حظيرة الأبقار

|

حسين يونس

عندما شاهدنا مجازر صبرا وشاتيلا، كنا نُقسمُ أننا لو كنَّا في تلكَ الحقبةِ الزمنيةِ لزلزلنا الأرضَ من تحتِ أقدامِ الصهاينةِ الفجَّار

وبعدها … حدثت مئة صبرا وشاتيلا، ليس فقط في فلسطين … بل في كلِّ بيتٍ عربيٍ ضَربَ على نفسهِ نُذورَ الذلَ والعار

واليوم غزَّة … وماذا فعلنا؟ مقالةٌ وتغريدةٌ وهاشتاق … ومن ثم عودةٌ إلى حياةِ الأبقار

ندَّعي حُبَ النبيَّ ونَنَحبُ على زمانه … ولو كنَّا معهُ لخذلناهُ ولنصرنا الكفَّار

هذا شيءٌ من بركاتِ زماننا … زمانُ العقلِ والحكمةِ وتلاوةِ الأذكار !!

***

رضينا الذُلَّ في أقفاصِ الجرذانِ، نشاهدُ دماءِ المسلمينَ تَسيل … من أجلِ ماذا؟

من أجلِ نَزواتِ طاغية؟ من أجلِ ملابسَ زوجتهِ الداخلية؟ من أجلِ عمليَّتها التجميلية؟

يُلوِّحُ كلَّ يومٍ بإصبعهِ الأوسطِ لشعبهِ من على شرفته … يقولُ في نفسه: تباً لكم من شعوبٌ رخيصة !!

***

تحولنا إلى أشباهِ بشر … خليطٌ بينَ البهائمِ والحجر

ما أجرأنا على الهزيمة … مهما رأينا من قباحةِ المنظر … لا نتأثر

هبوطٌ من القمة … إلى دونِ مستوى الغَجَر !!

***

لنستمرَّ في الإنفصام … ما أجرأنا على الله، ستحترقُ المساجدُ علينا وعلى أيدينا المرفوعةِ بالدعاء

لطاغيةٍ يَنشرُ الموتُ في أوطاننا … غيرَ آبهٍ لنداء

وما زلنا نُلِّحُ على اللهِ في الدعاء: إحفظَ اللهم طواغيتنا من كلِ مكروهٍ وداء

***

صيامٌ – عن النصرِ – مقبول، وإفطارٌ – على دماء المسلمينَ – هنيء !!

ذَهبَ الظمأُ عنِ الخير، وابتلَّت عُروقُ الخيانة، وثبتَ المقعدُ في جهنمَ إن شاء الله.

رأي واحد حول “حظيرة الأبقار”

أضف تعليق