هل تعلم أنه حتى الآن قد انقضى من السنة الجديدة ٣ أيام كاملة بلياليها؟
هل تعلم أنه قد بقي:
- لفصل الربيع ٧٦ يوماً (٢٠ مارس ٢٠١٦م)
- لشهر رمضان ١٥٥ يوماً (٦ يونيو ٢٠١٦م)
- لفصل الصيف ١٦٨ يوماً (٢٠ يونيو ٢٠١٦م)
هل أنت مُدرك لسرعة إنقضاء الأيام؟
هل إنتهيت من كتابة خطتك لـ ٢٠١٦م؟
إن لم تنتهي بعد … ماذا تنتظر؟
إن كتبتها … هل بدأت بتنفيذها؟
إن بدأت … أين أنت منها الآن؟
إن كان في خطتك قائمة كتب تنوي قراءتها في العام الجديد، فمن المفترض أنك أنهيت ما لا يقل عن ٧٥ صفحة من كتابك الأول، أي بمعدل ٢٥ صفحة يومياً كي تُنهيه في غضون أسبوعين لتبدأ بالذي يليه في القائمة …
هل هذا حقاً ما فعلته إلى الآن؟
أم أنك مازلت مُستلقٍ على أريكتك وريموت التلفاز في يدك تقلب القنوات التي ستُفني حياتك قبل أن تلتقط أنفاسك؟
ألم تقتنع بعد أنَّ الأخبار هي هي … لا جديد؟
ألم تنتهي من مشاهدة مناظر القتل والدمار؟ ألم ينتهي البكاء والنحيب على جروح أمتك؟ تلك الأمة التي تنتظر نهوضك من أريكتك والعمل على الإرتقاء بها … ماذا تنتظر؟
هل تنتظر كما قال المصطفى ﷺ …
(( فقراً مُنسياً، أو غِنىً مُطغياً، أو مَرضاً مُفسداً، أو هَرماً مُقعداً، أو مَوتاً مُجهزاً؟ ))
إن لم تستطع إنجاز مهامك التي جدولتها لليوم، فتأكد أنك لن تستطيع إنجازها غداً، لأنها ستصبح عالة على مهام الغد، وإن حاولت عصر نفسك لانجازها، ستكون بلا شك على حساب أمور أخرى.
إن لم تنتهي من الـ ٢٥ صفحة التي يُفترض قراءتها اليوم … فعلى الأغلب أنك لن تستطيع أن تقرأ غداً ٥٠ صفحة … لأن التأجيل مقبرة الإنجاز، وسيتأخر إنجاز مهامك وستتضخم اللائحة ككرة الثلج المتدحرجة من أعلى الجبل، ستكبر في كل ثانية تمر إلى أن تصطدم بجدار الفشل في الأسفل.
هل تعلم أنه أفضل طريقة للإنجاز هو أن تقوم بما يجب عليك القيام به فوراً، وهذا برهان منك أنك تحترم ذاتك وتقدِّرها، فالتأجيل إهانة للنفس وتقليل من شأنها، هل تعلم لماذا؟ لأنك آثرت أموراً أخرى على أولوياتك وأهدافك وجعلت من تلك الأمور الغير مهمة … مهمة، وأنت تعلم أنها ليست كذلك.
هل تعاني من التشويش؟ هل مازلت لا تُتقن قول كلمة (لا) لأولئك الذين يشوشون عليك حياتك؟ قد تنفعك تلك المقالة التي كتبتها منذ ٧ سنين (تعلم أن تقول «لا»).
لا تستهين بالوقت وإنقضائه … لأنه الشيء الوحيد الذي يذهب من حياتك من دون رجعة، فراقبه كما يُراقب البخيل ماله!
وتذكر أنه قليل من الصراحة ينفع، وكثير من الإلتزام يرفع.