عندما تُصبح الكآبة واقعاً.. يُصبح البحث عن السعادة واجباً، خصوصاً عندما يتجاوز الإنسان سن الأربعين!
عندما تجاوزت ذلك العمر أصبح الوقت بالنسبة لي ثميناً جداً، وفي كل يوم أراجع حساباتي وأهدافي التي أنوي تحقيقها، وأتساءل إن كانت تلك الأهداف ذات قيمة بالنسبة لي أم أصبحت مضيعة للوقت.
الأهم من هذا كله، أني بدأت في التركيز على الأمور التي تجلب السعادة لنفسي وروحي بدلاً من تضييع ما بقي من العمر في ممارسات لا تأتي بأي سعادة.
لدرجة أني أصبحت اجتماعياً أقل دبلوماسية ومجاملة للآخرين، لأني لا أريد أن أضيِّع ما تبقَّى من عمري مع مَن لا يستحق وفيما لا يستحق!
كل دقيقة تنقضي من حياتي أصبحت ذات قيمة وكأنها عدد أنفاسي المتبقية في هذه الدنيا، وكم من أمور أدركتها متأخراً.. تمنَّيت لو أني أدركتها منذ عقود، لكن أن يُدرك الإنسان الخير متأخراً خير من ألاَّ يُدركه أبداً.
نصيحتي لكم جميعاً من أخ مُحب.. إن كنت بين خيارين في هذه الدنيا، فلا تُفكِّر كثيراً واختر ما يأتي لك بالسعادة، وكل شيء آخر كنت تعتقد أنه أهم من السعادة.. سيأتي لك – لا محالة – كمُحصِّلة لذلك الاختيار (الصحيح) كالصحة ومال وغير ذلك.
فلا تُضيِّع عمرك الثمين واستثمره جيداً، وخير الاستثمار أن تكون سعيداً!
الحمدلله دائماً وأبداً على نِعَمه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، والحمدلله ربِّ العالمين.