مجتمع

هل يصنع الإنسان قدَرَه؟

هل يصنع الإنسان قدَرَه؟

(القسمة والنصيب) و (القضاء والقَدَر) مصطلحات مشهورة على ألسن الناس لا ينقضي يوم من دون ترديدها، فعلى الرغم من عظمة تلك المُسميات، إلاَّ أنها دائماً ما تأتي في سياق سلبي حتى أصبحت أغنية البائسين، فوفقاً لثقافة المجتمعات الإسلامية جميع تلك المصطلحات تؤدي إلى فهم واحد … الإكراه والإجبار وإنعدام الإختيار، فكلما فشل إنسان في أمر ما، عزاه إلى القسمة والنصيب والقضاء والقدر، غير آبه بتكليف عقله مهمة التفكير في أسباب ذلك الفشل، الأمر الذي يؤدى إلى تكراره في كل محاولة جديدة، إلى أن ينجح – صدفة – بسبب ما، فيعزو ذلك النجاح إلى مصطلح آخر … (الحظ!)، المصطلح الذي لا …

أكمل القراءة

أعراف فوق الإسلام

أعراف فوق الإسلام

في تسعينيات القرن الماضي، وبرفقة شقيقتي «مها يونس» المُقيمة حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، حضرت ندوة ثقافية في العاصمة الأردنية عمَّان لنقاش (قانون الشرف) المُجحف والمثير للجدل وأثره على المجتمع، وعندما دعتني مها لتلك الندوة، كانت وقتها ناشطة في منظمة العفو الدولية في العاصمة عمَّان، وفي الحقيقة لم أكن مهتماً كثيراً لحضور هذه الندوة لأني شعرت بأنَّ الأمر لا يعنيني كثيراً، ولكني ذهبت واستمعت إلى النقاش، وشدَّ انتباهي كلمة قالتها المحامية «أسمى خضر» الناشطة أنذاك في مجال حقوق المرأة والتي كانت إحدى الضيوف فقالت: (تُقتَل الأنثى في دولة مدنية ومُتحضرة مثل الأردن بسبب إرتكابها لجريمة الزنا، على الرغم من أنها …

أكمل القراءة

عظمة أنثى

عظمة أنثى

«بن فاونتين – Ben Fountain» محامي من ولاية تكساس الأمريكية، أدرك خلال مسيرته المهنية في عالم القانون أنه لا يحب عمله، وعلى الرغم من تفوقه في مجاله إلاَّ أنه عشق الكتابة وتمنى أن يكون كاتباً متفرغاً يوماً ما، وكان في كل ليلة بعد الإنتهاء من عمله يجلس لكتابة قصته الأولى، ولكنه دائماً ما كان منهكاً ويشعر بالتعب، فلم يستطع إكمال الكتابة على الإطلاق من شدة الإرهاق، فقرر أن يترك وظيفته ويتفرَّغ للكتابة. في ذلك الوقت لم يكن فاونتين أعزباً خالٍ من المسؤوليات، بل كان لديه عائلة مكوَّنة من زوجة وطفل رضيع، والحياة في الغرب لها من المسؤوليات ما الله به …

أكمل القراءة

رضيت الحياة من دون محمد

رضيت الحياة من دون محمد

خلال فترة الجامعة، اخترت لنفسي كنية (أبو محمد)، وقطعت على نفسي عهداً أن أُسمِّى أول طفل (ذكر) يَهبه الله لي بـ «محمد»، تيمُناً برسول الله أفضل الخلق ﷺ. ومنذ ذلك الوقت وإلى أن أسَّست عائلتي وأنا أُكنَّى بأبي محمد. لكن الله سبحانه وتعالى العظيم في شأنه والحكيم في عطاءه لم يشأ أن يهب لي محمداً، وعوضاً عنه وهبني (مريم إبنة عمران)، و(خديجة بنت خويلد) و (نور السموات والأرض)، فقررت أن أمُتِّع نفسي بما وهبني ربي، وغيَّرت كنيتي إلى أبي مريم، فأنا فكرياً أنتمي إلى المدرسة الواقعية، وأرفض الحياة الخيالية التي تحرمني من فرصة التمتع بالواقع، فلماذا أحيا في مُخيِّلتي حياة …

أكمل القراءة

دماغ وديكتاتور وأمة

دماغ وديكتاتور وأمة

منذ أيام قمت بقراءة بعض المعلومات عن الدماغ وطريقة عمله في إدارة الجسم، وعلمت أنَّ الدماغ البشري هو العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي يفتقر الأعصاب على الرغم من أنه يُدير القيادة المركزية للجهاز العصبي المركزي، هذا ببساطة يعني أنَّ الدماغ لا يشعر بالألم، ولا أدري لماذا ذكرتني هذه الحقيقة العلمية بالقادة الديكتاتوريين، أولئك الذين يحكمون في حظائرهم بشراً رغم افتقارهم إلى الحس البشري … تماماً كما يفتقر الدماغ للأعصاب، أضف إلى أنَّ الدماغ يستهلك الجزء الأكبر من الطاقة التي يتم إنشاؤها في جسم الإنسان … تماماً كاستهلاك الديكتاتور لموارد شعبه وطاقاتهم. كما يتمتع الدماغ بعدد مهول من الخلايا العصبية …

أكمل القراءة

إعادة ثقة

في إستطلاع على الفيسبوك اليوم، سألت المتابعين الأفاضل إن كان يجب الإصغاء إلى النصيحة التي أسديت إليَّ بضرورة التخفيف من الكتابة الفكرية، والبدء بالكتابة الترفيهية من أجل زيادة عدد المتابعين، وعندما أقول ترفيهية آقصد الهابط منها والركيك في المحتوى والمعنى، وتساءلت إن كان فعلاً هذا ما يُفضله العرب. فمن ضمن القضايا التي تهمني اليوم هو محاولة فهم النظرة التي يحملها العربي في عقله عن نفسه وعن أمته العريقة، هل هذه حقيقة العرب؟ هل ما يُشاع عنهم صحيح؟ ردة فعل القرَّاء كانت إيجابية بكل المقاييس ولم أستغربها على الإطلاق، فإن كان بيننا فئة متدنية (وهي موجودة بلا شك) هذا لا يعني …

أكمل القراءة

مشكلتنا مع مَن نقل التاريخ

قد تكون من أهم مشكلاتنا اليوم مع مَن يُعلِّمون الناس التاريخ الإسلامي.. أنهم لا ينقلون للعامة سوى المواقف الملائكية للمجتمع آنذاك.. فرسموا لنا صورة مجتمع لا يُخطئ! وقد تستغرب عندما تعلم أنَّ «عمر بن الخطاب» أدار ظهره لـ «أبي بكر الصديق» في حالة غضب، ومشى إلى بيته.. وعندما لحقه الصديق عند بابه.. أغلق عمر الباب في وجهه من شدة الغضب! وهذا كله كان في حضرة النبي عليه الصلاة والسلام. الدراسات الاجتماعية تشير إلى أنَّ البشر يميلون لاتباع قدوات تخطئ.. وينفرون من أولئك المثاليون الذين لا يخطؤون.. ولا يشاركون الناس خبراتهم في التعامل مع الخطأ أو الفشل.. ولعل هذا يفسر لنا …

أكمل القراءة