الكتابة

فهل سيكترثون لكلامي؟

سألته: لماذا أنت مهم، على الرغم أنك لست بكثير من العلم مُلِم؟ فقال: الناس مفتونة بالكثرة، وهذا ما حظيت به رغم ركاكة الفكرة! فقلت: وكيف بك لو جالست أصحاب الفكر والتنظير، وتفاجؤوا بفراغك الكبير؟ قال: أنفخ في كل فكرة، لأجعل لها في الثقافة بذرة، ولو فُضِحَ أمري.. أجادل، ولو خسرت الحوار.. أُسلِّط عليهم أتباعي ليُخرسوهم، بتغريدة أو كلمة. وختم قائلاً: يا صديقي إنه زمن الكثرة.. وهنا مَربَط الفَرَس والعبرة. هذا بالضبط ما جعلني أعيد حساباتي عندما أخاطب العامة، فالناس لا تحب مَن يقول لها الحقيقة، بل تُحب مَن يُكثِر الكلام حتى وإن كان فارغاً.. سألني بعض الأحبة: لماذا مقالاتك قليلة …

أكمل القراءة

تباً لها من حياة لا نفهمها

تباً لها من حياة لا نفهمها!

على الرغم من عصبيتي الأزلية، إلاَّ أني أصبحت أميل في الآونة الأخيرة إلى الهدوء كثيراً، خصوصاً عندما تخطيت الأربعين، بل أصبحت أنفر من الأماكن التي يشوبها الضجيج من خلال سماعات الجوَّال التي تعزف في أذني ما تهوى روحي من الموسيقى، كما أصبحت أجتنب النقاشات الحادة التي تعلو فيها الأصوات.. وكأنَّ روحي أصحبت لا تحتمل! أيضاً أصبحت أجتنب السجال والجدال، وعندما يُقال لي: (حاول أن تُقنع فلان) أقول لهم: (الله يجعله ما اقتنع!)، فلم يعد يُهمني أن يقتنع الناس برأيي، أقوله مرة.. وهم بعد ذلك أحرار بالأخذ به أو الإعراض عنه. بسبب طبيعة حياتي الأُسَرية التي أُركِّز فيها على التربية أكثر …

أكمل القراءة

لماذا يُنكرون؟

لماذا يُنكرون؟

في مقابلة تلفزيونية، يقول الروائي الليبي «إبراهيم الكُوني» في خِضَم حديثه عن مسيرته الحياتية وتحدياتها: (إذا كان المسيح يقول ”لا كرامة لنبي في وطنه“ فإنني أضيف وأقول ”لا كرامة لنبي في زمنه“)، وكأنه يريد أن يؤكد على أنَّ التقدير دائماً ما يأتي مِمَن هو بعيد عنك أو لا يعيش زمانك. وأضاف «الكُوني» في نفس المقابلة: (أقل مَن يقرأني هو القارئ العربي، وأقل من القارئ العربي هو القارئ الليبي، وأقل من القارئ الليبي هم أبناء جلدتي الطوارق! وللمفارقة، أكثر مَن يقرأني هم الأوروبيون والآسياويون والعالم الخارجي!). يقول «طرفة بن العبد» في مُعلَّقته: وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً :: عَلَى المَرْءِ مِنْ …

أكمل القراءة

مدونات الجزيرة .. أمل أم ألم؟

مدونات الجزيرة .. أمل أم ألم؟

ليس الهدف من هذا المقال (كما يُقال بالخليجي) رفع العقال أو الإنقاص من قدر الرجال، إنما الهدف هو تسليط الضوء على قضية مهمة من وجهة نظر كاتب يطمح في نيل فرصته من خلال منافسة عادلة بعيدة عن المحاباة والفوضى الإدارية، فعلى الرغم من تحديات البيروقراطية، مازال التفاؤل يشع من وجداني أملاً في الإرتقاء بالفكرة العربية، من دون تكرار مُمِل أو حشو مُخِل يقودنا إلى ألم .. يجف بسببه حبر القلم. قصتي مع منصات التدوين العربية، هي كقصة عربي يقف على باب السفارات الأجنبية، أملاً في نيل تأشيرة إنتقالية إلى حياة آدمية، فبعد جهد وطول إنتظار، واحدة تمنح ومائة ترفض، لتبقى …

أكمل القراءة

لماذا أكتب؟

لماذا أكتب؟

في بعض الأحيان ينتابني شعور قوي بضرورة التوقف عن الكتابة والاكتفاء بوظيفتي وعائلتي الصغيرة كأي إنسان عادي ينتظر راتب نهاية الشهر، وأسأل نفسي … لماذا كل هذا الجهد والإرهاق والقلق؟ أليس من الأفضل أن أصبح كغيري … فقط أفكر بأسرتي وعملي وشراء منزل والتخطيط لإجازتي السنوية ومتابعة مسلسلات الفضائيات وبرامجها؟ ما الذي يجعلني أقوم بما أقوم به اليوم من دون مقابل مادي؟ لماذا التفكير خارج نطاق المنزل؟ مالي ومال المجتمع؟ هل فعلاً لدي من القدرة ما يؤهلني للمساهمة في تطويره؟ هل يمكن لي بناء منهجيات تطوير إجتماعية حديثة تواكب جيل الأمة الجديد وعقله الفريد؟ في كل مرة يأتيني هذا الصراع …

أكمل القراءة