أمنا الحنون …
لا أدري إن كنتِ ستسامحينا في يوم من الأيام على ما اقترفناه في حقكِ، لا أدري إن كان حتى لديكِ القدرة على ذلك، فقد أخطأنا في حقكِ يا شريفة أيما خطأ، أخطأنا عندما هجرناكِ أنانية وخوفاً على أنفسنا وأرواحنا ولم نخشى عليكِ، أخطأنا عندما آمنا بوعود أخوة الدم والدين … فما كان منهم إلاَّ الخيانة و … ( *ماكو مدفعية )، أخطأنا عندما لم نُقدِّر ثمنكِ يا غالية … يا بدر البدور … يا عروسة الأكوان … يا زهرة المدائن، يا الله كم تحملتِ من مآسي بسببنا يعجز العاقل عن وصفها، كم حمل ظهركِ من حروب دهرية من زمن آدم إلى يومنا هذا، دماء تسيل فوقكِ كشلال منهمر حتى أصبح لترابكِ لوناً آخر غير تراب الأرض كلها، وعيونكِ امتلأت مياهها بالدم البارد، وأصبحت رائحتك ممزوجة بالحزن والأسى من جهة، والعمالة والخيانة من جهة أخرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أمي فلسطين … إن لم تساميحينا … فسأتفهم … ولكن أرجوكي فكري مليّاً في قبول إعتذارنا، فنحن لا نملك من أمرنا شيئاً وليس لنا دونكِ أرض. لا أريد أن أزيد على همكِ هماً … ولكن دعيني أستعطفكِ قليلاً … هل تعلمين يا أمي أني لا أملك منزلاً للعائلة حتى يومي هذا؟ ولا حتى من هم أعتى مني يا أمي … كلنا مشردون، هل تعلمين في كم بيت عشت حتى الآن؟ عشت في أكثر من عشرين بيتاً … وإلى الآن لا أعلم أين بيتي يا أمي … لا أعلم، حتى عندما أجالس أطفالي لأسرد لهم قصصاً عن بيت العائلة … أقف حائراً عاجزاً … لا أملك قصصاً أسردها لهم لأني لا أعلم أين هو هذا البيت!
كانت تسألني زوجتي اليوم: كيف سنربي أولادنا على الإنتماء؟ فالأمر أصبح أصعب فأصعب من جيل لآخر … قلت لها: لا تخافي … سيكونون فلسطينيين مسلمين بإذن الله مهما حملوا من جنسيات أخرى، والله لا الأمريكية ولا الكندية ولا حتى الجنسية القمرية ستجعلنا ننساكي يا أمي، كنت أستغرب عندما أستمع إلى أبناءكِ وبناتكِ في المهجر … كانوا يقولون أنكِ حتى لو تحررتي … فإنهم لن يعودوا إليكِ، كنت أقف مستغرباً مشلولاً لا أفهم … وكأنهم ضمنوا صفحكِ عنهم، ظلمناكِ يا أمي ولم نعلم قيمتكِ وما أوفيناكِ حقكِ حتى ديست كرامتنا تحت أقدام جميع الأمم … ومُرِّغت رءوسنا وأنوفنا في التراب ذلاً بعيداً عنكِ، أخطأنا في حقكِ كما نخطئ في حق كل أنثى نُستأمن عليها … دفعناكِ إلى الهلاك كما ندفع إناثنا إلى الزواج … غير آبهين بهنَّ أبداً … المهم أن تزول المسئولية عن أكتافنا ولا نكترث بعدها … هل ستغفرين لنا بعد ذلك؟ سأتفهم غضبك ولن أطلب غير السماح، فعقوقنا قد بلغ عنان السماء.
كلما أتقدم في عمري يوماً … أعلم مدى أهميتك في حياتي، لا أدري إلى أين أذهب يا أمي ولا إلى أين أنتهي، فكلما فكرت في وطن بديل واستبشرت في أهله خيراً … وجدتهم يرفضونني … حتى لو كانوا مسلمين، فقد علمتني الحياة يا أمي أن العروبة وحدها لا تكفي لإستيعابي بينهم … بل أكثر من ذلك يا أمي … حتى دين محمد ﷺ لم يجدي نفعاً لأن أكون بينهم، فقررت الرحيل … نعم الرحيل، فاليوم يا أمي ككل يوم أجهز نفسي للرحيل لبلد آخر وبيت آخر … تعبت يا أمي من الترحال وروحي ناهزت الستين وجسدي مازال في الخامسة وثلاثين … إلى أين تعتقدين أني راحل … إلى الجنة؟؟ لا يا أمي … فلا توجد جنة على الأرض غيرك، ولكني راحل إلى كندا حتى أورث أولادي حبك كي لا ينسوكي، فهم وحدهم من سمحوا لي بحبكِ على أرضهم من دون خوف أو هاجس بسحب الهوية أو الجنسية.
عندما كنت أسأل أكابرنا ممن عاش النكبة … كيف تركتم فلسطين؟ لماذا لم تبقوا وتقاوموا؟ كانوا لا يجدون جواباً، وكنت أجد في وجوههم علامات الندم مصحوبة بالأسى على رحيلهم، وكأن لسان حالهم يقول … ليتنا بقينا ومتنا هناك … خير لنا مما نحن عليه اليوم، سامحيهم يا أمي … سامحيهم على هجرهم لكِ فريسة بين أنياب زناة الليل الحالك … سامحيهم لأنَّكِ أم وقلبكِ كبير، فأنتِ يا أمي كما ذكرتكِ دائماً: إستقرارُ الأصولِ وسندُ الإنسانِ وحبلُ الوصولِ رخواً لقوافلِ الأحفاد، فإقامةٌ أبديةٌ من دونِ سحبٍ للهويةِ تنعمُ معهُ الذريةُ بإنتاجٍ غزيرٍ وقوةٍ في الرأي.
عندما إستيقظت في صباح اليوم وقررت أن أكتب لكِ هذا الإعتذار عما جناه الأسلاف، قررت أن أستمع إلى أغنية موطني بشكل متكرر حتى أنهي المقالة، وفي الحقيقة … لم أعلم ماذا سأكتب، فكرت في أن أكتب بصيغة إيجابية لشحذ الهمم … ولكنني لم أستطع، لأني أصبحت أرى هذا النوع من الكتابة زيف وكذب، ففكرت أن أعيد المأساة من جديد بسرد القصص المحزنة … ولكني أيضاً لم أستطع، فقد كان قلبي حزيناً جداً ومليئاً بالأسى ولا أريد أن أزيده أساً، وجلست طيلة اليوم أفكر … ماذا عساي أن أكتب؟ وكيف لي أن أساعدكِ؟ بينما كنت أرى نفسي عاجزاً خائراً لا أستطيع أن أتنفس، وموسيقى موطني تزيدني بكاءاً وحزناً، وإذ بأحد الأخوة كتب لي على التشات … يسألني عن أمر، فقلت له أني أكتب مقالاً في ذكرى النكبة وكدت أختنق من شدة الحزن والأسى وأشعر أني لا أستطيع أن أتنفس وأن قلبي سيتوقف.
فقال لي: (أنا متفهم لما يحدث معك الآن، خصوصاً وأنه قد أصابني اليوم حزن مماثل وأنا أصيغ بعض الكلمات عن النكبة في صفحتي في الفيسبوك).
فقلت له: (ما يزيد حزني … أني أشعر أني مقهور وضعيف، لا أعلم كيف لي أن أساعد فلسطين؟)
فقال لي: (يمكنك مساعدة فلسطين بأن تكون صوت الحق).
إسمعي يا أمي … لعلك تسامحيني وترضي عني اليوم إذا أخبرتك أني … أعاهدك أمام الله والتاريخ أني سأحمل المفتاح وأبقى على العهد، وسأعود يوماً بإذن الله عما قريب لأفتح الدار أنا وبناتي … وأرفع فيه الأذان، وأقرأ فيه سورة البقرة، وأفلح الأرض، وأعمر الوطن، وأصلح ما أفسده الطغاة، وإن جائتني المنية قبل هذا اليوم، فسأعمل على أن يكمل بناتي المهمة حتى آخر جيل … كل الحب والتقدير لك يا أمي فلسطين، وأرجو أن تقبلي إعتذاري عما جناه الأسلاف.
إيضاحات:
*ماكو مدفعيه: الكلمة التي قيلت للقائد الفلسطيني عبدالقادر الحسيني رحمه الله عندما طلب من القائد العام لجيش الإنقاذ العربي التدخل لإنقاذ فلسطين في معارك ١٩٤٨م وتمويل المجاهدين بالسلاح والمال، وكان القائد جنرالاً عراقياً اسمه «إسماعيل صفوت»، فرد على الحسيني بكل برود بلهجته العراقية: ( خلاص … ماكو مدفعية … ماكو مدافع … ماكو مال … ماكو سلاح )!
فرد الشريف الحسيني رحمه الله، وهو من نسل آل بيت محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم: ( إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، أنتم ومن يقفون وراءكم … وهل المدافع لتطويق مزابل جبع يا باشا؟ – يشير هنا إلى المدفعية التي أعطيت لفوزي القاوقجي وتمركزت في جبال جبع وطوباس بعيداً عن ميدان القتال – لقد أضعتم بلادنا، أنتم المسئولون عما سيحل بنا من دمار أيها الخارجون المتآمرون، سأحتل القسطل وأموت أنا وكل جنودي، وسيسجل التاريخ وسيشهد العالم أنكم أنتم المجرمون الخونة الذين أضعتم البلاد ).
استشهد أسد فلسطين في ٨ أبريل ١٩٤٨م في قرية القسطل القريبة من القدس بعد أن قاد معركة ضد العصابات الصهيونية لمدة ثمانية أيام، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا غفر الله لمن خان فلسطين.
الأخ الحبيب علي, اذا المثل يقول: “اللي ما الو كبير يشتريلو كبير” فهل ممكن أن يشتري كبير؟ شراء الوطن أسهل في نظري. لا أعتقد أن الشراء هنا معناه التخلي عن الأصل بل في هذه الحالة سيقوي الانتماء للأم وسيعطى مجالات وحقوق وفرص أكثر لاظهار ما هو حق. كل ما سدت حاجات الانسان في حاجة لها, زادت قدرته على الابداع وفي “شراء الوطن” سد لحاجة ماسة جدا جدا جدا. اللي عايش في فلسطين خللي فيها وعمرو ما يفكر يطلع, بس الكلام للي متغرب أساسا, فليش ما يسعى للأحسن وفيها ان شاء الله عظيم الفائدة.
كلامك جميل و لا اعتراض عليه أنا لا أعترض على فكرة أخذ جنسيه وطن بل قد أكون مؤيد لها أنا أوقفتني الجمله لأنه لا يمكن أن يشترى وطن سيبقى هناك احساس داخلي بأن هذا ليس وطننا و هذا ما يتعبنا نفسيا دائما عندما نجد الناس تحتفل بوطنها فمهما كان مع الانسان من جنسيه وطن سيبقى يتذكر فورا أن هذا ليس وطني و سينظر لي صاحب الوطن الأساسي أني متطفل عليه
@علي اروادي, قد يكون صحيح في البلدان اللي شعوبها متجانسة ويسمو المهاجرين لبلدانهم ذو الجمجمة السوداء أما في البلدان اللي أصل وجودها هم المهاجرين لها فهذا الشعور شبه معدوم. أذكر القاضية التى أعطت زوجتي الجنسية عندما قالت: “بلدنا مثل لحن موسيقي, يزداد جمالا بالتنوع. نحن لا نطالبكم بالتخلي عن أصولكم بل ندعوكم أن تحافظوا عليها حتى يزداد اللحن ثراء”. وجود هذا التنوع أصبح ثقافه للبلد ويدرس في المناهج المدرسية. لو أتيح لي أن “أشتري” وطنا كهذاحيث لا أنخلى عن هويتي الأصلية فالفائدة أكبر من خوفي من جهل بعض اللذين يعتقدوا أنني تطفلت عليهم والقانون في صفي يحاسبهم وأبناء جلدتهم أول من يدافع عن حقي.
أشعر بحده في النقاش أعتذر عن الطرح و المحاوره و بارك الله فيكم – حفظكم الله و أتمنى لكم الخير الدائم
@علي اروادي, العزيز الغالي أبوعبدالرحمن, لو قصدك حدة من جهتي على الوضع اللي احنا فيه وكيف لازم نهاجر ونتغرب فأكيد الوضع صعب ونسأل المولى أن نتجه كأمة للأحسن. أما اذا قصدك حدة في نقاشي معك فهذا والله ما هو القصد وأعتذر اذا فهم أي شيء أنا قلته على غير محمله. الموضوع مؤثر لي جدا وخاصة من وقت هجرتي الى بلاد المسلمين قبل ثلاث سنوات. أنا فقط أشارك بما مررت به من تجارب. نقاش حميد ونية صافية للمولى ان شاء الله.
كنت أحببت بعد آخر نقاش تم في موضوع سابق أن لا أناقش لأني أشعر أن النقاش يذهب من باب التبريرات أكثر من باب الوصول للفكره المناقش حولها لكن اليوم أجبرت أن أعود لأعلق أخي حسين على الكلمة الأخيره في مقالك (فليشتري وطنا )فوقفت افكر بهذ الكلمة و أقلبها و لم يستطع حلقي أن يبتلعها فهل ممكن ان يشترى وطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الغالي حسين
مقال رائع و كلمات قيلت بصدق و من القلب فوصلت للقلب فظهر فيها الصدق و التأثر و لهذا أثرت بنا أسأل الله كما جمعنا في يوم من الايام في مسجده الحرام بمكهالمكرمه أن يجمعنا قبل وفاتنا في بيت المقدس مصليين راكعين و ساجدين لكن اسمح لي أن أتكلم بصدق عن شعور أحسست به و أنا اقرا المقال و أسمح لي اساله لماذا شعرت ان المقال نوع من حيره داخليه و تردد و الشعور بالذنب و تبرير لسفرك لكندا لا ادري هل أنا قرأت جيدا بين السطور ؟
@علي اروادي, العزيز أبو العبد …
أنا لا أذكر كندا من باب تبرير الهجرة أو شيء من هذا القبيل، ولكن من باب الإستشهاد فقط، فطالما كنت أمزج الواقع بين كلمات مقالاتي، فالكتابة الخيالية جميلة … ولكن ستكون أجمل إن أدخل فيها الكاتب أحداثاً واقعية من الحياة تجعل تعبيرها أبلغ.
تأكد تماماً أنه لا يوجد أي نوع من الحيرة الداخلية أو التردد أو حتى الشعور بالذنب، صدقني أخي الكريم أني لم أشعر في حياتي أني مقدم على أمر صحيح كالذي أقدم عليه اليوم، طبعاً الهجرة بلا شك قرار صعب وفيه مخاطرة، ولكنها أيضاً نعمة ورحمة إن كانت مدروسة وإلى المكان الصحيح وفي الوقت الصحيح، فأنا أشعر أني في هذه الفترة من عمري أحتاج إلى الإستقرار النفسي أكثر من المال أو أي شيء آخر … أحتاج فعلاً إلى البحث عن السعادة والإنتاج الغزير والقوة في الرأي، وفي الحقيقة أني سئمت من أن أكون دائماً من يتبع الخطط … أريد اليوم أن أكون من يشارك في وضع الخطط … أريد أن أتمتع مثلاً بتجربة الإنتخاب وإختيار سياسة البلد الذي أعيش فيه.
طبعاً الخير كل الخير بلا أدنى شك في أن يبقى الإنسان في بلده أو بلد إخوته وأحبابه من العرب والمسلمين … ولكن إن أصبحت هذه البلاد قبراً تبنيه لروحك وأنت لا تشعر … ولم يصبح لك فيها إستقرار نفسي وليس فيها أي نوع من المستقبل الآمن … فبالتأكيد الرحيل سيكون أفضل من البقاء لمشاهدة غرغارينا الكبت تأكل روحك كل يوم شيئاً فشيئاً وتنتهي دون أن تحقق أي فائدة في حياتك، المواطنة الكاملة نعمة عظيمة … بل أعلى درجات النعم في الدنيا، وأنا أرى أنه من لا يملك وطناً … فليشتري وطناً.
كل التوفيق.
لا يسعني الى ان اتوجه بالدعاء لله ان يحفظ من تبقى من اهلنا في فلسطين ويرد عنهم كيد الصهاينة الملاعين . ما في أبلغ من كلماتك أخي حسين وانا بقرأ المقال حسيت بمرار وغصة في حلقي ولا يسعني الى ان اقول حقك علينا يافلسطين نحن مقصرين .
سمعت مرة داعية اسمه فاضل سليمان كان يتحدث عن فلسطين وقال عبارة جوهرية ( يقول في العالم 14 مليون يهودي يفكرون ويعملون لقيام دولتهم وعدد المسلمين مليار ونص كم منهم يفكر ويعمل للمسلمين) لازم لو نريد ان يكون لنا أثر في العالم ان نفكر ونعمل مش لأنفسنا فقظ للمسلمين ولاوطاننا , لما بقابل حد بيسألوني من أين انتم اجيب من فلسطين ماذا يكون ردهم لم نسمع عنها يسألون وين موقعها طبعا انا عارفة ان اول ما أقوللهم انها اللي جمب اسرائيل رح يعرفوها بس لأني ما بدي اذكر اسرائيل كدولة برجع بقوللهم بجانب الاردن وهكذا حتى نصل الى مصر واخيرا برده ما بيعرفوها . شايفين كم نحن نأثر في العالم . للاسف ثقافتنا انا اولادي بيتي وبس لازم نغير هذه السلبية .
حتى لو كانت هناك مخططات ومكائد تحاك ضدنا علينا قلبها عليهم , ليش هم عندهم من يفكر ان يفتت دولنا ونحن لا نملك من يفكر في وحدة دولنا شو ناقصنا العقول الاموال .
انا عم بفكر في صوت عالي عن جد لازم نشيل الافكار الي جعلتنا عنصريين وفرقتنا كل متعصب لعرقه ونبدء في منطق جديد يا ريت .
واخيرا على ذكرك عبد القادر الحسيني واستشهادة ومن معه في 1948 اذكر ان ابي رحمه الله وعمتي يذكرون ان جدي خليل البشيتي وهو من المجاهدين استشهد في هذه المعركة واذكر عمتي كيف تصف جدي عندما احضر لبيته في القدس انه كان في صدره فجوة وكأنه تلفى قذيفه في صدره والدماء تملأ القمباز (وهي لبس أهل فلسطين تشبه الدشداشة )رحمه الله وجميع شهداء أمتنا يا رب .
بالتوفيق دائما أخي حسين .
@Maha Bashitii, أصبتي يا مها، يجب أن نفكر كأمة … لا كأفراد، وأشد ما نحتاج إليه اليوم هم الحكماء والمفكرين.
وقد أوحيتي لي بفكرة عظيمة يا مها … لابد لنا فعلاً من أن ندعم فلسطين من خلال وجودها الجغرافي، فمن الممكن أن نقوم كلنا كعرب ومسلمين بتوحيد الإجابة على سؤال من أين أنت؟ فكل منا يقول من فلسطين … حتى لو كان المسئول من سوريا أو مصر أو الأردن أو الجزائر أو أي قطر عربي أو مسلم … وبهذه الطريقة ندعم فكرة الدولة الفلسطينية وبقاءها الجغرافي كما ستدعم الوعي لدى غير العرب عن المكان الجغرافي لفلسطين، بل ستدعم أيضاً فكرة التوحد العربي بالتنازل عن العنصرية العرقية المقيتة … أليست فكرة رائعة؟ 🙂 لعلي سأبدأ بصفحة على الفيسبوك لجميع الأخوة العرب إسمها … أنا من فلسطين!
رحم الله جميع شهدائنا وشهداء المسلمين، وليس هذا الأمر جديداً على عائلة عريقة مثل عائلة بشيتي المقدسية، فذه العائلة لها الكثير من المآثر في تاريخ القدس وفلسطين.
كل التوفيق.
@حسين يونس,
فكرة رائعة حسين الله يسعدك وانا معاك في أي مساعدة في في أمريكا منهج اسمه العصف الذهني أكيد بتعرفه مجموعة من الأشخاص يجلسون مع بعض ويقومون بطرح قضية ويستمرون بالتفكير واعطاء آراء حتى يصلون الى فكرة عبقرية أو حل لمشكلة ما وها انت تقفز بفكرة عبقرية وانشاء الله سنرزق بمن يمدنا بأفكار واقتراحات للوصول للهدف باذن الله تعالى . حفظك الله ووفقك …..
أحسنتي مها … العصف الذهني ترك حرية التفكير للجميع ومن ثم نأخذ أفضل الأفكار، هذا ما نحتاج إليه بدلاً من الحد من تفكير العقول.
على العموم أنا أنشأت الصفحة، والرابط لها موجود في أعلى يسار الموقع، وجاري العمل على إنشاء المواد المفيدة هناك بإذن الله ودعوة الجميع للمشاركة.
إستمري بإيحاء الأفكار الرائعة … كل التوفيق 🙂
والله لن ننساكي يا فلسطين. قبل عشرون عام أراني والدي وأنا في كندا صورة شاب متعلق بسور وهو يبكي بحرقة. فسألته: “من هذا؟” فأجاب انه شاب ينظر الى فلسطين من خلال هذا السور. فسألته: “وما العجيب في ذلك فكلنا بعلم ما حل بفلسطين”. فأجاب والدي أطال الله في عمره: “يا بني, هذا الشاب يعيش في لبنان وهذه أول مرة يرى فلسطين منذ ولادته, فانظر الى ما تركت فيه من أثر وهو لم يولد هناك ولم يعش هناك, فلسطين في قلوبنا دائما وأبدأ”.
تذكرت هذه القصة اليوم وأنا أقرأ تعليقات الناس على الفيس بوك وفاضت عيناي بالدموع وأنا لم أرى فلسطين منذ ولادتي ولم أزرها من قبل ولكني أدركت أنني وذلك الشاب وغيرنا الكثير, تعيش فلسطين في قلوبنا ولن تموت أبدا أبدا أبدا وتحياتي لك أخي الحبيب حسين على هذا المقال الرائع الذي أوقد عندي حنين غير عادي الى بلدي الغالي فلسطين.
@لؤي علي, حفظ الله لك الوالد العزيز ومتعكم بتحرير فلسطين عما قريب بإذن الله، وتأكد أخي الكريم أن فلسطين تبادلك الشعور ولن تنساك أبداً … فهي لا تملك في هذه الدنيا غيرنا ليرعاها، وحبنا وشوقنا لفلسطين دون أن نراها هو أكثر ما ما يُرعب اليهود ويزيدهم حيرة … فعلينا دائماً المحافظة على هذه الشعلة ونقلها من جيل إلى جيل دون أن تنطفئ.
كل التوفيق.