يذكر الشيخ « علي الطنطاوي » في كتابه ( الجامع الأموي في دمشق ) أنَّ الخليفة « عمر بن عبدالعزيز » قد همَّ في أن يقلع الفسيفساء والرخام الذي يزين المسجد الأموي، وأن يجعل مكانه طوباً لأن كل ذلك مخالف للسنة النبوية في بناء المساجد، حتى بلغه أنَّ وفداً من قساوسة الروم جاؤوا لزيارة دمشق، واستأذنوه بدخول المسجد الأموي، فأذن لهم أمير المؤمنين، وعندما دخلوا من الباب الذي يواجه القبة، كان أول ما استقبلوه المنبر، ثم رفعوا رؤوسهم إلى القبة … فخر كبيرهم مغشياً عليه، ولما أفاق وسألوه ما الذي أغشاك، قال: ( إنا معشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا … علمت أنَّ لهم مدّة سيبقونها، فلذلك أصابني ما أصابني ).
فلما علم عمر بمقولة كبيرهم، فقال: ( لا أرى مسجد دمشق إلاَّ غيظاً على الكفار )، فنزل عما كان قد همَّ به من أمره وقرر أن يُبقي على المسجد كما هو ليبقى حسرة في قلوب الذين كفروا.
أحبابي، نحن أيضاً يمكننا أن نكون حسرة في قلوب بني إسرائيل، إذا كثفنا زياراتنا إلى فلسطين ورأى منا أعداء الله كثرة وجمهرة، سنكون لهم شوكة في حلوقهم وحسرة في قلوبهم كفسيفساء ورخام المسجد الأموي، وليعلم أعداء الله أننا موجودون وأنَّ لنا إرادة لا يفتتها كيد الخائنين.
أحسنت بدعوتك بالذهاب إلى فلسطين ..و أحسن عمر..