصية متميزة من العلماء العرب الذين برزوا بعد هجرتهم ودراستهم في الخارج”، أن تذكر لنا بعض “النماذج العربية التي تميزت و كافحت لتصل إلى أعلى الدرجات دون الحاجة إلى الهجرة”. هذا سيضفي توازناً محموداً لهذا الموضوع.

    رد
  5. الأخ الفاضل الكاتب..
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
    نعم التربة خصبة و البيئة قابلة لاحتواء الجهود و الابداعات لدى الغرب .لكن لماذا هذا التشاؤم و هذه النظرة و هذا التعميم الظالم -لا أقول لمجتمعاتنا لكن- للأفراد في مجتمعاتنا. لا أعتقد أن كل من أراد التميز أو الإبداع فعليه الرحيل، فهناك العديد من النماذج العربية التي تميزت و كافحت لتصل إلى أعلى الدرجات دون الحاجة إلى الهجرة.ربما يكون الصخر هنا في الشرق أكثر قساوة من الغرب لكنه في النهاية قابل للنقش. الأمر يحتاج إلى عزيمة وقدرة على التحمل ففي النهاية لن يضيع الله أجر من أحسن عملاً و لكلٍ دوره الذي يستمتع به في الحياة.

    رد
  6. رداً على تعليق ابن احمــد

    هنيئاً لك أخي وأنصحك بأن تستغل وجودك في الغربة أفضل إستغلال، ولعلنا سنسمع عنك قريباً إن شاء الله في قائمة المدبعين 😉

    لكن أتمنى أن تكون لك رؤيا في نقل ما تتعلمه إلى الوطن العربي، حتى نعالج المشكلة من جذورها.

    أما بالنسبة للإحباط والغيرة والحسد الذي ينتج عن من هو أقرب، نصيحتي لك … إعتزل من يُحبطك حتى وإن كان أقرب الناس إليك، والمؤلم هنا أنَّ التثبيط في كثير من الأحيان يكون ناتج عن شريك حياتك مثل الزوجة، فنرى أنَّ العلماء والمتميزين قد تزوجوا وتطلقوا أكثر من مرتين في حياتهم، لأنهم غالباً ما يظهر إبداعهم بعد زواجهم بفتره متأخره قليلاً، وحين يبدأ الزوج الإحتراف، تعترض الزوجة عليه بحجة عدم توفر الوقت للعائلة، والفطن الذي يتدارك الأمر من بدايته ولا يستسلم.

    رد
  7. رداً على تعليق لؤي علي

    كلامك يوفق كلام سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال: ( للعالم علينا أربعة حقوق: بيت يؤويه، ودابة تحمله، وخادم يعينه، ومال يكفيه )، هذا بالضبط ما كان عليه أكابر المسلمين، كان يُنفق على العلماء من بيت مال المسلمين، أما اليوم فيؤخذ منهم الضرائب ولا ليس لهم أي قيمة في أي مجال أو تخصص حتى أصبحوا يُعاملون كأي شريحة عادية في المجتمع. إقرأ من فضل مقالتي المعنونه بـ ( هكذا تُغتال العقول )

    رد
  8. مشكلة المبدع العربي هي عدم وجود من يقدّر الابداع في الوطن العربي، اضف الى ذلك ان اقرب الناس وهم الاصدقاء والاهل في اغلب الاحيان هم عوامل احباط وتثبيط من عزيمة الشخص العادي فمابالك بالمبدع. بما اني اعيش حاليا في الغربة فقد وجدت بعض العوامل التي قد تساعد المرء على الابداع او قل النشاط لعل اهما الوقت فتجد ان لكل شيء وقت محدد، النظام فالجميع يتقيد به ويحترمه، المكاتب الوطنية ومكاتب الجامعات مفتوحة للجميع والاهم من ذلك الحرية في التفكير والبحث عن اي شيء تريد دون وجود لقيود غليظة او بيروقراطية مقيته. ارجوا ان لايفهم من هذا الرد باني متشائم على العكس فمع الانترنت والفضاء الفسيح في الاعلام الجديد كلي تفاؤول وآمل بان ماضيا تليدا سيعود.

    رد
  9. واضح أن الغرب هو أرض خصبة للابداع حيث يطلق العنان للانسان وبدون قيود سواء في فكرة عمل أو اختراع أو أي شيء يخطر على البال ما دام لا يمس بحرية الآخرين أو أمن البلد. هناك أيضا برامج حكومية مجانية تحث الانسان على التعلم وتدفعه أن يتقدم سواء بعرض البرامج ذاتها ودعمها ماديا, أو بتوفير الوقت اللازم خارج النطاق الوظيفي وجعله حقا للمواطن اذا أراد الانتفاع به. تخيل لو اجتمعت وتوفرت هذه المزايا لشخص طموح واستطاع أن ينتفع بها وأن يطور من قدراته من غير أي خطورة على أسرته ووظيفته ولقمة عيشه. في اسوأ الأحوال, هناك الشبكة الاجتماعية التي يستطيع أن ينتفع بها الانسان اذا ضاق به العيش بعد أخذ قرارات محسوبة لم تنجح. فالبيئة هناك تشجع الانسان على المغامرة وتقلل من خطورتها مما يؤدي الى الابداع عند النجاح, وعدم الاستسلام والمحاولة من جديد عند “اللانجاح” , ولا أريد أن أقول الفشل لأنه بمحاولته اكتشف طريقة لا تعمل وسيحاول الآن بطريقة أخرى قد تؤدي الى النجاح المنشود باذن الله. حفظ حقوق الانسان واعطائه الحرية من أهم ما نريده في بلادنا كي نجعلها أيضا أرضا خصبة للابداع.

    رد

أضف تعليق