كورونا الجديد

توظيف الفوضى

يشهد العالم اليوم مظاهرات حاشدة في دول أوروبية عدَّة مثل النمسا وفرنسا احتجاجاً على القيود التي فرضتها الحكومات لمنع انتشار متحوِّر كورونا الجديد (أوميكرون – Omicron)، وعلى ما يبدو أنَّ القائمين على إدارة الفايروس قد أوصلوا العالم لمرحلة الجنون والعصيان المدني والتجرؤ على كسر القانون، وكأنه تدريب منظَّم على توظيف الفوضى. وقد تبدو فكرة الثورة على النظام متفاوتة بين الشعوب وفقاً ثقافتها وحاجتها، فهناك مَن يثور ضد الظلم، وهناك مَن يثور ضد الفساد، وهناك مَن يثور ضد الفقر، وهناك مَن يثور فقط لحماية حريَّته الشخصية رغم توفُّر العدل والصلاح والاكتفاء المادي، فمهما كان الشعب الذي تنتمي إليه، عاجلاً أم آجلاً.. …

أكمل القراءة

الحلقة الرابعة – عن قُرب

كورونا تايم!

بينما كانت خلود تحاول اختلاس النظر للرسالة الواردة على شاشة جوَّال جمال.. صرخ جمال: نتالي.. أحضري لي جوَّالي من فضلك.. نتالي: من أين؟ جمال: تركته في الصالة، ربما على طاولة السفرة.. نتالي: حاضر! ارتبكت خلود وأصبحت تتلفَّت حولها لا تدري ماذا تفعل وهي تُفكِّر بسرعة.. أتلتقط الجوَّال أم تتركه في مكانه؟ فهي لم تعتد التجسس على جمال ولا تريد لابنتها أن تراها وهي تفعل هذا الفعل المُشين، وفي تلك الأثناء.. وصلت نتالي لتأخذ جوَّال أبيها.. نتالي: أمي.. ما بك تقفين هنا؟ خلود: لا شيء.. ذاهبة لأنام، وأنت لماذا مازلت مستيقظة؟ نتالي: أقرأ في غرفتي.. مازال الوقت مُبكراً.. خلود: غداً أول …

أكمل القراءة

الحلقة الثالثة – ظلال التغيير

كورونا تايم!

في مساء تلك الليلة، تواصلت سارة وخلود عبر الهاتف للدردشة قليلاً، وكان الحديث حول التغيير الذي تمران به، وقد بدا أنه يؤرِّق سارة أكثر من خلود.. خلود: لماذا أنت متثاقلة من وجود أسرتك في المنزل؟ سارة: ليس تثاقلاً بقدر أنه أمر لم أكن جاهزة له، فأنا كانت لدي خطط لتطوير حياتي كما تعلمين، وأشعر أنَّ الحجر المنزلي سيحرمني منها. خلود: ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ سارة: لماذا أشعر أنك لا تعيشين معنا على نفس الكوكب؟ سأقضي يومي بأكمله أخدم أفراد الأسرة من دون توقف! متى سأجد وقتا لنفسي؟ خلود: أنا أفهمك.. بالتأكيد سيكون الأمر برمته مُرهِقاً في بدايته، لكن قد …

أكمل القراءة

الحلقة الثانية – الحجر المنزلي

كورونا تايم!

لم يكن سهلاً على سارة استيعاب التغيير الكبير الذي طرأ على حياتها من دون استئذان، ففي ليلة وضحاها انقلب كل شيء رأساً على عقب فعليها التأقلم مع الوضع الجديد من دون تمهيد، وبات لزاماً عليها مواجهة الكثير من القضايا الاجتماعية التي كانت تؤرِّقها، وكم هو صعب أن يُجبرك القَدَر على مواجهة أمور كنت تتجنبها طيلة حياتك! في تلك الليلة.. أُغلِقَ باب المنزل على الأسرة بأكملها إلى أجل غير مُسمَّى، لم يغمض لها جفن وهي تفكِّر كيف ستُدير حياتها خلال هذه الفترة، شعرت سارة أنها فقدت خصوصيتها التي كانت تتمتع بها لبضع ساعات خلال اليوم، فقد كانت مُتَنفساً لها لممارسة ما …

أكمل القراءة

الحلقة الأولى – ما لم يكن مُتوَقَّعاً

كورونا تايم!

استيقظ خالد في الصباح الباكر ليُصلي الفجر كعادته، لم يختلف الوضع عليه كثيراً لأنه كان دائماً يُصليه في البيت بدلاً من المسجد إلاَّ ما ندر، وعندما انتهى ذهب إلى المطبخ ليُجهز لنفسه كوباً من القهوة، ثم جلس في شرفة منزله.. فأشعل سيجارة وأخذ ينظر إلى النور يشق الأفق، كان شارد الذهن لم يهنأ في نومه ليلة أمس، فالأوضاع في العمل غير مريحة، والضغوطات النفسية كثيرة، والالتزامات المادية كبيرة. بينما كان يُقلِّب كل تلك الأمور في ذهنه.. كان يسمع عن الكورونا التي باتت تتصدَّر نشرات الأخبار اليومية بدلاً من نشرات الإرهاب، ففي ليلة وضحاها أصبح الإرهاب ترفاً لا يكترث له أحد، …

أكمل القراءة

زمن الخوف

زمن الخوف

دعونا بداية نتفق أنَّ مَن تجتمع في داخله صفتا (الجهل) و (السذاجة) يُصبح مُخترقاً بفايروس أخطر من فايروس كورونا، وتصبح السيطرة على عقله غاية في السهولة، والأهم.. أنَّ الحوار المنطقي مع أولئك الأشخاص أشبه بالمهمة المستحيلة من الاختراق الذي حوَّل عقولهم إلى صناديق سوداء لا يمكنها أن ترى أياً من ملامح الحقيقة على الإطلاق، الأمر الذي يجعلهم يميلون إلى التفسيرات السهلة بعيداً عن تلك التي تُرهق العقول. بما لا يدع مجالاً للشك أننا اليوم نعيش حدثاً تاريخياً لم نكن نتخيَّل أن نعيشه سوى في الأفلام، جائحة (كوڤيد ١٩ – COVID-19) التي تجتاح الكرة الأرضية جعلت العالم في حالة ذعر وشلل، …

أكمل القراءة