جمعني القدر خلال اقامتي في السعودية بشاب يعاني من الفشل الكلوي، الأمر الذي اضطره للسفر إلى الباكستان لزراعة كلية جديدة، ولم أكن أعلم قبل تلك اللحظة أنه في أحسن الأحوال عشر سنوات هي أقصى مدة يمكن للكلية المزروعة أن تمكث في الجسد، فجسد الإنسان لا يقبل الأجسام الغريبة عليه بما فيها المزروعة، ويعمل تلقائياً على إلحاق الضرر بها للتخلص منها حمايةً لنفسه، الأمر الذي جعل هذا الشاب يتناول مُضاداً حيوياً بشكل يومي كي يحافظ على كليته المزروعة من هجمات الجسد لأطول فترة ممكنة.
سبحان الله، كنت أسمع كثيراً عن هذا النوع من المرض، لكن لم أكن أدرك حجم المعاناة التي يعانيها أصحابه، والأهم أنها معاناة مستمرة لا تنتهي.
قدَّر الله على هذا الشاب أن تتوقف كليته المزروعة عن العمل بعد عامين فقط! وأصبح مُضطراً إلى أن يُعيد الزراعة من جديد إن أراد أن يتحرر من جلسات غسيل الكلى والتي يحتاجها مرتين إلى ثلاث أسبوعياً.
أذكر أني هاتفته يوماً وهو في طريقه إلى المستشفى في حالة سيئة يحتاج إلى غسيل عاجل، وسألته عن شعوره في تلك اللحظة.. فقال لي: (لا أستطيع التنفس.. الماء وصل إلى الرئة وأشعر أني سأغادر الحياة في أي لحظة!).
يقودك هذا النوع من المواقف إلى التفكير من جديد بما يُحيطك من نِعَم ولا نُلقي لها بالاً لأننا نعتقد أنها دائمة ولن تزول، وفي اعتقادي أنَّ أكبر مشكلة يمكن أن تواجهنا في حياتنا وتقودنا إلى الفشل هو الجزم بأنَّ (ما حدث لغيرنا لن يحدث معنا) سواء على المستوى الصحي أو الأسري أو المادي أو أي نوع من الخيرات التي لا نقدِّرها إلاَّ بعد زوالها.
فالحمدلله على نِعَمه التي لا تنتهي، وأكبر نعمة هو إدراك حقيقة أنها زوَّالة ليبقى الإنسان يقظاً للحفاظ عليها، مُستمتعاً بها بما يُرضي الله.
الحمد لله
رغم أنني كنت استشعر النعم كلما ضجرت في فترة دراستي الجامعية، وكنت اقرر ان اقضي ساعات مثلا بدون حاسة النظر ، حيث أغلق كل الاضواء واعصب عيني واجرب ان امشي لمدة ساعتين مثلا، وأحدث نفسي عن شكر النعم واستغلالها، الا انه حدث معي حادث قلب حياتي وتفكيري
ومن ذلك، في عام ٢٠١٩
انه أصابني فقدان توازن مفاجئ تلاه بعد يومين صمم مفاجئ في اذني اليمنى، ورغم اني طبيبة واستشرت ثلة من المتخصصين تخصصا دقيقا في الاذن الا ان كل فنون الطب عجزت عن علاجي، ولم يتعرف علي التأمين الصحي، تلا ذلك خسارتي لعملي كوني لا اتوازن جيدا، ثم نفاذ كل نقودي في محاولاتي اليائسة للتشافي والتشخيص والعلاج!!!!
ثم تدربي من جديد على كل المهارات، المشي وتحريك العينين بطريقة لا تسبب الدوار والقئ، ثم مسك ابنائي وتقبيلهم، ثم مسك الأدوات الحادة…. الخ
ثم بحثي عن عمل جديد واعادة بناء كل شي من الصفر
ثم فجأة في احد الصباحات فقد الأذن الأخرى فجأة والتوازن فجأة والدخول إلى عالم الصمت!!!
لكن لطف الله كان اقرب هذه المرة حيث أن فقدان الأذن الأولى لم يكن درسا سهلا، واكرمني الله بعودتها
الحياة لم تعد كما كانت أبدا
والحمد لله من قبل ومن بعد
الحمدلله على كل النعم، مجرد اننا نتنفس و نسمع و نشم و نحس و و و ، هاي أكبر النعم، ولا يحس فيها الشخص الا عندما يزور مريضا او با سمح الله يمرض، اللهم ادم علينا نعمة الإسلام و الصحة و جزاك الله خير اخي العزيز حسين
الحمدلله، نسأل الله أن يديم علينا الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الشاكرين.