سياسية

لعنة الجيش

اعتادت الغالبية العظمى من العرب دوماً الحفاظ على صور نمطية ثابتة – غير متغيرة – في عقولهم عن قضايا مختلفة تتعلق بالأمة العربية والإسلامية، كقضية أننا قوم دائماً على حق، وأننا أهل الشرف والمروءة ولا أحد غيرنا، وأنَّ العربي شهم شجاع يساوي 1000 رجل من الأمم الأخرى … إلخ، ومن هذه الأنماط التي مازال يحفظها في مخيلته الصورة النمطية للجيوش العربية، خصوصاً تلك الجيوش التي خاضت حرباً ضد إسرائيل في يوم من الأيام وعلى رأسهم الجيش المصري، فهنالك من يعتقد واهماً بأن هذه الجيوش مقدسة لا تشوبها شائبة ولا وهن، كما يعتقد واهماً أيضاً أنَّ المصائب والكوارث التي طالت الأمة …

أكمل القراءة

أزمة العربي النفسية.. إسرائيل

يبهرني العقل العربي بتقلباته الفكرية والتي لا تخلو من تناقدات معقدة أحياناً، أضف إلى ذلك إتباعه لنفس النمط الفكري أياً كان التوجه الذي ينزلق فيه، فإما إنجراف عاطفي خطير، وإما إنجراف عقلي خطير، أو حتى إنجراف نَصِّي خطير جداً. دعني أخرجك عزيزي القارئ من فلسفتي وأطرح لك أمثالاً حياتيه لتفهم ماذا أقصد. من أهم المشكلات التي تواجه المواطن العربي … كلمة إسرائيل، فهي تمثل المشكلة الأكبر والمعضلة الأولى في حياته، فهي جعلت من كيانه الفكري مضطرباً … نعم … إنها إسرائيل، بمعنى أنَّ العربي مستعد أن يغفر أي شيء لأي أحد مهما فعل … مقابل أن يعلن عداوته لإسرائيل، حتى …

أكمل القراءة

مداخلة كتاب (اللاهوت العربي)

شاركت مساء البارحة في ندوة ثقافية لمناقشة كتاب ( اللاهوت العربي ) للكاتب المصري « يوسف زيدان » في ( نادي الكتاب – Book Club ) في الجامعة الأردنية والتي كانت عبارة عن ثلاثة محاور رئيسية: ( العنف، الدين، السياسة )، فأحببت أن أشارككم مداخلتي والتي طُلب مني أن أبعثها خطياً حيث لاقت إعجاب اللجنة الإعلامية هناك. قبل البدء في سرد مداخلتي، أود الإشادة بفكرة ( نادي الكتاب – Book Club ) والذي أعاد إلى المثقف الأردني ( الصالونات الأدبية ) والتي كانت تحث المفكر على البحث والقراءة والكتابة والتعبير والمناقشة والنقد وكل ما يخص الفكر الحر، أيضاً أود أن أشكر القائمين على هذا الصرح الفكري الهام …

أكمل القراءة

إعتذار.. عما جناه الأسلاف

أمنا الحنون … لا أدري إن كنتِ ستسامحينا في يوم من الأيام على ما اقترفناه في حقكِ، لا أدري إن كان حتى لديكِ القدرة على ذلك، فقد أخطأنا في حقكِ يا شريفة أيما خطأ، أخطأنا عندما هجرناكِ أنانية وخوفاً على أنفسنا وأرواحنا ولم نخشى عليكِ، أخطأنا عندما آمنا بوعود أخوة الدم والدين … فما كان منهم إلاَّ الخيانة و … ( *ماكو مدفعية )، أخطأنا عندما لم نُقدِّر ثمنكِ يا غالية … يا بدر البدور … يا عروسة الأكوان … يا زهرة المدائن، يا الله كم تحملتِ من مآسي بسببنا يعجز العاقل عن وصفها، كم حمل ظهركِ من حروب دهرية …

أكمل القراءة

إنما هو الجيش

إنما هو الجيش

نظرية جديدة توصلت إليها خلال متابعتي لثورات ٢٠١١ العربية، وفحواها أنه ليس هنالك ثورات للشعوب.. إنما هو الجيش! ومن كان يعتقد أن الشعب إنتفض وغيَّر ما غيَّر على أرض الواقع، فهو واهمٌ غارق في أحلام ليس لها وجود على الإطلاق. اليوم ككل يوم.. يحسم الجيش المسألة، ويعزل من يشاء ويُنصِّب من يشاء، والشعب مغلوب على أمره، ليس له إلاَّ الصراخ والعويل، ففي تونس ومصر لولا موقف الجيش ورغبته الحقيقية في تغيير النظام – والتي لا نعلم دوافعها حتى الآن – لما كان ما كان، ولبقي الشعب نائماً في العراء يندب حظه ويشجب رئيسه من دون فائدة، وما يحدث في ليبيا …

أكمل القراءة

ثورات.. وماذا بعد؟

ثورات ... وماذا بعد؟

لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أني سأشهد أحداثاً عالمية للحرية العربية كتلك التي حدثت في تونس ومصر، كنت أظنها ستحدث عند ظهور المهدي المنتظر لتستعد البشرية بعدها لنهاية العالم ومن ثم ملاقاة الله عز وجل، ولكنها حدثت بقوة وبسرعة لدرجة أن وجداني وعقلي لم يستطيعا إستيعاب إيقاعها، وبدأت بمراجعة جميع النظريات السياسية التي أعرفها لأتأكد من أني قد فهمت الحدث جيداً، فقد سيطرت علي العاطفة وشعرت أنها شوشت فهمي للحقيقة، ودموعي أصبحت تسيل دون سيطرة في كل لحظة أشاهد فيها نشرات الأخبار، فلم يبقى للعقل مساحة للتفكير، فأخذت نفسي بعيداً خارج الأطر الحالية لأرى بحرية أكبر ما الذي …

أكمل القراءة

آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه

ذات يوم دخل رجل على الإمام أبى حنيفة رحمه الله في مجلس علم وكانت تبدو عليه سمات الوقار والهيبة لدرجة أنَّ أبو حنيفة ضم قدميه إحتراماً للرجل وكان رحمه الله قد تقدم في العمر ولا يستطيع ضمهما، وبعد طول صمت تحدث الرجل وقال: يا أبا حنيفة متى يفطر الصائم!؟ قال: عند غروب الشمس، فقال الرجل: وإن لم تغرب الشمس؟ فابتسم أبو حنيفة وقال: آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه! وكان يظن رحمه الله أنه من أهل العلم بناء على هيئته الظاهرة وصمته الطويل. قصة ظريفة أصبح يُستأنس بها عندما يراد التعبير عن خداع المظهر والهيبة الزائفة التي لا تعكس حقيقة …

أكمل القراءة