يحزنني كثيراً ويدمي قلبي تهكم بعض الإخوة العرب بأهل فلسطين بسبب الإنشقاقات المتتالية في البيت الفلسطيني وأبناء الصف الواحد، دائماً ما كانوا ومازالوا يُعيبون علينا الفتنة المشتعلة بين فتح وحماس وغيرهم، بالمقابل، كنت دائماً ما أحاول شرح نظرية الطرف الثالث وكيف يمكنها أن تُشعل فتنة دموية بين أبناء الشعب الواحد دون أن نشعر، ولكن العرب لا يفهون إلاَّ بالتجربة، والأسوأ من ذلك أنهم كانوا دائماً يؤكدون أنَّ هذا الخلل موجود فقط في أهل فلسطين وأنهم هم وحدهم من يُثيرون الفتن، وبذلك نظفوا أيدي اليهود وأعوانهم من دماء الجريمة وكل ما يدور حولها.
أنا لا أشمت بالبلدان العربية التي تشتعل فيها نار الفتنة … معاذ الله، ولكني أسألهم … هل علمتم الآن ما هي الفتنة؟ هل عذرتم أهل فلسطين؟
عزيزي القارئ، الفتنة إذا دخلت أرضاً لا تخرج منها إلى ما شاء الله … أو قل إلى يوم الدين، الفتنة بطبيعتها أكبر وأعمق مما يتخيله الفكر السطحي للشعوب المسكينة، الفتنة تضرب جذورها في سابع أرض بسرعة الضوء، ألا ترى كيف عصفت الفتنة بالدولة الإسلامية منذ مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ولم تخرج من بيننا إلى يومنا هذا؟؟
أعاذ الله بلاد المسلمين من الفتن، ويا حبذا أن نتعلم كفَّ ألسنتنا عن إخوتنا قبل أن نقع في نفس المأزق.