نظرية جديدة توصلت إليها خلال متابعتي لثورات ٢٠١١ العربية، وفحواها أنه ليس هنالك ثورات للشعوب.. إنما هو الجيش! ومن كان يعتقد أن الشعب إنتفض وغيَّر ما غيَّر على أرض الواقع، فهو واهمٌ غارق في أحلام ليس لها وجود على الإطلاق. اليوم ككل يوم.. يحسم الجيش المسألة، ويعزل من يشاء ويُنصِّب من يشاء، والشعب مغلوب على أمره، ليس له إلاَّ الصراخ والعويل، ففي تونس ومصر لولا موقف الجيش ورغبته الحقيقية في تغيير النظام – والتي لا نعلم دوافعها حتى الآن – لما كان ما كان، ولبقي الشعب نائماً في العراء يندب حظه ويشجب رئيسه من دون فائدة، وما يحدث في ليبيا واليمن وسوريا أكبر دليل على صحة نظريتي وخير واقع لإدعائي.. هو الجيش وليس الشعب، وكل ما رأيناه في تونس ومصر كان عبارة عن إنقلابات عسكرية وليس ثورات شعبية.
نحن أحببنا ما حدث في تونس ومصر، وأردنا أن نصدق بقوة من أنَّ رغبة الشعب إنتصرت، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عما نريد، لولا الجيش.. لبقي بن علي ومبارك في الحكم يُهلكون الحرث والنسل، غير آبهين لرغبات شعوبهم على الإطلاق، ولكن الجيش خذلهم وجعلهم في مكب التاريخ لأسباب يعلمها الله، ولو سلمنا بصحة فرضيتي، فسؤالي التالي لابد أن يكون.. لمصلحة من يعمل الجيش؟ هل هو فعلاً يعمل لمصلحة الشعوب؟ أم أنه ينفذ أجندات خارجية تخدم المصالح الغربية؟ هذا هو السؤال الأهم، وإن كنا قابعين تحت قبضة الجيش لا محالة.. إلى أي مدى يمكن للجيش أن يساهم في تحسين حرياتنا المدنية في بلداننا العربية؟
نحن رأينا في تونس ومصر الجيش في صف الشعب، وصفقنا له وبكينا فرحاً عندما شاهدنا التونسيين والمصريين يصعدون على ظهور الدبابات ليتبادلوا القبل والورود مع أفراد الجيش، ولكن في نهاية المطاف هؤلاء العسكر.. لصالح من يعملون؟
بداية، أنا كلي إيمان من أنه لا خير في هذه الجيوش التي نشأت في براثن الإستعمار وتربت في أحضان القوى العظمى ووافقت على إتفاقيات السلام الإسرائيلية.. لا خير فيها أبداً، بل كلي إيمان من أنَّ هذه الجيوش غير قادرة على الإطلاق من أن الإكتراث لشعوبها ولو لدقيقة واحدة، هذه الجيوش التي تعتمد في ميزانيتها وتسليحها على الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية لا يمكنها أبداً أن تكون في صف شعوبها.
أنقل لكم تقرير وزارة الخارجية الأمريكية من الموقع الرسمي والذي يتحدث عن العلاقات الأمريكية المصرية على الصعيد العسكري:
ركن مهم من العلاقات الثنائية بين البلدين لا يزال قائماً: أمن الولايات المتحدة والمساعدات الإقتصادية لمصر، والتي توسعت بشكل كبير في أعقاب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في ١٩٧٩، فمساعدات الولايات المتحدة العسكرية لمصر تبلغ أكثر من ١,٣ مليار دولار سنوياً، بالإضافة إلى ما قدمته الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيد – USAID) لأكثر من ٢٨ مليار دولار من المساعدات الإقتصادية والتنموية لمصر منذ عام ١٩٧٥.
تقرير آخر لوزارة الخارجية الأمريكية من نفس الموقع يتحدث عن العلاقات الأمريكية التونسية على الصعيد العسكري:
الولايات المتحدة وتونس لديهما برنامج نشط لمناورات عسكرية مشتركة، المساعدات الأمنية الأميركية تاريخياً لعبت دوراً هاماً في تقوية العلاقات بين البلدين، تجتمع اللجنة العسكرية المشتركة للولايات المتحدة وتونس سنوياً لمناقشة التعاون العسكري وبرنامج تحديث الدفاع التونسي والمسائل الأمنية الأخرى.
لست أدري عزيزي القارئ كيف يمكن لقادة الجيش المصري والتونسي وغيرهم من قادة جيش الدول العربية تنفيذ أي أجندة غير أمريكية؟ لا يمكن لهم مخالفة الأوامر الغربية مع هذا الحجم من المساعدات العسكرية المغرية والكبيرة، فالجيش بكل بساطة.. فقط لو فكر بالإلتفاف على الولايات المتحدة.. سيُقضى عليه فوراً! ليس بضربة عسكرية أمريكية، ولكن سيُقضى عليه فقط بقرار من أمريكا يقضي بوقف المساعدات السنوية للجيش.
لنستعرض الأحداث الحالية للشأن التونسي بعد زوال الدكتاتورية وقدوم أجنحة الحرية المزعومة، تقوم السلطات التونسية بإعتقالات واسعة في صفوف المدنيين في ظل مظاهرات شعبية طالبت بكشف الستار عما يدور في أروقة الدولة التونسية وحقيقة مسار الأوضاع السياسية فيها على خلفية تصريحات وزير الخارجية التونسي الأسبق «فرحات الراجحي» والذي أكد وجود حكومة ظل تدير البلاد، كما أشار الراجحي إلى إمكانية الجيش تنفيذ إنقلاب عسكري إذا ما تسلمت حركة النهضة الإسلامية السلطة.
على الصعيد المصري، أول ما قام به الجيش المصري بعد الإطاحة بنظام «حسني مبارك» هو كبت الحريات ومطاردة الرأي المخالف، فقد قام الجيش بسجن المدون المصري مايكل نبيل لمدة ثلاث سنوات في محكمة عسكرية غير مدنية بسبب إنتقاده للجيش وممارساته خلال الثورة المصرية، فقد تساءل مايكل في مدونته في ٨ مارس عن دوافع الجيش الحقيقية، كما وضع صوراً وتسجيلات مصورة لمحتجين قال إنهم تعرضوا للضرب بأيدي الشرطة العسكرية خلال الثورة التي أجبرت مبارك على التخلي عن الحكم، وقال مايكل:
في الحقيقة أن الثورة حتى الآن نجحت في التخلص من الدكتاتور مبارك، لكن الدكتاتورية ما زالت موجودة.
يأتي هذا الخبر في حين يتوقع نشطاء أن يكون هناك مئات.. بل ربما الآلاف من المصريين المحتجزين الآن وتجري محاكمتهم أمام محاكم عسكرية وراء أبواب مغلقة بعد الإطاحة بمبارك في فبراير الماضي من هذا العام.
يقول لي أحد المتابعين: أنا لا أوافقك الرأي يا حسين، فلولا الشعب لما انصاع الجيش وعزل بن علي ومبارك.
فقلت له: ولماذا إذاً لا ينصاع الجيش في ليبيا واليمن والبحرين وسوريا؟!
فقال لي: عاجلاً أم آجلاً سينصاع، والدليل على ذلك الورقة الخليجية التي قُدمت للرئيس اليمني للتنحي عن الحكم.
فقلت له: الورقة قدمت ليست حُباً في الشعب اليمني ولا حرصاً على حفظ ماء وجه الرئيس علي عبدالله صالح، وإنما لإنهاء التظاهرات اليمنية حتى لا تمتد إلى دول الخليج.
فقال لي: إذاً تقدمت الورقة الخليجية بسبب ضغوط مظاهرات الشعب اليمني؟ إذاً الشعب قادر على تغيير النظام.
فقلت له: يا عزيزي.. الرئيس اليمني رفض الورقة الخليجية وبقي في الحكم، فهي ليست مهمة، المهم أنَّ الجيش بقي في صف الرئيس، هل تعتقد أن الرئيس اليمني يملك من القوة ما يكفي لرفض الورقة الخليجية لولا يقينه بوقوف الجيش إلى جانبه؟ يا أخي لا الشعب قادر على إزالة الرئيس ولا الجيش يكترث لنداءات الشعب، عندما يقرر الجيش إزالة الرئيس.. تأكد من أنَّ الرئيس سيختفي في غضون ساعة!
مواقف وإحصائيات مخيفة أرعبتني، وجعلتني أعلم من أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يُقدِّر بعد للشعوب العربية من أن تكون لها قائمة.. فما العمل وإلى أين السبيل؟!
بعد سقوط نظام مبارك مباشرة وفي اليوم التالي، جلست لأسترخي على أريكتي بعد وجبة الغداء لأتابع تغطية الجزيرة الإنجليزية والتي تختلف إلى حد كبير عن تغطيتها العربية في أسلوب الطرح ونوعية الخبر والشخصيات التي يتم إستضافتها، وإذ بلقاء مع ثلاث شخصيات شبابية مصرية واحدة منهم إسمها جيجي إبراهيم، ولفت إنتباهي جداً أفكارها وطريقة حوارها، فوضعتها ضمن لائحة الأشخاص الذين أتابعهم، وتنقضي الأيام لتظهر «جيجي إبراهيم» في شهر أبريل الماضي في برنامج The Daily Show مع مقدمه الأمريكي الشهير جون ستيوارت، ليسألها في بداية الحوار مباشرة:
(كيف إنتهى بك المطاف في ميدان التحرير تقومين بالإحتجاج والمظاهرات؟ وكيف إنتهى بك المطاف لتصبحي رمزاً من رموز الثورة التي ساعدت مصر في الإحتجاج والتظاهر ضد مبارك؟)
فقالت جيجي: (لقد تلقيت دورة في الجامعة الأمريكية في القاهرة إسمها: التعبئة الإجتماعية في ظل نظام إستبدادي – Social Mobilization under Authoritarian Regime).
هل تذكر عزيزي القارئ بماذا صرح المسئولون المصريون في نظام مبارك عن هؤلاء الشباب؟ أذكر تماماً أنهم قالوا بأن هؤلاء الشباب قد تلقوا دورات في صناعة الثورات وإدارتها، ولم نكترث وقتها لكلامهم ولم يصدقهم أحد! فخريجي الجامعات الأمريكية في الدول العربية كوادر مهمة جداً للولايات المتحدة، لا تقللوا من شأنهم أبداً، طالما حاول الإعلام تصوير هذه الجامعات على أنها وكر للدعارة والمخدرات والسفاح، لكن الحقيقة أنها عقول تتدرب وتعمل.
عزيزي القارئ، القضية لا تقف فقط عند شخص أو إثنين مثل «جيجي إبراهيم» أو «وائل غنيم»، بل هي أعمق وأكبر من ذلك بكثير، هنالك من أعترف أمام شاشات التلفاز بأنه تلقى تدريبات خارج مصر على أيدي الموساد الإسرائيلي ووكالة الإستخبارات الأمريكية، أرجوكم.. دعونا نترك العاطفة والسذاجة جانباً وننظر إلى الأحداث بعين مجردة.
بينما كنت أكتب هذا المقال، وردني تعليق على مقالتي السابقة ثورات … وماذا بعد؟ من القارئ «عمر البشيتي»، وهو شاب موهوب سياسياً وله قدرة عميقة ومميزة على قراءة الأوضاع السياسة، قال في تعليقه والذي لخص فكرة ختام تدوينة اليوم:
لا أعرف إن كنت قد قرأت كتاب “صناعة الزعيم” والذي يتكلم عن كيف أنَّ بريطانيا جعلت من «سعد زغلول» بطلاً ليقودوا الشعب المصري خلفه، ولكن أعتقد وأتمنى أن تكون الشعوب العربية نضجت فكرياً وسياسياً فقد حيك حولها من المؤامرات على مدى ٢٠٠ عام ما يكفي، فأتمنى أن تكون قد اكتسبت الوعي الكافي لصد أي مؤامرات تحاك عليها، وقد علمت قبل فترة أن المخطط الصهيوني الجديد للعالم العربي هو أن تجعله وطناً بلا حكام، أي شعوب وقبائل وهذا يخدم مصلحتهم بالتأكيد.
السياسة الجديدة لأعداءنا هي إزالة الحكام وترك الشعوب ثائرة تحت قيادات مصنوعة من رموز شابة قريبة إلى قلوب الرأي العام العربي، يتم من خلالها إختراق المجتمعات العربية والسيطرة عليها بكل قوة وعمق لتصبح أكثر تناحراً وفرقة عما هي عليه اليوم تحت مباركة الجيش الذي نردد له دائماً أننا نحبه ونثق فيه ثقة عمياء!
يعطيك العافية حسين …
أنا أؤيدك أن الشعب لا يصنع ثورة ،أنا برأي أرى أن الشعب هو ضحية الثورة سواء كان فيها الخير أو الشر، فكلامك ذكرني بمقولة لكاسترو قائد الثورة الكوبية عندما قام بثورته في كوباو كان لا ينزل مع المحتجين فقد سئل : ” لماذا لا تنزل للاحتجاج معهم ؟!!! ”
فأجاب : ” أنا لست أحمقا لأنزل فأقتل ، و لكن عندما يُحمل السلاح من المحتجين سأحمل السلاح لأقودهم إلى النصر ”
و هذا ما نلاحظه في ثوراتنا العربية …
تبدء المظاهرات ببضع مئات فيتكاثروا و يصلوا بلحظات إلى عشرات الألوف ،ثم يتدخل الجيش و يهيء لهم الحماية اللازمة ليتظاهروا في بلاد لم تعرف يوما معنى الديمقراطية…
و بعد أسبوعين يخرج أبطال الثورة كوائل غنيم من السجن و كأنه لا يوجد سلطات ما زالت تأمر و تنهى ليتواجد في ميدان التحرير المؤمَّن من الجيش ليتمم الثورة و ينال شرف البطولة ..
أما بالنسبة لتجاوب الجيش مع الشعب في كلا من تونس و مصر خلافا لما شاهدناه في كل من ليبيا و اليمن و سوريا فذلك يرجع لعدة أسباب :
1. الطبيعة الاجتماعية تختلف كليا ؛ فمصر و تونس أهل حضارة و مدنية على عكس ليبيا و اليمن الذي ما زال يؤثر بهم إلى حد كبير العشائرية و القبلية الذي قال عنها النبي : ” دعوها انها منتنة ” .
2. أما سوريا فيرجع السبب إلى حُكم القِّلة على الكثرة فالعلويين في سوريا لن يفرطوا بسوريا إلى آخر قطرة دم ، فما وردني عن تاريخ العلوين في سوريا إلى أنهم كانوا من أدنى طبقات الشام اجتماعيا و اقتصاديا ، فكيف ستتصور أن يسلموا هذا الملك و الجاه و يعودوا إلى ما كانوا عليه .
3. الموقع الجغرافي لمصر يُحتم على المجتمع الدولي كاملا التدخل لإنهاء الأزمة بأسرع وقت ممكن ، فلو طالت أحداث مصر لكبدت المجتمع الدولي خسائر لا يعلمها إلا الله ، فمثلا :إغلاق قناة السويس سيرفع تكلفة النفط إلى 200 دولار للبرميل من أصل 78 دولار ،إضافة إلى أمن اسرائيل ، و توسطها طرق التجارة الدولية ، و امتلاكها للغاز الذي يؤمن اسرائيل .
و لكني أخلافك بنقطة و هو ما قام به الجيش من حملة اعتقالات بعد انتهاء الثورة ، فأنت ربما ترى أن الدكتاتورية ما زالت موجودة من الجيش ، و لكني برأي الخاص أرى أن كل ثورة لا بد أن يتبعها فترة من الدكتاتورية حتى لا تعم الفوضى و أنا أراها برأي في هذه المرحلة فقط دكتاتورية ايجابية .
و لكن لاحظ حسين نحن الآن سنكون على وشك أن لا نسمع بمصطلح الارهاب بعد اليوم ، فأمريكا وجدت نفسها غير محتاجة إلى هذا المصطلح منذ الآن ، و اربط بين اغتيال بن لادن و نشوء الثورات في نفس العام…
العالم العربي و الاسلامي يسير إلى منحى جديد نسأل الله حسن العاقبة و أن يجعل كيد الغرب في تدميره
@عمر البشيتي, بالتأكيد عمر الثورات تحتاج إلى الضبط … ولكنها لا تحتاج إلى الدكتاتورية، والمشلكة أننا لو سلمنا بأن هذه الدكتاتورية حميدة وإيجابية في هذا الوقت، فسنرى العقد تلو العقد ينقضي دون أن تزول هذه الدكتاتورية … وستبقى تحت مسمى قانون الطوارئ كما كان في عهد النظام السابق … وعلى الحرية وعلينا أفضل السلام والتسليم.
أهم نقطة في مداخلتك اليوم هو ما تفضلت به في الخاتمة … أن الولايات المتحدة باقية في التخطيط والسيطرة على أوطاننا العربية، وهذا ما يعزز نظريتي، لذلك دعونا أحبابي نترك السذاجة والطيبة جانباً ونفكر بحكمة وواقعية كيف لنا من أنن نقلب السحر على الساحر ونحمي أوطاننا من الإستنزاف المستمر.
كل التوفيق.
أخي الغالي حسين
كأني أجد نفسي مع الأخوة الذين علقوا على المقاله قبلي أكثر مما كتب بالمقاله أو بالرد عليهم و طبعا تعرف أني لا أقصد أن أكون ضد المقاله أو ضد الفكره فأنا كما ذكرت أنت بردك أعلاه أقر أن للجميع أن يفكر بكامل حريته و يطرح ما يشاء من افكار إن كن فيها فائده لكن المتأمل يجد بسهوله أن المقاله فيها تناقضات فأما أن نطبق جميع الإعتبارات التي ذكرتها في كل مكان أو ننفيها عن كل مكان أما إن كنت تحب أن تثير أفكار للمناقشه و صقل الأفكار فكنت أتمنى أن تكون المقاله بطريقة الأسئله و ليست بطريقه تقريريه و في الختام لا يعني أن نشعر بالحريه أو نفكر بإطار حريه أوسع أن نكتب كل ما يخطر على بالنا و أظنك توافقني أنه ليس الهدف أن ننكر ما هو مقرر عند عامة الناس لمجرد الإنكار و إنما ننكر و نغير إذا كان ما يعتقده العامه لفات طويله تر فيه خطأ و يحتاج أن يغير
@علي أروادي, العزيز الغالي علي، مرحباً بك دائماً وأبداً.
لك الحرية بالتأكيد من أن ترى نفسك مع الرأي الذي يقنعك … فكما قلت آنفاً أني لا أكتب لأوافق العامة ولكني أكتب لأسلط الضوء على ما أراه أنا مناسباً، وهذه مدونة حرة وليست جريدة رسمية، فأنا غير محسوب على أي تيار وأكتب ما يرضي رؤيتي الخاصة، وكما قلت في النقاش … هذه الآراء … تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ، ولي الحرية أن أطرحها بصيغة التساؤل أو بصيغة التقرير إن كنت مقتنع بها، سواء وافقت الرأي العام أو لم توافقه.
من الممكن أنك رأيت إختلاف الطرح في المقالة تناقضاً … ولكن أعذرني … فأنا لا أراه كذلك، فكرتي واضحة وبسيطة:
1. الحسم للجيش لا للشعب …
2. الجيوش في أغلب الأحيان ولاءها لجهات خارجية …
3. الحالة متفاوتة من بلد إلى آخر بسبب العرق والأعراف القبلية كما جرى في النقاش …
4. هنالك من تدرب بمساعدة خارجية على إخراج الشعب إلى الشارع وإبقائهم هناك بطريقة غاية في الإحترافية …
5. لماذا كل هذا؟ لإبقاء الدول بلا حكام … مما يزيد ويسرع من تفتيتها وزرع الفتن العرقية والطائفية فيما بينها …
6. نجح المخطط في العراق والسودان، وفي الطريق – لا قدر الله – مصر (مسلم وقبطي) والأردن (فلسطيني وأردني) وسوريا ودول الخليج واليمن (سني وشيعي) وربما أكثر من ذلك.
طبعاً النقاش أخذ تفرعات أكبر وهذا شيء صحي، ولكن الفكرة التي طرحتها كانت ضمن النقاط المذكورة.
كل التوفيق.
سلامات يا باش مهندس حسين،
في البداية وجدت تحليلك معقول ومنطقي، لكن نظرية المؤامرة شيء مستبعد حقيقة نظرا للتوقيت الذي تمت به هذه الأحداث. طبعا الجيش هو صاحب الكلمة النهائية وهذا أكيد لكن من الواضح جدا أنه في حالة تونس ومصر وبسبب كون الدولتان ذات طبيعة مدنية/فلاحية في الغالب وهي المكون الرئيسي لقواعد الجيش أدت الى امتناع هذه القواعد عن ضرب الشعب وهذا واضح جدا وليس تنفيذا لأجندات خارجية.
هذا الوضع مختلف تماما في ليبيا واليمن ذات الطبيعة القبلية وسوريا ذات الطبيعة الطائفية وهم ما يشكل أيضا قواعد الجيش التي وافقت على تنفيذ أوامر القيادة وبالتالي قتل المواطنين والاستمرار في ضرب الثورة حتى الآن.
كذلك أود أن أذكر أدلة على صلاح هذه الثورات /الانتفاضات مثل رفض إعلاء شخص مشبوه مثل وائل غنيم بالرغم من الدعم الاعلامي الكبير الذي تلقاه في البداية، ايضا رفض تنصيب أي من فلول النظام في أي منصب رسمي بغض النظر عن الكفاءة او الخبرة في كل من مصر و تونس بعد سقوط رأس النظام. كذلك فإن ما شهدناه بالأمس من وقوف الأخوة المصريين في ساحة التحرير من مساندة ومطالبة بتحرير فلسطين وفتح المعابر في ميدان التحرير لا يمكن أن يكون بتخطيط أجنبي بغض النظر عن المصدر.
أخيرا، فإن الاستشهاد بمواقع غربية أمريكية او بمحطة الجزيرة (سواء العربية أو الإنجليزية) يعد نوعا ما ناقص حيث أن بث هذه المواقع والمحطة هو اعلام موجه بالدرجة الأولى والفائدة الاساسية منها هو فضح الأنظمة العربية وذكر ما يسؤهم وهو ما تستفيد منه الشعوب للانتفاض والتغيير (وليس أدل على ذلك من محاولتها المستميتة في البداية من تلميع صورة وائل غنيم وإظهاره انه البطل وعندها رفضته جموع الجماهير تغيرت الموجة الى جموع شباب الثورة!).
مازل الخير في هذه الأمة الى يوم الدين “فالأمة التي رُزِقت عادل إمام سترزق بإمام عادل”*
—————–
* من مقالة الشيخ عائض القرني
@أبو طارق, أبو طارق … ليتك قرأت ردي على “مها البشيتي” … فقد كان فيه أجوبة لبعض تساؤلاتك.
عموماً، من المستحيل إتهام شعب كامل بالعمالة … وليس هذا المقصود من مقالتي على الإطلاق، ولكن العمالة تأتي بصورة مختلفة في مثل هذه الثورات، كإنطلاقة الثورة … وليس الثورة نفسها والشعب الذي خرج وانتفض ودعم مطالب هذه الثورة.
أنا لا أريد أن تكون الشعوب العربية قد سيقت إلى مثل هذا المصير لتنفيذ أجندات جديدة في المنطقة، كما حدث في الجهاد الأفغاني مثلاً … فقد كان عبارة عن مسرحية عربية إسلامية لتنفيذ أجندات أمريكية، فهل الذين خرجوا للجهاد وقتها عملاء؟ بالتأكيد لا … فهم خرجوا على نواياهم وسيبعثوا يوم القيامة على نواياهم.
الأهم من ذلك أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي سيقوم بدعم نظافة الثورات العربية وحقها المشروع بالإصلاح ونيل الحريات، بل وسنرى أنَّ الشرفاء بدءوا بإعتلاء المناصب المهمة في الدولة لتنظيف البلاد … وبعدها تبدأ نكبات أكبر وأكثر تعقيداً مما هي عليه اليوم، تماماً كما حدث في الجهاد الأفغاني، كان يُرحب بقادة الجهاد في كل أقطار الدول العربية والولايات المتحدة للمطالبة بما يسمى اليوم بالإرهاب … حتى وقتها ظننا أن الخلافة قد عادت من فرط صدق الناس والدعم الدولي لجهاد المسلمين.
السياسة شجرة جذورها قذرة وثماره عفنة، ومن أهم أهدافها المصالح الأنانية وإستعمال جميع الطرق المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى ما يمكن الوصول إليه.
كل التوفيق.
تحياتي العزيز حسين يعطيك العافية على جهدك
بداية اكثر ما ازعجني الي كتبت انها اعترفت امام الشاشة انها اخذت تدريبات على يد الموساد الاسرائيلي هذه اللفطة بالذات كانت على المصرية الرسمية في اول ايام الثورة وكانت القناة المصرية مضللة للغاية للشعب كانت تقول في الاول هؤلاء حماس وبعدين صارت ايران انا تابعتها كتير حتى في البداية كنت مصدقة انها حماس بس بعدين صاروا مرة اسرائيل ومرة ايران كانوا بيخوفوا الناس .
ونرجع للثورات طب لو كانت خطة للتفكيك الامة صح والجيوش ولائها لامريكا ليش الجيوش ما وقفت مع باقي الثورات في اليمن وسوريا وليبيا علشان تخلص بس هذه الجيوش مشبعة بالولاء للرئيس او الملك . بتصدق انه في سوريا الجيش اذا واحد من الجنود يرفض اطلاق النار على المتضاهرين بيقتلوا اصحابه الجنود . وبتعرف كنت متخيلة ان الجيش المصري ولائه للرئيس لكن الحمد لله رح تقول عني بحلم واننا عايشين في خدعة على فكرة وزارة الخارجية المصرية رفضت معونة من امريكا قبل اضن ثلاث اسابيع لانها مشروطة بسبب تضمين المنحة شروطا أحادية من الجانب الأميركي الممثل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
انا مقدرة انك بتطلع لبعيد وشو بعد الثورات ؟ طيب شو قبل الثورات فقر بطالة تخلف تفكك على اتفه الامور مثل كرة القدم للعلم كرة القدم اختراع بريطاني وانا من عشاق كرة القدم … بس بعد ما شفت ما حصل في مباراة مصر وتونس ادركت ان حتى الرياضة عرفوا الغرب كيف يزرعوا فينا ما يفرقنا شوف المباريات الى بتصير في الاردن كيف بتزرع الحقد من كل جانب على الاخر وغيرة . وجعت راسك سامحني اخر ما اود قوله ان حتى لو ان هذه الثورات صناعة امريكية او اسرائيلية فجنت على نفسها براقش لانهم من غير ما يقصدوا صحوا الناس الي صار لهم 100 سنة نايمة لما بشوف الشهداء في سوريا ومصر واليمن استشهدو وهم رافعين السبابة يعني شي كتير كبير ولما بيطلع الشباب وبيودعوا اهاليهم ويطلبون رضا امهاتهم قبل الاستشهاد لازم نقول انهم على حق والاهم والاخطر من هذا لو ادركت الامة كم نحن اقوياء لو توحدنا وبطلنا نقول مصري سوري فلسطيني لان من اوجد هذا هم الغرب
يجب نشر هذه الثقافة ثقافة الامة الواحدة امة محمد صلى الله عليه وسلم ومش حنلاقي كاتب اروع منك يا حسين علشان يكتب لنا عن الوحدة ومدى حاجتنا لها . شاكرة سعة صدرك . فخورين بك دائما
@Maha Bashitii, عزيزتي القارئة المتميزة “مها البشيتي”، بداية … دعيني أسجل إعجابي بلباقتك المتميزة في الحوار من جهة، وحرقتك على أمتك العربية والإسلامية من جهة أخرى، فعلاً … المرأة العربية في أمريكا الشمالية تصبح أكثر تميزاً وأكثر عطاءاً مما هي عليه في الوطن العربي، فلك مني جزيل الشكر والتوفيق.
أختي العزيزة، لا تتضايقي من طرحي ولا تنزعجي أبداً، وانظري إليه دائماً بإيجابية، صدقيني يا مها … الكتابة بطلاقة وحرية أصعب بكثير من الكتابة المحدودة، وأنا هنا لا أكتب حتى أوافق رأي الناس … على العكس تماماً، فأنا أحاول أن أسلط الضوء على ما قد لا يراه العامة، إذا كانت جل كتاباتي فقط لتوافق الجمهور … إذاً لماذا سأكتب؟؟ لا فائدة من الكتابة حينئذ، وسأصبح كالمطرب الذي يغني في النوادي الليلة ليطرب الناس.
الكتابة الحرة الصادقة … هي في الحقيقة دعوة للتفكير … دعوة للخروج على المألوف حتى يتسنى لنا جميعاً أن نرى الصورة كاملة، لنترك كل منا يعبر عن رأيه … ولنا بعد ذلك أن نوافقه أو نخالفه ضمن الحدود الأدبية المنصوص عليها في الأخلاق البشرية، لا أريد أن أطيل عليكي وأكتب مقالاً داخل المقال … ولكن أحببت فقط أن أسلط الضوء على أسلوبي الكتابي والذي يخالف بعمومه الأعراف العربية وأهواء تيار الأغلبية.
بالنسبة للإعترافات والإعلام المصري، أنا أوافقك الرأي تماماً، ولكن ما أردته هو تسليط الضوء على قضية التعاملات الخارجية من تدريبات على إدارة المظاهرات وغيرها، فمن الممكن أن تكون ملفقة … ومن الممكن أن تكون صحيحة، يعني أنا أردت أن أترك جميع الأبواب مفتوحة لأننا أصبحنا في غمرة فوضى لا يستطيع اللبيب من أن يتنبأ ماذا سيحدث … وإن سلمنا بأن تسجيل قناة المحور في بدايات الثورة كان مفتعلاً … فاعترافات “جيجي إبراهيم” جاءت في 25 أبريل، أي بعد الثورة بفترة، فإحتمالات التخطيط الخارجي واردة بلا أدنى شك.
بالنسبة لقضية الجيش المصري والجيوش العربية الأخرى، سياسياً … لا يمكن تطبيق نفس السيناريو في جميع الدول، فالشعوب تختلف والقدرات تختلف أيضاً، يعني لو نجحت الولايات المتحدة في دعم ثورات تونس ومصر بمساعدة الشعب والجيش … ليس بالضرورة من أن يطبق نفس السيناريو في ليبيا واليمن وسوريا، فمن الممكن أن يكون الجيش في اليمن مثلاً ولاءه للرئيس صالح أكبر من ولاءه لأمريكا بسبب القبلية والعشائرية، ألا تذكرين ماذا قال الأعراب الذين اتبعوا مسيلمة الكذاب وقد بلغ عددهم أنذاك الأربعين ألفاً؟ قالوا: ( والله لكذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر )، فقد اتبع أكثرهم مسيلمة عصبية، حتى كان بعضهم يشهد أن مسيلمة كذاب وأنَّ محمداً رسول الله.
الجميل هنا أنَّ أمريكا تعلم هذا الأمر … العشائرية وأنها مسألة وقت … فتركز في عملها على الشعب أكثر من الجيش حتى يكون لها ما تريد، هذه وجهة نظر قد تحتمل الصواب وقد تحتمل الخطأ، وقضية القبلية والعشائرية من أكبر التحديات التي واجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بدايات القرن الماضي، وهي تمتلك من التقنيات ما يضمن لها إدارة هذه المسألة من دون أي عائق.
نقطة مهمة أخرى أود أن ألفت النظر إليها، عندما نتلكم هنا عن الجيش ومصالحه مع الولايات المتحدة، فهذا لا يشمل الجندي المسكين الذي يقف في الميدان ويكون متأثراً بما يحدث ولا يعلم أي شيء عما يدور حوله … أن هنا أتكلم عن جنرالات الجيش … الحيتان الكبار … أهل الحل والعقد، هؤلاء من يحدد مصير الدولة وتوجهاتها.
أما بالنسبة لمعونة الجيش المصري السنوية فهي شيء مخنلف عن معونة الـ USAID، فالمعونة الثانية تأتي إضافة إلى المعونة الأولى وهي ترفض في بعض الدول كما فعلت مصر لأنه يترتب عليها إلتزامات سياسة كثيرة، ولكن الجيش معونته تأتي من وزارة الدفاع الأمريكية مباشرة وليس من أمول دافعي الضرائب الأمريكية USAID.
ختاماً، أنا بكل تأكيد أدعو إلى الوحدة بين العرب والمسلمين، وغيري من الشرفاء ليلاً نهاراً يدعون إلى تلك الوحدة الخيالية، ولا أحد فينا يشك ولو للحظة في نوايا الشباب الذين يُقتلون كل يوم في الميادين العربية ثمناً للحرية، ولكن أنا لا أريد أن يكونوا قد سيقوا إلى مثل هذا المصير لتنفيذ أجندات جديدة في المنطقة، يعني بالمشرمحي … لهون وبس … بيكفي نضل نشرب مقالب ومؤامرات … يا جماعة … هذه المؤامرات مش عم ندفع ثمنها ضرائب … عم ندفع ثمنها أرواح ودماء، يعني أنا أصبحت أكره شيء إسمه عاطفة، والله ما أوصلنا إلى ما وصلنا إليه إلا وباء العاطفة والتغييب المتعمد للعقل والمنطق، يوم ننجرف خلف صدام حسين، ويوم ننجرف خلف القاعدة وأسامة بن لادن، ويوم ننجرف خلف فتح وحماس، واليوم ننجرف خلف الثورات ورموزها .. إلى متى؟؟
الحل برأي … أن أبقى أنتقد كل شيء أمامي وأشك في كل ما أسمع وأرى حتى أصل إلى أنقى صورة ممكنة … بكل بساطة … لا أريد أن أكون ضحية بعد اليوم … لا أريد.
أتمنى أن أكون قد أوصلت جزأ ما يجول في خاطري، وأن أكون عند حسن ظنك وظن جميع أحبائي القراء، وإن شاء الله ربنا سبحانه وتعالى سيحسن الأوضاع ويجعل لنا من هذه الأزمات مخرجاً، دعيني دائماً أقرأ رأيك وأسمع منك ما تفكرين به… ودمتي سالمة.
كل التوفيق.
@حسين يونس,
صحيح يجب ان ابحث عن انقى واصدق صورة ممكنة والا سنبقى تابع لكل واحد شوي تعبنا من كثرة الظلم والدم والقتل وادعو الله السميع العليم ان يحقن دماء المسلمين ويرزقنا بولاة امر يتقون الله ورسوله في الشعوب ..
شكرا حسين ..