أحببت أن ألجأ إلى التويتر للكتابة لأكثر من سبب، الأول.. لأُنشِّط الحساب الذي هجرته منذ سنوات وصببت كل جهدي في حساباتي على الفيسبوك، والثاني.. أنَّ التويتر وسيلة رائعة لإجبار الكاتب على الكلام المُرَكَّز، من خلال صياغة التغريدة باختصار مفيد من خير ما قل ودل من الكلم والمعنى.
سأكتب تحت هاشتاق (#هل_من_حل) تغريدات لخواطر تجول في نفسي حول الحيرة التي يواجهها العربي المسلم بحثاً عن الإستقرار بين شرق العالم وغربه. وأسأل الله أن أوفق في هذه التجربة والتي سأحرص ألاَّ تكون طويلة في نصها أو مملة، سأكتفي بـ ٢٠ تغريدة في كل مرة.
- سيبقى هذا السؤال الأبدي يُؤرق الطامحين الذين خرجوا من زنزانة مجتمعاتهم بحثاً عن ذاتهم البشرية، لكنهم عندما خرجوا.. زادت حيرتهم!
- أنا شخصياً.. واحد من أولئك الحائرين، الذين لم يُسعفهم الإنتقال خارج الوطن أو البقاء داخله، فكما للبقاء ألم.. للهجرة ألم كذلك!
- قد يكون المهجر قاس لبعض الناس.. وقد يكون الخلاص للبعض الآخر، وتبقى تجارب البشر مختلفة ولا يمكن تعميم وصفة ثابتة تُرضي الجميع.
- أكثر ما يزيد حيرة العربي المسلم في هذا الزمان، تضارب المبادئ مع المصالح، حتى أصبحنا لا نعلم ما هو الطريق الصحيح وما هي مصالحنا.
- المعادلة كما هي منذ قديم الزمان (كل شيء له ثمن!) لكن اليوم بات الثمن باهظاً، ولم يعد الزمان متسامحاً معنا كما كان مع أسلافنا.
- أدركت اليوم أنه لابد من دفع ثمن للحصول على حل يناسبني، والحيرة تزداد كلما اقترب وقت تقرير المصير، فقد يكون الحساب عسير!
- بالمقابل، سيكون الثمن مُضاعفاً لو أخطأت الإختيار، فأكثر ما لا ننتبه له هو سرعة انقضاء العمر دون أن نشعر، والتأجيل سيقود للفشل!
- أهم الأمور التي يحتاجها الإنسان للنجاح، هو الشعور بالأمن الإجتماعي، فالأمن المالي وحده لا يكفي! وغياب الأولى يقود إلى الكآبة.
- كنت أعتقد أنه من خلال الهجرة إلى العالم الأول سأحصل على نوع من الأمن الإجتماعي بعيداً عن مشاكل الشرق، وسرعان ما اكتشفت خطئي!
- إكتشفت خلال هجرتي أنه لا يوجد في العالم فكرة سخيفة أكثر من تلك التي يحملها المهاجر في رأسه حول حلم الإستيطان في بلد غريب!
- مَن كان يعتقد بأنه يمكنه أن يُصبح جزءاً من منظومة غريبة.. بغض النظر عربية أم أعجمية، من دون أن ينصهر ويصبح مثلهم.. واهم جداً!
- إن كنت ستحافظ على مبادئك التي تُخالف المجتمع الذي تنوي الإستيطان فيه، فستبقى غريباً أبد الدهر مهما بررت أنك سعيد.. فستبقى غريب.
- مهما بذلت من جهود للإندماج في المهجر، ومهما كنت منفتحاً ومتسامحاً.. ستبقى غريباً، وقد تحصل على مواطنة ولكنك لن تحصل على وطن!
- لن تحصل على وطن بين الغرباء ليس لعيب فيهم، لكن لأنها طبيعة البشر! فهم يحبون الذين يشبهونهم في أفكارهم وأشكالهم وهذه هي الفطرة.
- الأكثر سخافة من فكرة الإندماح في مجتمع غريب، هو العودة إلى وطن يؤمن أهله بنفس المبادئ التي تؤمن بها، لكنهم لا يُطبقونها أبداً.
- باعتقادي أنه يوجد حل لتلك المتاهات التي يُعاني منها اليوم العربي المسلم، لكنها حلول جزئية ذات أشكال مختلفة ومتقاطعة فيما بينها.
- أهم تلك الحلول هو ضبط الحماس والإتزان في النظر إلى الأمور قدر المستطاع، وهذه من أكثر الخصل المهمة التي كنت أفتقدها في حياتي!
- ضبط الحماس والإتزان سيمنح عقل العربي القدرة على الإنتباه إلى جوهر الأمور قبل ظاهرها، الأمر الذي سيعينه على اتخاذ قرارت جيدة.
- لو تروينا في حكمنا على ما نراه من أمور ومواقف وأشخاص، قد نستطيع تجاوز صعوبة الزمان والمكان، سواء في الوطن أو المهجر.
- قد يكون الهدوء أشد ما نحتاج إليه اليوم لرؤية ما غاب عنا من حلول في خضم الإزعاج المجتمعي الذي أصبح لا يُطاق! لابد من التروي.
#هل_من_حل؟ بالتأكيد.. وللحديث بقية!
لمتابعة الكاتب على التويتر: @HusseinYounes
أتفق معك تماما في وجهة نظرك والتي سردتها في إحدى مدوناتك السابقه بالفعل دائما ماننظر للهجره وكأنما ننتقل الى مكان يشبه الجنه خاليه من مصاعب الحياة وهذا مايجعلنا في صدمه من الواقع المختلف وهذا ماعرفته من خلالك وبعض الأحاديث من الأشخاص ، جزيل الشكر على ماتطرحه خصوصا فيما يتعلق بكندا منذ فتره أبحث عن معلومات تتعلق بالحياة في كندا ولكن غالبا ما أجد مواضيع وفديوهات تقتصر باللجوء والدراسه فقط ، أتمنى أن تستمر في طرح هذه المواضيع لتعم الفائده..
سؤال/مارأيك بلجوء الفتيات للحصول على الجواز والجنسيه الكنديه؟