إرهاب عربي ضد الحرية في كندا

|

حسين يونس

منذ ٦ سنوات عندما بدأت الكتابة عن تجربتي في كندا، ذكرت في إحدى المقالات المقولة التالية: (إن لم أمارس في كندا حريتي الفكرية والدينية.. فباطن الأرض أولى بي من ظاهرها!)، وهذا بالضبط ما حاولت ممارسته تحت مظلة الدستور الكندي الذي كفل لنا جميعاً بشتى دياناتنا وأعراقنا حرية الفكر والمعتقد.

وعلى الرغم من وجود هذه المساحة الكبيرة في الغرب لاحتوائنا جميعاً، تجد مَن يُنكر عليك ممارستك لتلك الحقوق المقدسة فور سماعه نصوصاً إسلامية، ويخترق عليك مساحتك الحرة محاولاً اسكاتك بحجة الدعوة إلى الوحدة والسلام، بل ويقولونها صراحة وبكل وقاحة.. من أنَّ الكلام عن الإسلام والكفر والإيمان يُفرِّق بين الناس ولا يجمعهم!

المضحك أنَّ هؤلاء الذين يطلبون مني أن أتوقف عن الخوض في الأحاديث الدينية حتى لا تحدث فرقة بين العرب، لم يحاولوا التصدي للكلاب المسعورة (حاشاكم الله) من جماعتهم الذين تعدوا علينا جميعاً يوم نشرت قصة ابنتي «نور» عندما امتنعت عن تشبيك أصابعها على هيئة صليب وهي على مسرح المدرسة، واتهمونا بالعنصرية والتطرف ومارسوا علينا الإرهاب الفكري.. فقط لأننا نمارس عقيدة التوحيد.. حتى أنهم شتموا الله ورسوله.

واُشهد الله أنَّ المسلمين وقتها لم يتفوهوا بكلمة سوء عليهم، وعلى الرغم من شناعة الموقف.. ساند هؤلاء الذين يطالبونني بالسكوت الذين نالوا منا ومن ديننا، وأظهروا الدهشة (مجتمعين) لأننا مازلنا معتزين بعقيدة التوحيد في بلد مثل كندا.

سبحان الله.. عندما بدأت الكتابة، لم يكن هدفي التركيز على الأمور الإسلامية، ولكن عندما رأيت مدى الحقد الذي يمارسونه ضدنا.. لم أجد بُداً سوى التصدي لهم! فهم الذين دفعوني دفعاً للعودة للإسلام ونشره بين الناس حتى لا يقع المسلمون في فخهم وهم لا يشعرون.

وأعتقد أنهم لو تركوني وشأني.. من المحتمل أنَّ تكون كتاباتي مازات في نفس الخط بعيداً عن الأمور الدينية، ولكن سبحان مَن سخَّر لي هؤلاء السفهاء لأعود إلى كتاب الله بقوة.. فشكراً لهم!

منذ مدة توقفت عن نشر كتاباتي في الصفحات والمجموعات الأخرى على الفيسبوك، وذلك إحتراماً لقوانين بعض تلك الصفحات التي لا ترغب من الأعضاء الخوض في القضايا الدينية، إضافة لإحترام مشاعر غير المسلمين الذين يشعرون بإهانة عندما يرون المسلم يعتز بدينه وينشره بين الناس، وآثرت البقاء هنا في محرابي الفكري.. أنا ومَن يرغب بالقراءة والاستماع لي.

فإن كانت أفكاري لا تعجبك.. فأرجو أن تغادر بصمت.. مع حفظ كامل الحق لك في الحوار والنقاش وعدم الإتفاق مع الأفكار.. شريطة أن يكون نقاشاً محترماً ومهذباً.. وإلاَّ فمصيرك في القائمة السوداء (البلوك)، والتي عدت للعمل بها بناءًا على طلب الأغلبية الذين ضايقهم قذارة المناوئين لله ورسوله، فهؤلاء لا تنفع معهم أي الديمقراطية لأنهم لا يستحقونها.

كما أني لا أمنع أحد من حرية التعبير.. بالمقابل لا أسمح لأحد بسلب تلك الحرية مني، فمجال الحرية مفتوح للجميع.. حتى الذين كتبوا نصوصاً من الإنجيل في صفحتي.. لم أحذفها وأبقيتها للناس، فمن أراد أن يغير دينه ويؤمن بها.. هنيئاً له ذلك، فنحن المسلمون لا نخشى من أي نصوص لأي عقيدة أخرى على وجه الأرض، فالحمدلله لنا دين نعتز به كثيراً ونثق به ثقة كبيرة، ولا يضايقنا ممارسة الآخرين لطقوسهم وشعائرهم ولا نتحسس من ذلك {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.

الهدف من هذا المنشور هو توضيح اتجاهي القادم بكل شفافية.. فمرحباً بكم جميعاً مسلمين وغير مسلمين.. ففي كندا مساحة للجميع مهما كانت عقائدنا وأفكارنا مختلفة، فإن اختلفنا في العقائد.. فيمكننا أن نتفق في الأخلاق والتجارة والسياسة والطب والتعليم والإقتصاد وغيرها من شتى مجالات الحياة، فلا يستخفنَّ بعقولكم شياطين الإنس والجن الذين يُجاهرون بكل شيء.. وعندما يأتي الأمر إلى الإسلام.. يحاولون طمسه بأي طريقة ممكنة.

ختاماً.. أرجو أن تعذروني على صراحتي، ولكن لو أردنا ممارسة الدبلوماسية في الأمور العقائدية.. فيوماً ما سيكون مصير ذريتنا التي أتينا بها إلى هذه البلاد.. كمصير مسلمي الروهينجا في ميانمار (بورما) لا سمح الله.. ووقتها.. ستكون هذه أكبر جريمة مارسناها في حقهم.. وأنتم أعلم بأمور بيوتكم وصعوبة الحفاظ عليها قائمة في هذا الزمن الصعب جداً.

أسأل الله العلي القدير أن يحفظ عليكم دينكم وبيوتكم عامرة بذكر الله.

أضف تعليق