صحبة

إيَّاك وصحبة الحاسد

إحذر صحبة الحاسد، الذي كلما عَلِم من أمر الناس خيراً، ألقى بنفسه عليهم متطفلاً ومُلحَّاً حتى يُشاركهم في أمرهم وأرزاقهم، وإذا أعتذر الناس.. غضب وحَنَق، ذلك هو الحاسد. لا يملك من الأَنَفَة حظَّاً ليَصون كرامته، المال وما عند الغير هَمُّه وغايته، واعلم أنَّ صُحبته مُؤذية ومُمرضة وقد تكون مُمِيتة، فهو لا يُحب الخير لأحد، ودائماً ما يحمل الحَسَدَ في داخله كالسُّم الزُعاف. قابلت في حياتي الكثير منهم، وقد كانوا أصدقاء منذ سنين أو من ذوي القُربى، واحتملت وجودهم في حياتي خجلاً، ولكن الخير وكل الخير كان في اجتنابهم وقطع كل صِلَة بهم، إذ لا يُرجى منهم أيُّ خير البتَّة. من …

أكمل القراءة

ثقافة السعادة

على الرغم من اشتياقي كثيراً للكتابة التي انشغلت عنها بسبب عملي، إلاَّ أني أيضاً أصبحت أميل إلى الكتابة القصيرة المختصرة التي يمكن من خلالها إيصال الفكرة على مبدأ (ما قلَّ ودلَّ)، وفي بالي الكثير لأكتبه عن السعادة وثقافتها التي نبحث عنها جميعاً، خصوصاً تلك المقرونة بالسفر وتغيير المكان، إلاَّ أني آثرت اختصار المقال قدر المستطاع حتى لا أطيل كي تبقوا في سعادة خلال القراءة. دعوني أخبركم كم هو جميل أن يسافر الإنسان بعيداً عن حياته التي تعب في صناعتها واعتاد عليها، لكن الأجمل أن يسافر بعيداً من دون التخلي عنها، ففي السفر يحدث التغيير الذي نحتاجه بعيداً عن الروتين اليومي، …

أكمل القراءة

إحذر صحبة الحمقى

إحذر صحبة الحمقى

كنت أقرأ في القديم ما كتبه ابن الجوزي في كتابه (أخبار الحمقى والمغفلين) لأوصاف أشكالهم وكلامهم وغيرها من الأمور التي تدل على حماقتهم من وجهة نظره رحمه الله ومجتمعه في ذلك الزمان، وكنت أتناول قصصهم ومواقفهم وأتساءل في نفسي مستغرباً: (هل يُعقل أن يكتب ابن الجوزي مثل هذا الكتاب؟ هل إنتهى العلم في زمانه حتى يتفرغ لمثل هذا؟ أم هو ترف التأليف؟)، وبقيت مستغرباً حتى بدأت أشعر بحرارة قربهم مني، وبدأت أميِّز كلامهم وتعليقاتهم وأفكارهم وطرق تناولهم للمواضيع وغيرها من الأمور التي لا تستحق من الإنسان مجرد التعثر بها عدى عن أن يطرحها في نقاش عام. الشاهد أني أدركت فيما بعد …

أكمل القراءة