الحلقة الثانية – الحجر المنزلي

|

حسين يونس

لم يكن سهلاً على سارة استيعاب التغيير الكبير الذي طرأ على حياتها من دون استئذان، ففي ليلة وضحاها انقلب كل شيء رأساً على عقب فعليها التأقلم مع الوضع الجديد من دون تمهيد، وبات لزاماً عليها مواجهة الكثير من القضايا الاجتماعية التي كانت تؤرِّقها، وكم هو صعب أن يُجبرك القَدَر على مواجهة أمور كنت تتجنبها طيلة حياتك!

في تلك الليلة.. أُغلِقَ باب المنزل على الأسرة بأكملها إلى أجل غير مُسمَّى، لم يغمض لها جفن وهي تفكِّر كيف ستُدير حياتها خلال هذه الفترة، شعرت سارة أنها فقدت خصوصيتها التي كانت تتمتع بها لبضع ساعات خلال اليوم، فقد كانت مُتَنفساً لها لممارسة ما تحب والتواصل مع مَن تحب من دون تعكير، (يبدو أنَّ النِعَم – فعلاً – لا تدوم ولا نشعر بقيمتها إلاَّ لحظة فقدانها) قالت سارة في نفسها.

لكن هل هذا هو كل ما كان يؤرِّق سارة.. فقدان خصوصيتها لبضع ساعات خلال اليوم؟ سؤال مهم لم تكن سارة تقوى على مصارحة نفسها به!

قاربت الساعة مُنتَصف الليل عندما ذهبت سارة إلى النوم وهي في قمة الإرهاق والتعب الذي على ما يبدو أنَّ سببه نفسي أكثر من يكون جسدياً، فهي لم تقم بأي أعمال ولم تدخل المطبخ والبيت تعمه الفوضى، لكنه يوم من تلك الأيام التي تذهب فيها طاقاتنا من دون أن نقوم بأي جهد جسدي.

أغمضت جفنها على أمل أن تقوم في اليوم التالي بترتيب حياتها للفترة المقبلة، كانت تعلم سارة أنَّ التحدي الأكبر هو قدرتها على إدارة خالد الذي تراه صعب المِراس، التفتت إليه وهو يغط في النوم وقالت (أعانني الله وصبَّرني على ما هو قادم!).

في صباح اليوم التالي استيقظت سارة على رائحة تكرهها.. كانت تغزو المنزل حتى وصلت إلى غرفة نومها، وبينما كانت مُستلقية تفرك عينيها، نظرت إلى السقف وهي تتثاءب وقد تعكَّر مزاجها قبل أن تبدأ يومها وقالت (حسبي الله ونعم الوكيل!).

قامت بعد ذلك لترى خالد يجلس على الشرفة يُدخِّن النرجيلة..

سارة: صباح الخير، يبدو أنَّ مزاجك جيد اليوم..
خالد: نعم حتى هذه اللحظة.. وأتمنى أن يستمر!
سارة: وما الذي سيُعكِّر صفوه؟
خالد: تعليقاتك التي ليس لها داعي..
سارة: شكراً على ذوقك.. سأقوم لأتفقد الأولاد، هل تريد أن أعمل لك شيء؟
خالد: فنجان قهوة
سارة: أمريكية؟
خالدة: تركية.. في الفنجان الكبير
سارة: تشرب الكثير من القهوة التركية وبكميات كبيرة، ألا تخشى على صحتك؟
خالد: الصحة تتدهور من النكد وليس من القهوة!
سارة: أنت حر بنفسك، سأحضر لك ما تريد.

دخلت سارة إلى المطبخ لتغلي القهوة وكان دمها يغلي أكثر منها بسبب طِبَاع خالد التي أصبحت تستصعب التعامل معها، وبعدما انتهت.. قدَّمت له القهوة وقالت له: من فضلك.. أغلق باب الشرفة حتى لا تؤذينا برائحة النرجيلة..
خالد: هناك أمور أخرى في الحياة تؤذي أكثر.. أغلقي الباب.

أغلقت سارة الباب ومعه فمها حتى لا يحتد النقاش وتعلو الأصوات. ذهبت لتتفقد الأولاد فوجدتهم جميعاً في سبات عميق، فتركتهم ينامون.. فالساعة لم تتجاوز الـ ٧ صباحاً.

حضَّرت لنفسها كوباً من القهوة وجلست في الصالة وحدها تتفقَّد رسائل الجوَّال وكانت كثيرة، فالناس أصبحوا يتناقلون كل ما يصلهم مهما كان الخبر، فكتبت رسالة لخلود لتطمئن عليها..

سارة: صباح الخيرات حبيبتي خلود، طمنيني عنك وعن الأولاد.. كيف الأحوال؟
لم ترد خلود على الرسالة، فقالت سارة: كعادتها.. مشغولة في أمور غير مهمة!

في تلك الأثناء استيقظت يارا – الابنة الثانية ذات الـ ١١ عاماً – وجلست بجانب أمها..
يارا: ماذا سنفعل اليوم؟
سارة: من اليوم فصاعداً سنبقى في المنزل إلى أن يزول الوباء.
يارا: لن يمكننا الذهاب إلى أي مكان؟
سارة: لا.
يارا: ولا حتى إلى المول؟ ماذا سنفعل طيلة اليوم في المنزل؟ سنكتئب!

بينما كان الحوار يدور، ردت خلود على رسالة سارة..
خلود: صباح النور حبيبي سارة، المعذرة تأخرت في الرد، فقد كنت في الخارج أنا وجمال نمارس رياضة المشي، وقد انتهينا للتو، نحن بخير ماذا عنكم؟
كانت تقرأ سارة الرسالة وتنظر إلى خالد بحسرة وخرطوم النارجيلة في فمه والدخان يخرج منه من دون توقف..
سارة: ما شاء الله، أحسنتِ يا خلود، الرياضة مهمة وأنت تعلمين كم أحبها، يا ليت خالد مثل جمال يهتم بصحته!
خلود: أكيد، خصوصاً في الأيام القادمة سنحتاج لتحريك أجسادنا كثيراً حتى نرفع مناعتنا لمواجهة أي مرض لا قدَّر الله، وأنت يا سارة قدوتي في الرياضة ودائماً أتعلم منك.
سارة: الله لا يحرمني منك ومن كلماتك الداعمة، اعتني بنفسك وتحياتي لجمال.
خلود: من دواعي سروري.. سلمي على خالد وجمعة مباركة لكم جميعاً.

وضعت خلود جوَّالها على الطاولة، وذهبت لتستحم كي تبدأ يومها، وكان جمال قد انتهى للتو من الاستحمام وذهب إلى المطبخ ليحضر القهوة وهو ينادي على أولاده التوأم ليستيقظوا، نتالي – ذات الـ ١٢ عاماً التي تكبر أخاها بخمس دقائق – ورامي..

جلس جمال مع نتالي ورامي في غرفة الجلوس وانضمت إليهم خلود..
نتالي: الخالة سارة متوترة من الحجر المنزلي، هذا ما يبدو من رسالة ياسمين لي على الواتساب.
خلود: ماذا قالت ياسمين؟
نتالي: ليست بمزاج جيد بسبب وجودهم جميعاً في المنزل وعلاقتها متوترة مع العم خالد.
جمال: كعادتهم.. دائماً في شجار.
خلود: نتالي.. هل ياسمين تبوح لك بمشاكل أسرتها الخاصة؟
نتالي: من فترة لأخرى أشعر أنها تختنق وتريد التكلم.. فأستمع لها.
خلود: لا حول ولا قوة إلاَّ بالله، إياكِ أن تبوحي لأحد بما تقوله لك ياسمين.. هل تفهمين ما أقول؟
نتالي: بالتأكيد لن أقوم بذلك، المهم ألاَّ تقوم ياسمين بذلك!
رامي: لقد سمعت بعض الزملاء في المدرسة يتحدثون عن مشاكل أهل ياسمين، هذا يعني أنها تتكلم كلما استمع إليها أحد!
خلود: جمال.. لماذا لا تتكلم مع خالد اليوم لتطمئن عليهم؟
جمال: هذه كانت نيتي، كلانا منشغل بالعمل، سأهاتفه اليوم بعد صلاة الجمعة بإذن الله.

انتهى خالد من نارجيلته وقهوته واستعد لصلاة الجمعة برفقة أحمد ومحمود وقبل أن يغادر سأل سارة..
خالد: ماذا بالنسبة لغداء اليوم؟ هل أشتري لكم طعاماً جاهزاً؟
سارة: سأجهز الغداء في المنزل، لا تأتي بشيء من الخارج في ظل هذه الظروف، أسلم لنا ولصحتنا.
غادر خالد وولديه إلى الصلاة، وبدأت سارة بتحضير طعام الغداء، أما ياسمين ويارا بدأتا بترتيب المنزل.

عندما اعتلى الخطيب المنبر، تفاجأ خالد أنَّ نصف المسجد كان فارغاً، فأخذ ينظر من حوله والذهول على مُحيَّاه، كان مندهشاً من خوف الناس من الوباء، وما زاد استغرابه أكثر.. أنَّ الخطبة لم تتجاوز الخمس دقائق، فغادر المسجد وهو يقول في نفسه (يا له من وضع مُحزن، وكأني أشهد علامة من علامات الساعة الكبرى!).

عاد جمال مع ابنه رامي إلى المنزل وكان يحمل في نفسه حزناً لا يقل عن حزن خالد إزاء فراغ المسجد..
خلود: لماذا وجهك مُتجهِّم هكذا؟
جمال: المسجد كان فارغاً والخطبة لم تتجاوز الخمس دقائق!
خلود: فعلاً شيء محزن، نسأل الله أن يرحمنا برحمته وألاَّ يطول هذا الإغلاق.
جمال: أتضوَّر جوعاً.
خلود: ربع ساعة والغداء سيكون جاهزاً.

تناول جمال جوَّاله وكتب رسالة لخالد: السلام عليكم أخي الحبيب، أتمنى أن تكون وأسرتك الكريمة بألف خير، هل ممكن أن أهاتفك بعد الغداء؟
رد خالد: وعليكم السلام أخي جمال، في حدود الثانية ظهراً سأكون مستعداً للمكالمة.
جمال: على بركة الله.

جلست عائلة جمال وخلود لتناول طعام الغداء، وكان يتخلل ذلل الغداء حديث مهم..
نتالي: هل يمكن أن أدعو صديقاتي إلى المنزل؟
خلود: نهائياً، فالوضع لا يسمح!
نتالي: لماذا؟ أنا لن أدعو أي صديقة مريضة؟
خلود: ومَن أين ستعلمين إن كانت حاملة لفايروس كورونا أم لا؟
نتالي: المصابة بالفايروس ستكون أعراض المرض ظاهرة عليها..
خلود: ليس بالضرورة..
نتالي: كيف؟!
جمال: يا نتالي.. ما تحاول أمك شرحه لك هو أنَّ الفايروس يمكن أن يكون في أجسامنا ونحن لا ندري، وبالتالي قد ننقله لغيرنا على الرغم من أننا لم نتأثر به، ولكن هذا لا يعني أنَّ غيرنا لن يتأثروا به.
رامي: هل هذا يعني يا أبي أنه من المُحتَمَل إصابتنا بالكورونا دون أن ندري؟!
جمال: بالتأكيد، وهنا تكمن خطورة الفايروس في انتشاره، لوجود نسبة من الناس حاملة له دون ظهور أي أعراض عليها.
نتالي: لا يمكنني حتى دعوة ياسمين إلى المنزل؟
خلود: نتالي.. في كل مرة أستمع إلى حديثك مع صديقاتك ومنشوراتك على السوشال الميديا أرى مدى نضجك مقارنة مع قريناتك، لا تجعليني أغير تلك النظرة!
رامي: أمي.. يبدو أنك تتحدثين عن بنت ثانية ليست نتالي!
نتالي: ثقيل الدم وغيور..
رامي: مما سأغار؟ أغار منك لأنك تريدين نشر المرض هاهاها.
جمال: سأترككم تُصدِّعون رأس أمكم، وسأذهب لمهاتفة عمكم خالد.

في تلك الأثناء كان يدور على طاولة غداء أسرة خالد وسارة حديثاً لا يقل أهمية عن الحديث الدائر عند أسرة جمال وخلود..

سارة: يجب علينا اليوم وضع خطة جديدة لحياتنا فيما يخص الطعام وحركة أجسادنا والدراسة عن بُعد وهكذا..
خالد: عملي سيكون من غرفة نومي، مكتبي هناك ولن تسمعوا صوتي فور دخولي في العمل.
سارة: ولكن يجد أن تتبنى بعض العادات الجديدة للحفاظ على صحتك، أنت تدخن السجائر والنارجيلة ولا تهتم لجودة طعامك ولا تتحرك كثيراً.
خالد: لماذا لا تتركيني أدير حياتي كيفما أشاء؟
ياسمين: أبي.. أمي تحاول أن تحافظ على صحتك.
خالد: وأنا أحاول أن أحافظ عليكم جميعاً.
سارة: بهذه الطريقة ستغادر الحياة باكراً، إن لم أكن مهمة في حياتك.. فكِّر بأولادك الذين مازالوا بحاجتك!
خالد: السجائر والنارجيلة لا تقتل البشر كما تقتل ألسنة النساء!
يارا: ماما تحبك يا أبي..
سارة: هذا الذي تتقنه في حياتك، إهانتي أمام أولادي.
خالد: ما ترينه مني هو نتيجة طبيعية لأفعاك وأقوالك!
سارة: وما الذي أفعله وأقوله؟

بينما كان الحديث الساخن دائراً، رن جوَّال خالد..

خالد: إنه جمال.. سآخذ هذه المكالمة ونُكمل سمَّة البدن فيما بعد!

بينما كان خالد مُتجهاً إلى غرفته، تمتمت سارة قائلة: ليتك تتعلم منه احترام زوجتك!

أغلق خالد باب غرفته استعداداً لمكالمة طويلة..
خالد: حيا الله أخي جمال.
جمال: تحيا وتدوم يا خالد، طمنا عنك وعن الأسرة الكريمة؟
خالد: الجميع بخير من فضل الله، ماذا عنكم؟
جمال: الحمد لله نِعَمه علينا لا تُحصى ولا تُعَد، فقط هذا الوباء قد نغَّص علينا حياتنا.. نسأل الله أن يُعجِّل بزواله.
خالد: يا جمال، هذا فايروس سيزول عندما تُقرر القوى الكبرى ذلك..
جمال: نظرية مؤامرة؟
خالد: ولم لا؟
جمال: لا أعتقد أنها مؤامرة، فالوباء تم إقراره وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي تعتمد معاييراً علمية حول كيفية انتشاره، فالأمر ليس عبثياً.
خالد: تلك المنظمة التي أسسها الإمبرياليون الذين أفسدوا العالم؟
جمال: وما علاقة المعايير العلمية بالإمبريالية؟
خالد: وما الفرق بين فايروس كورونا وإنفلونزا الخنازير؟
جمال: سرعة انتشاره..
خالد: هذا يعني أنه أريد لهذا الفايروس أن يكون سريع الانتشار مقارنة مع ما سبقه؟ لذلك شاهدنا بعض كاميرات المراقبة حول العالم التي التقطت مَن يعطس عمداً في وجوه الناس لنشره، ناهيك عن أولئك الذين يلعقون مقابض عربات التبضع في المراكز التجارية.
جمال: لا يمكن الجزم بذلك إن كان خلفه أيدي خفيه عملت على تصنيعه أم أنه فايروس تشكَّل بفعل الطبيعة، وأولئك الذين كانوا ينشرون الفايروس عمداً غالباً مرضى نفسيون!
خالد: أنت تسميهم مرضى نفسيون، وأنا أسميهم عناصر تم تجنيدها لنشر الفايروس بأسرع وقت ممكن، ولابد أنك اطلعت على الدراسات التي تُقر بأنَّ فايروس كورونا تم تصنيعه في مختبرات وبالتعاون بين أكثر من دولة؟
جمال: نعم قرأت ذلك، لكن بالمقابل هناك دراسات تُقر بعكس ذلك تماماً، وأنه انتقل للإنسان من الحيوان، بالتحديد من الخفَّاش الذي يأكله الصينيون، فما الذي جعلك متأكداً من أنَّ نظرية المؤامرة هي الصحيحة في حالة الكورونا؟
خالد: العِلم يا جمال العِلم بالشيء، هذا ما يُسمَّى بالخبرة! فقد أصبح لدينا خبرة بمدى قذارة العالم الذي تُديره حفنة من مصاصي الدماء الجشعين الذين يُطلق عليهم الواحد بالمئة (١٪) ويمتلكون ٩٩٪ من ثروة العالم ويتحكمون به كيفما شاؤوا، وأجزم بأنَّ هذا الفايروس خلفه أجندة خفية سنكتشفها قريباً جداً، أما الصينيون فهم يأكلون تلك المخلوقات منذ قديم الزمان، فلماذا الآن تحدث المشكلة؟
جمال: وكل هؤلاء المرضى الذين يملؤون المستشفيات ويفقدون أرواحهم إزاء هذا الوباء.. هم أيضاً نظرية مؤامرة؟
خالد: أنت تفاجئني يا جمال، ومَن قال بأنَّ نظرية المؤامرة المقصود بها الوهم والكذب؟ فإذا قلت أنَّ فايروس كورونا خلفه نظرية مؤامرة، فهذا لا يعني أنه لا يوجد صدى على أرض الواقع لهذه النظرية، تماماً كما حدث في ١١ سبتمبر من تفجير برجي مركز التجارة العالمي، كانت مؤامرة فهمنا حيثياتها بعد عقد من الزمان وما آلت إليه سيطرة أمريكا على مفاصل هذا العالم ودوله.
جمال: هل يُعقَل أن تُضحِّي أمريكا بأرواح مواطنيها من أجل نظرية مؤامرة؟ دولة مُحتَرَمة تفعل ذلك؟
خالد: هل تعلم أين المشكلة يا جمال؟
جمال: أين؟
خالد: المشكلة تكمن في أنك عشت سنوات متتالية في الغرب وأصبحت مفتوناً بثقافتهم ولم تكتشف حقيقة عمل أنظمتهم! لو كانت أمريكا دولة محترمة، لما تسببوا بأضرار جسيمة لشعوبهم في العراق وأفغانستان ومن قبلها فيتنام، كل تلك الخسائر البشرية كانوا يُطلقون عليها أضراراً جانبية (Collateral Damages) فالقدسية الوحيدة عندهم تكون لمصالح النافذين خلف الكواليس.

جمال: وأنت صادق، لأني أعلم تماماً كيف يعمل النظام في الغرب، أستبعد أن تكون الكورونا نظرية المؤامرة.
خالد: وماذا تقول في الغربيين الذين يقولون بنظرية المؤامرة؟ فالأمر ليس حكراً على عقولنا العربية؟
جمال: أنا لا أقول بأنَّ نظرية المؤامرة غير موجودة، ولكن لا أعتقد بوجودها في حالة الكورونا.
خالد: رواية تُكتَب منذ أربعين عاماً تتحدث عن هذا الفايروس بالاسم، وعن مكان نشوئه في مدينة ووهان الصينية، وأنَّ ٢٠٢٠ ستكون سنة نشوئه، وأنه سيضرب الجهاز التنفسي للإنسان، وبعد كل هذا لا تعتقد بوجود نظرية مؤامرة؟ هل هذه صدفة؟! أعتقد يا جمال أنه من المؤامرة نفي نظرية المؤامرة!

انتهت المكالمة من دون أن يتوصَّل خالد وجمال إلى رأي مُتفق حول فايروس كورونا، سوى أنهم يجب عليهم التزام منازلهم وتوخي الحذر.

عاد خالد لأسرته التي كانت تشاهد التلفاز..
سارة: كيف هو جمال؟
خالد: ساذج كعادته، يعتقد بأنه يعيش في عالم خالي من الأشرار.

عاد جمال لأسرته التي كانت هي الأخرى تشاهد التلفاز..
خلود: كيف هو خالد؟
جمال: متشائم كعادته، يعتقد بأنَّ العالم يُديره حفنة من الأشرار!


يتبع..

رأيان حول “الحلقة الثانية – الحجر المنزلي”

  1. اخي حسين
    القصة مشوقة بارك الله فيك
    انا صديق د خالد الملح و اتابع مقالاتك معه واتمنى ان نجتمع على خير ان شاء الله
    لك كل التقدير والاحترام

    رد

أضف تعليق