لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أني سأشهد أحداثاً عالمية للحرية العربية كتلك التي حدثت في تونس ومصر، كنت أظنها ستحدث عند ظهور المهدي المنتظر لتستعد البشرية بعدها لنهاية العالم ومن ثم ملاقاة الله عز وجل، ولكنها حدثت بقوة وبسرعة لدرجة أن وجداني وعقلي لم يستطيعا إستيعاب إيقاعها، وبدأت بمراجعة جميع النظريات السياسية التي أعرفها لأتأكد من أني قد فهمت الحدث جيداً، فقد سيطرت علي العاطفة وشعرت أنها شوشت فهمي للحقيقة، ودموعي أصبحت تسيل دون سيطرة في كل لحظة أشاهد فيها نشرات الأخبار، فلم يبقى للعقل مساحة للتفكير، فأخذت نفسي بعيداً خارج الأطر الحالية لأرى بحرية أكبر ما الذي يحدث.. فأنا أؤمن بأنه لا يوجد شيء يحدث بمحض الصدفة.. خصوصاً إن كانت الأحداث على هذا المستوى العالي والمهم.
هل تذكرون ماذا حدث عندما تآمر العالم على الإمبراطورية العثمانية؟ قامت ثورات قومية وعرقية مختلفة في شتى أنحاء دولة الخلافة للإطاحة بها، وكان على رأسها ثورة «مصطفى كمال أتاتورك» عام ١٩٢١ من الداخل التركي، وغيرها من الخارج، وقد فرح العرب والمسلمون أشد الفرح بتلك الثورات معتقدين أنهم سينالون حياة أفضل وحرية أكبر بهذا التفكك، فقد تعرضت ولايات الإمبراطورية العثمانية بما فيها تركيا المركزية للإحتلال بعد الحرب العالمية الأولى من قبل حلفائها الإنجليز والفرنسيين والإيطاليين واليونانيين، ويقوم أتاتورك على غرار هذه الأحداث بتأسيس جبهة لمقاومة الإحتلال ويبدأ من العام ١٩٢٠ حرب مسلحة ضد القوى الأوروبية والتي إنتهت في عام ١٩٢١ بإنتصاره وإستقلال تركيا.
المفارقة العجيبة هنا أنَّ أتاتورك الماسوني والذي تتلمذ على مبادئ الصهيونية قام بتنفيذ أجندات إستعمارية ليس فقط لإسقاط الخلافة الإسلامية وتفكيك المسلمين.. بل ولمحاربة الإسلام وكل ما يمت إليه بصلة في الوقت الذي قاد فيه مقاومة مسلحة ضد بريطانيا وبقية الدول الأوروبية، شيء عجيب.. أليس كذلك؟ الغرب صنعوه.. ومن خلال مسرحيات سياسية وعسكرية يموت فيها الملايين بإتفاق مُسبق.. يتم تمرير وتنفيذ خطط جهنمية من ضمنها إقناع الأتراك والعالم بوطنية أتاتورك، ويمكنك عزيزي القارئ على هذا المنوال أن تقيس الكثير من الأحداث المعاصرة التي لا نفهم منها إلاَّ ظاهرها، على سبيل المثال لا الحصر: مسرحية الولايات المتحدة مع إيران، ومسرحية إسرائيل مع حزب الله.
هذا على الصعيد التركي، ولو نظرنا إلى المنطقة العربية والتي كانت مستهدفة بشدة في ذلك الوقت، فقد ظهرت الكثير من الثورات على الأنظمة الملكية التي كانت قائمة إبَّان الخلافة العثمانية كملكية الأسرة العلوية في مصر و الأسرة الحسينية في تونس و الأسرة السنوسية في ليبيا، أو مَلكيات أوجدت خلال فترة الإستعمار، ومن أهم هذه الثورات والإنقلابات التي صفَّق لها العرب فرحاً:
-
ثورة الضباط الأحرار عام ١٩٥٢ ضد الحكم الملكي في مصر: وما كان منها إلا النكسات تلو النكسات والتي ضاعت على إثرها باقي الأراضي الفلسطينية والجولان السوري وإعدام «سيد قطب» وإغتيالات سياسية وإنقسامات عربية كبيرة قادها عبدالناصر، وتحويل مصر إلى النظام الإشتراكي البحت والذي بدوره قتل الإقتصاد المصري، والقضاء على الحياة السياسية لتصبح دولة عسكرية ديكتاتورية من العيار الثقيل.
-
ثورة تموز عام ١٩٥٨ ضد الحكم الملكي في العراق: تمكين الإشتراكيين والملحدين من حكم العراق والذين بدورهم أهلكوا الحرث والنسل وأبادوا الكثير من المسلمين، وأهدروا الأموال والثروات على حروب لصالح أجندات خارجية ليس فيها أي منفعة أو جدوى للعراقيين، كما أذاقوا الشعب العراقي من الذل ما يكفي.. حتى أصبحت عملتهم لا تساوي قيمة الورق الذي تُطبع عليه، ونساؤهم أصبحوا مستباحات من أجل لقمة العيش.
-
ثورة الثامن من آذار ١٩٦٣ ضد حكومة الإنفصال في سوريا بقيادة حزب البعث العربي الإشتراكي: وما كان منها إلا قتل وترويع المسلمين من زمرة نصيرية – تسمى أيضاً بالعلوية – لتهين الإنسان السوري وتضع كرامته في الحضيض، وتقدم الخدمات لإسرائيل لدرجة ما حصلت إسرائيل عليها حتى من الولايات المتحدة الأمريكية.
-
ثورة الفاتح عام ١٩٦٩ ضد الحكم الملكي في ليبيا: وما كان منها إلا نهب الثروات الليبية وتمكين السلطة لرجل مجنون كافر خارج عن دين الله ليسرق ويظلم ويضطهد الشعب الليبي ويعيدهم إلى العصور الحجرية.
-
الجهاد في أفغانستان من ١٩٧٩ – ١٩٨٩: كان عبارة عن ساحة تنفيذية لأجندات خارجية.. تصفية حسابات بين فِرَق وطوائف ودول، وما رواه الكثير من عقلاء الجهاد عن الساحة الأفغانية كان مروِّعاً، فالولايات المتحدة أرادت تصفية حساباتها مع الإتحاد السوفيتي عن طريق دعم المجاهدين، وهذا بالطبع ما تمخض عنه دعم عربي كامل للمجاهدين في أفغانستان، فقد كان المجاهد يجوب الأقطار العربية من دون أي عائق ليجاهر بأفكاره الجهادية – الإرهابية حالياً – ويتكلم عن كرامات المجاهدين والحور العين ويجمع الأموال لأفغانستان حتى ظن المسلمون أن الخلافة قد قامت وعادت إلى أمجادها، والكثير من الأجندات كانت تنتشر على أرض أفغانستان مثل أجندة التكفيريِّين، والإخوان المسلمين، والقبائل والفصائل الأفغانية التي وجدت من الحرب توقيتاً رائعاً لتصفية الحسابات فيما بينها، فقد كان كل فصيل يضرب الفصيل الآخر ضربات موجعة ليضعفه، ومع دخول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الصراع، كان حتمياً توسع شق الخلاف بين الإخوة الأعداء، وبعدها نشأت القاعدة بأجندة جديدة، ومن بعدها طالبان بأجندة أخرى، والشيعة والأجندة الإيرانية.. إلخ، كل هذا كان يُدبر في الخفاء على حساب المسلمين وأراضيهم المحتلة، ولكن في الظاهر نحن العامة ماذا كنا نرى؟ كنا نرى ثورات إسلامية عظيمة ستعيد الأراضي المحتلة وعلى رأسها فلسطين.. قمة في السذاجة!!
هذا كله كان عبارة عن خطط إحتلالية عبقرية للسيطرة على خيرات المسلمين وكبح الإسلام وأهله إلى أقصى مدى ممكن، وهذه الثورات القومية والحزبية ما كانت إلا مراحل للإستيلاء على الأراضي العربية وتفريق المسلمين إلى دويلات إحتلال تحت شعارات قومية وعرقية قامت بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا العظمى والولايات المتحدة الأمريكية. ألا يعني لك هذا شيئاً عزيزي القارئ؟ ألا ترى أن الثورات الحالية تدور في نفس النطاق القديم.. نطاق سايكس بيكو؟ أليس إحتمالية العمالة والأجندات الخفية واردة دائماً؟ لماذا نُغيِّب العقل ونطلق العنان لمشاعرنا لتعمي أبصارنا فلا نرى ولا نفكر بحكمة ورويَّة؟ والسؤال المهم اليوم.. يا ترى.. هل من الممكن لهذه الثورات المعاصرة في مصر وتونس وليبيا واليمن وغيرها من الدول أن توحد العرب والمسلمين؟ أم أنها ستزيد من تفككهم وإنقسامهم؟
لابد من الإنتباه إلى خطط وأهداف الغرب، فقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية برسم خارطة جديدة للشرق الأوسط في بداية الألفية الثانية، وحاولت جاهدة تطبيقها من خلال حرب الخليج و إحتلال العراق، فنجحت جزئياً في تقسيم العراق وقطع كردستان من الجسد العراقي ليصبح إقليماً منفصلاً، كما نجحت في تقسيم السودان إلى شمالي وجنوبي، وما فتئت العقول الغربية التي لا تنام عن التفكير عميقاً لإيجاد حلاً لتكملة تنفيذ هذه الخريطة، فما كان منها إلاَّ أن إبتكرت أساليب جديدة كالطائفية بين السنة والشيعة والقضية الإيرانية – بالإتفاق مع إيران طبعاً – وحزب الله وشيعة البحرين والمنطقة الشرقية والجنوبية في السعودية و الحوثيين في اليمن، ولعل من هذه الطرق الجديدة أيضاً التي ابتكرتها.. الثورات التي نشهدها اليوم، والتي بدأت ثمارها تظهر شيئاً فشيئاً، فنحن نرى بشكل شبه رسمي ليبيا شرقية عاصمتها بنغازي وليبيا غربية عاصمتها طرابلس، ولعلنا سنرى دولة للإخوان المسلمين في مصر تجاورها دولة للأقباط، واليمن هذه المرة لن ينقسم إلى شمالي وجنوبي فقط.. بل إلى شرقي وغربي أيضاً ليشمل دولة للحوثيين ودولة للإشتراكيين وربما دولة للقبائل الأخرى.
شرذمة الأمة العربية والإسلامية هي الهدف الرئيسي الذي يؤرِّق الولايات المتحدة و حكماء صهيون، وليست حرية أوطاننا والنهضة والعدالة، وسيبقون دؤبين في عملهم إلى أن يجعلوا الأكشاك الحالية مفتتة إلى أصغر درجة ممكنة، وهم لا يستعجلون الحصاد أبداً، فخططهم طويلة الأمد وتحتاج إلى الكثير من الوقت.
عزيزي القارئ، أنا هنا لا أطعن في نية «محمد البوعزيزي» أو «وائل غنيم» أو في نوايا الذين خرجوا إلى ميدان التحرير في مصر.. أبداً، بل في لحظة من اللحظات تمنيت لو أني كنت معهم رغم أني لست تونسياً ولا حتى مصرياً، ولكني أطرح أفقاً أكبر للتفكير والتحليل، وألفت هنا الأنظار إلى ما يمكن أن يكون قد سقط سهواً أو تجاهلناه عمداً، فنحن العرب علاقتنا مع الثورات ليست حميدة، فدائماً ما كان يتمخض عنها أنظمة إستبدادية ملحدة لا ترحم، فمن الممكن أن تكون هذه الثورات مدبرة، ومن الممكن أن تكون فعلاً نظيفة وعفوية ولكن جاءت القوى الغربية بخيلها ورجلها لتركب الموجة وتستغلها لتكملة مشروع تفتيت الوطن العربي، كل الإحتمالات واردة ومن الحكمة إبقاء جميع الإحتمالات مفتوحة للإستفادة من هذه الثورات وصيانتها وعدم إضاعتها سداً.
يسألني أحدهم: لماذا هذا التفكير المتشائم؟ فقلت.. أمور كثيرة تدعني ألجأ لهذا التحليل العميق والذي يتخلله الشك في كل شيء..
أولاً: نحن نعيش أياماً صعبة، لا يأمن فيها المرء على نفسه أبداً، كما أنه لا يستطيع أن يضع ثقته في أحد أبداً، سواء كان هذا الأحد صديقاً أو قريباً أو رئيساً، فالكل يبحث عن مصلحته الخاصة حتى وإن كانت على حساب الشعب والعامه.
ثانياً: دائماً ما كانت تحدث مظاهرات في مصر من حركة كفاية والإخوان المسلمين ونقابات القضاء والمحاميين، بل ربما كانت قوة المظاهرات المذكورة أكبر في بدايتها وأقوى من ثورة ٢٥ يناير، لماذا فقط حدث ما حدث في 25 يناير؟ لماذا لم يحدث ما حدث في الكثير من المظاهرات والإعتصامات السابقة؟ ما هذه الثقة التي وجدت اليوم لم تكن في سابقاتها؟
ثالثاً: حدثت بعض التصريحات التي لم تروقني، فعلى سبيل المثال، استغربت من «وائل غنيم» وتساءلت عن سبب إزدواجية تصريحاته لحظة خروجه من المعتقل إبَّان ثورة 25 يناير، إذ أكد في أول تصريح له أمام عدسة الكاميرا أنه ليس له أي علاقة في التخطيط للثورة وأنه غير مسئول عن ذلك، ولم يكن دوره فعلياً إلاَّ التنسيق الإلكتروني على موقع الثورة في صفحة الفيس بوك، بعدها خرج من جديد في نفس اليوم مع «منى الشاذلي» في برنامج “العاشرة مساءاً” على قناة دريم الفضائية ليؤكد أنه ليس المُدبِّر لثورة ٢٥ يناير، وبعد يومين يخرج في مقابلة حصرية على قناة (السي إن إن – CNN) فيسأله المحاور بشكل مباشر: (هل أنت من خطط للثورة؟) فيجيب وائل: (نعم)!
طبعاً كل ما ذكرته يحتمل أكثر من تحليل وأكثر من رأي، ولكن هذا ما رأيته حسب رأيي الخاص، ولعل البعض سيراها أموراً بسيطة ليست لها قيمة، والبعض الآخر له رأي مخالف تماماً.
السؤال الكبير والأخير اليوم … ماذا بعد الثورات؟ القوميات ذاتها بنفس الحدود والأمراض النفسية؟ أم سينشأ عنها توحد للعرب والمسلمين في دول راقية متحضرة ليس فيها حواجز ولا قيود ذات أخلاق عالية وأنظمة وقوانين؟
أنا بتقديري أنَّ هذه الثورات إن كانت صادقة.. ما هي إلاَّ البداية لثورات جديدة توحد الأراضي العربية والإسلامية، كتوحيد مصر وليبيا وتونس.. أو على أقل تقدير إنشاء دولة فدرالية بين الدول المُحررة ذات عملة واحدة وجنسية واحدة ودستور واحد، لكن ما رأيته في مباراة الزمالك المصري والإفريقي التونسي السبت الماضي أخافني جداً، إذ لم أتخيل أن ينشب نزاع قومي في لعبة رياضية بين أول بلدين قادا ثورة التحرير!! وإذا بقيت هذه الدول غارقة في عنصريتها المقيتة.. لا خير فيها ولا في ثوراتها.
نريد من ثوراتنا المعاصرة أن توحدنا.. أن ترفع من سقف أخلاقنا وتفكيرنا وحرياتنا.. أن تجعلنا أعزاء أقوياء ببعضنا البعض.. أن تكون سبباً في نفع أمتنا والبشرية جمعاء، لا أن تكون نقمة علينا بتعزيز العنصريات العرقية والقبلية، وترميم أسوار سايكس بيكو عالياً وزيادة مناعتها.. لابد من إدراك الأبعاد الحقيقية وراء ثورات الشعوب.. ومن أهمها.. الخروج على الخطاب الفرعوني {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} سورة غافر من الآية 29، هذا هو أهم ما يمكن أن تناله الشعوب الحية بثوراتها.. أن ترى ما تراه هي حقاً.. وليس ما يراه فرعونها.
في الحقيقة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يمكن أن يكون، فالطبيعة السياسية على المستوى العربي والعالمي حالياً متقلبة جداً وتقبع تحت الكثير من الضغوطات والإتفاقيات الدولية، وهذا كان واضحاً في ثورة مصر مثلاً عندما كان الهم الأول للقيادة العسكرية هو طمأنة الولايات المتحدة وإسرائيل إلتزام مصر الكامل بتلك الإتفاقيات، فما لنا إلاَّ أن ننتظر لنرى ما ستؤول إليه الأمور.
ختاماً، أسأل الله العلي القدير أن يعطينا خير هذه الثورات وأن يكفينا شرها، وأن يرد كيد الكائدين، وأن يحمي أمة المسلمين موحدة كما يُحب الله ويرضى.. اللهم آمين.
أخي حسين أنا لا أوافقك الرأي على الإطلاق .. أنا من ليبيا و قد عشت الثورة الليبية وانضممت إلى أحدى كتائب مدينتي .. ومن هنا أقول لك أن هذه الثورة كانت مباركة من الله وكانت مسخرة بشكل كبير ولو لم يكن هناك توفيق من الله .. والله والله لم نكن لنستطيع أن نخرج من مدينتنا ناهيك عن ملاحقة القذافي وحصارها في عقر داره فإن كل ما حصل هو توفيق من الله .. أعرف أنك لن تستطيع فهم ما أقول ولكن لو عشت الحرب معنا لعرفت أن الثورة مباركة من عند الله (إن شاء الله ) ونسأل الله أن لا تضيع الجهود التي بذلت ،، ولهذا السبب أنا متفائل جداً بهذه الثورة أما بخصوص الغرب ومحاولة تسيير الثورة كما يريدون فربما الآن هم يقومون بتسيير الأمور مع المجلس الانتقالي ولكن كما قلت لك أتوقع أن تخيب كل مساعيهم .. وفي النهاية أنا متفائل جداً بالمستقبل القادم وأنا لست معك في فكرة اتحاد الدول العربية ، المهم الآن هو التركيز على الدولة نفسها وتقويتها.
مرحباً بك أخي نور الدين من ليبيا، وأنا بالتأكيد أتمنى لك ولشعبك الكريم كل الخير إن شاء الله، كما أتمنى أن تكون قد عدت إلى جامعتك لإكمال دراستك في الهندسة.
طبعاً هي وجهة نظرك، لعلها تخالف ما أراه أنا اليوم، ولكن كما ذكرت في تحليلاتي دائماً أن الوضع معقد ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث، حتى كبار المنظرين والمحللين تخبطوا في آراءهم وتصريحاتهم.
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين، كل التوفيق.
اولا الله يعطيك العافيه يا حسين و مقالك عن جد مثري
لكن عموما و باختصار سياتي ايام اسود بكثيييير من الايام التي مرت علي الشعوب و سيتحسروا فيها علي ايام الحكام الذين تم الاطاحه بهم
ووالله ليقال الله يرحم ايامك يا مبارك و يا قذافي و غيرهم
المشكله ان الناس تعتقد ان العيب بالحكام مع ان هؤلاء الحكام كانوا ابطال بيوم من الايام و خدمو بلدانهم فعلا لكن فساد الشعوب انفسهم هو ما اوصل الوضع الي ما هو عليه
النفس البشريه بطبعها اماره بالسؤ و مغروره
وهناك مثل معروف يقول يا فرعون شو فرعنك ؟
ان العيب ليس بالزمان ولا المكان ولا القاده بل بمن يعيش هذا الزمان
حيث اصبح فيه الناس والشعوب فاسده منافقه تنساق وراء اهواءها و مصالحها وصدق رسول الله عندما قال
(يولي عليكم كما انتم)
فوالله لن ينصلح حال العرب ولو جاؤا ب20 ثوره مثل 25 يناير لانهم هم جزء من فساد الحكام و هذا الصلاح لن يحصل الا بمعجزه علي يد شخص مؤيد من قبل الله فقط وانتم تعرفون عن من اقصد…
عدا ذلك فنحن معععععععععععععععععععععععععععع
وليحرس الله القطيع!!!0
الله يعافيك يا أحمد وشاكر مرورك وتعليقك.
في الحقيقة أنا أوفقك أن الحل ليس في التظاهر على الحاكم … ليس لأن حكام العرب على خير أو فيهم خير … أبداً … ولكن ما الخير الذي سيأتي على أمة إنقلبت على حاكمها السيء ولم تنقلب على نفسها السيئة والأمارة بالسوء؟ ما الخير الذي سيأتي على أمة منعدمة الأخلاق وأصبحت لا تقبل بأي رقي حضاري حتى لو كان أخلاقاً إسلامية؟
الحل يكمن في التظاهر على النفس وتبني أخلاق حميدة … هنا سيتغير كل شيء … ووقتها فقط سيكون هنالك حل لمعادلة التخلف الصعبة التي يعانيها العرب، ووقتها فقط … سينصاع الحاكم إلى رغبة الشعب، وكما قال الهالك حافظ الأسد: (إذا قام شعبي بإطلاق لحاهم والإلتزام الديني … سأضطر إلى إطلاق لحيتي والإلتزام معهم لأبقى في سدة الحكم).
كل التوفيق.
اللهم اجعل عاقبة امرنا خيرا
رائع حسين و يعطيك الغافية ما قصرت …
لو أردنا أن نعتبر أن الغرب هو من خطط لهذه الأحداث …
فالغرب أذكى من أن يراهن على الشعوب … فثورات القرن العشرين كلها قامت بأيدي أفراد و جماعات …
و لم تكن يوماً ثورة شعب كما هو اليوم …
فالغرب يستطيع أن يشتري الفرد أو الجماعو أو الحزب و لكن لا يستطيع شراء شعب بأكمله …
و لكن أن أييدك أن هناك محاولات من الغرب لتسيير الثورة حسب مصالحهم … فنسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم …
و أما بالنسبة للوحدة العربية فليس هناك وحدة إلا إذا توحدات أيدولوجيات الأنظمة ، و لعل هذا من الأساليب التي استخدمها الغرب مع الدول العربية حيث أنه عند ثورات الاستقلال قسمها إلى معسكرين اشتراكي و رأسمالي حتى لا يتحدو
موضوعك رائع حسين 🙂
@عمر خليل البشيتي, مشكور يا عمر، وأنا شاكر ومقدر مرورك وإضافتك الرائعة والتي تنم عن إطلاع واسع في السياسة الأمريكية على وجه الخصوص، والغربية عموماً … أحسنت.
إسمح لي أن أضيف مداخلة بسيطة على ما تفضلت به بالنسبة للسياسة الأمريكية وطريقة تعاملها مع العالم الخارجي.
هل تعلم أن داخل وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية توجد إدارة تسمى إدارة (هندسة الثورات)؟ … وإختصاص هذه الإدارة منصب في إنشاء الثورات والإنقلابات وإدارتها … خصوصاً في دول العالم الثالث.
وقد كنت قد شاهدت فيلماً وثائقياً عن ثورة بنما في أمريكا اللاتينية، وكيف كانت الولايات المتحدة هي من أنشأ هذه الثورة وجعلها قضية شعب … ومن ثم مرروا كل الأجندات السياسية الخاصة بهم، ومن ثم حصدوا النتائج … قمة في الإحتراف السياسي!!
ما رأيك؟
نعم حسين بالتأكيد سمعت عنها …
و أيضا هناك بالكونغرس الأمريكي جهاز فيه ممثلين عن كل حزب معارض في العالم و هدفه الغرض نفسه ، و هو ادراة الثورات و الانقلابات …
و لا أعرف إن كنت قد قرأت كتاب “صناعة الزعيم” يتكلم عن أنه كيف أن بريطانيا جعلت من سعد زغلول بطلا ليقودوا الشعب المصري خلفه …
و لكن أعتقد و أتمنى أن تكون الشعوب العربية نضجت فكريا و سياسيا فقد حيك حولها من المؤمرات على مدى 200 عام ما يكفي …
فأتمنى أن تكون قد اكتسبت الوعي الكافي لصد أي مؤمرات تحاك عليها …
و قد علمت قبل فترة أن المخطط الصهيوني الجديد للعالم العربي هو أن تجعله وطنا بلا حكام ، أي شعوب و قبائل و هذا يخدم مصلحتهم بالتأكيد و أسأل الله أن يجعل كيدهم في نحرهم
@عمر خليل البشيتي, نعم عمر، الآن بدأت ألتمس نضوجك السياسي البعيد عن العاطفة، وأتوقع لك بإذن الله مستقبلاً باهراً في هذا العلم.
لم أقرأ الكتاب ولكني قرأت ما يرادفه من أبحاث ودراسات تتكلم عن منهجية صناعة الزعيم في دول العالم الثالث وعلى رأسها الدول العربية، وهذا ما قصدته بالضبط في مقالاتي، والآن السياسة الجديدة هي صنع رموز شابة قريبة على قلوب رأي العام العربي، يتم من خلالها إختراق المجتمعات العربية والسيطرة عليها بكل قوة.
إنتظر مقالتي الليلة … والتي سأتكلم فيها عن حقيقة الوضع الحالي والجيش، ودور الرموز الشبابية في خدمة الثورات الحالية … طبعاً من منظوري الخاص ومتابعاتي المستقلة.
كل التوفيق.