الطفل.. هو الهِبَة الربَّانية التي تحمل في ذاتها روح الله النقية.. الفرصة الجديدة لهذا الكون كي يُكفِّر عن خطاياه الكثيرة..
يأتي ذلك الطفل إلى الدنيا المُزدحمة من دون أجندة مُسبَقة أو خفيَّة.. من دون نوايا خبيثة..
يأتي نقياً كنقاء اللوحة البيضاء.. مُستسلماً لنا.. علنا نرسم فيه صورة جميلة..
يأتي من عالم السكون يحمل لنا الأمل.. الأمل بغدٍ أفضل.. ذلك الغد البعيد.. الذي يزداد بُعداً كلما اقتربنا منه..
لكن غالباً ما يفشل المجتمع برمَّته في الحفاظ على نقاء تلك الروح.. يفشل في استغلال تلك الفرصة الجديدة.. وتستمر خسارة الفرصة تلو الفرصة..
قد نفشل لأننا لا نعي أنَّ تلك الروح النقية فرصة.. فرصة لا نُحسن توظيفها..
وقد نفشل لأننا لا نحمل في أنفسنا أي جمال يمكننا رسمه في تلك اللوحة..
وقد نفشل لأننا نحمل في أنفسنا ألم مَن سبقنا.. ومَن سبقنا يحمل في نفسه ألم مَن سبقه.. نتاجٌ بعضه من بعض.. والسلسلة مستمرة..
لا ينجح في هذه المهمة الصعبة إلاَّ مَن يجرؤ على قطع السلسلة.. في تلك اللحظة فقط.. سيقترب الغد الأفضل رويداً رويداً ليكشف لنا عن نفسه من بين الركام..
وقتها.. سنكون قمنا بجزء يسير من مهامنا المُوكلة إلينا.. مهمة الحفاظ على روح الله نقية!