لم يُخبرونا..

|

حسين يونس

لم يُخبرونا في صِغَرِنا عمَّا نحتاجهُ في حياتنا لعبورِ البحر..

لم يُعلِّمونا الحقيقةَ الغائبةَ وراءَ نحتِ الصخر..

لم يُثبِّتوا فينا ركائزَ السعادةِ ولا بذورَ الأملِ لرؤيةِ الفجر..

أرادوا حمايتنا من لصوصِ الحي.. فتركونا فريسةً للصوصِ الْبَيْتِ.. تلفازٌ وأخبارٌ ونشراتُ غدر..

علَّمونا أنَّ جاهليةَ قريشٍ قد انتهت.. ولم ينتبهوا أنها متجذِّرةٌ في أحشائهم من ظهرٍ إلى ظهر..

مدارسٌ تُؤهِّلُ الحمقى.. وجامعاتٌ تختمُ على جِباهنا صُكوكَ الفقر..

فلا البيوتُ ولا الشركاتُ ولا الملابسُ ولا المركباتُ تَجلبُ لنا تذكرةَ العبورِ للضِفةِ الأخرى.. فكلها وإن أعجبتنا نُذُرُ خُسْر..

لا أدري إن كانوا يعلمونَ أم مازالوا يجهلون.. أنهم قادةُ الخرابِ وأصلُ الشر..

فلا المعجزاتُ تُسعِفنا.. ولا تِلاوةُ الآياتِ تَجبرُ الكسر..

وقد يَكُونُ العبورُ أبسطَ مما تعلَّمنا.. لو فهمنا أنَّ مع العُسرِ يُسر..

فلا أجملَ مِن سكينةٍ داخلَ كهفٍ مُظلمٍ.. مادُمتَ في صحبةِ حبيبٍ يضُمُّكَ إلى صدرهِ.. وإن كنتَ صِفر!

أضف تعليق