المرأة العربية

نزاع في الشارع

منذ أسابيع قريبة، كنت أسير برفقة ابنتي في مدينة اسطنبول، وبالتحديد في أحد الأزقة التي تؤدي إلى شارع الاستقلال الشهير الممتد من ميدان تقسيم، وإذ بسيدة عربية مُحجَّبة (سائحة) تنهر زوجها وتقول له: (لن أعود معك.. لن أعود مهما فعلت) والزوج يطلب منها بهدوء أن تسير معه ليتحدثوا لاحقاً في مكان مناسب.. لكن دون أي جدوى. طبعاً لا ندري إن كانت تقصد أنها لن تعود معه إلى الفندق أو أنها لن تعود معه إلى بلدهم الذي جاؤوا منه.نظرت أنا وابنتي لبعضنا بصمت متفاجئين بعض الشيء من الموقف، وأكملنا المسير كأننا لم نسمع شيء. قلت لابنتي بعدما سرنا قليلاً: (لا أدري …

أكمل القراءة

سيدة في مقهى

بينما كان يحتسي القهوة في العمل، نظر من نافذة مكتبه وكانت شمس العصر البرتقالية تسطع في عينيه، هذه إشارة أنه قد أزف الرحيل، وكعادته بدأ الحزن يسري في قلبه، فهو لم يفقد حبيباً أو يخسر مالاً، ببساطة.. تذكَّر أنه حان وقت العودة إلى وحدته التي يُبددها خلال ساعات العمل، فالوحدة نافعة فقط عندما تكون اختيارية، وغير ذلك.. هي أداة قتل صامتة. كان يتأخر في عمله طوعاً حتى يتفادى شعور الوحدة السيء.. – (لكن إلى متى سأبقى على هذه الحال؟) يسأل نفسه.. أليس لجسده وروحه حق للراحة في هذا الحياة الشاقة؟ جلس في مركبته ينظر من حوله كالطفل الصغير الذي خرج …

أكمل القراءة

لماذا يسألونني عن الحجاب؟

ما رأيك في لباس المسلمة المُحتَشم من دون حجاب الرأس؟! هل غير المُحجَّبة المُحتَشمة والتي لا تتزيَّن.. تُعتبر آثمة؟! بماذا تنصحني؟! كثُرَت الأسئلة التي تصلني في هذا الصدد، وليس غريباً.. فقد كَثُر التشكيك في فرضية الحجاب خصوصاً في الآونة الأخيرة.. فالباطل يعمل ليل نهار على نقض عُرى الإسلام عروة عروة، ويبدو أنه لن يكل أو يمل حتى يقضي عليه بالكامل كما تنبأ المصطفى ﷺ في أكثر من حديث صحيح. لكن الغريب أن يُطرَح هذا السؤال على شخص غير مخوَّل بالإفتاء في القضايا الشرعية! لماذا يتم اجتناب المشايخ ودور الإفتاء في مثل هذه الأسئلة؟ هل لأننا نبحث عن أجوبة توافق هوانا؟ …

أكمل القراءة

إضحكوا في وجه أبيكم

دائماً ما كنت نصير المرأة العربية المُعنَّفة والقابعة تحت جبروت الرجل العربي المُستبد المدعوم بثقافة مجتمعه الشرقي العفنة، ومازلت أعترف أنَّ هذا النموذج هو الأكثر شيوعاً في مجتمعاتنا العربية مع الأسف الشديد! لكن بصراحة.. أعتقد أنَّ هذه الأسطوانة قد ظلمت جزءاً كبيراً من رجال العرب الأتقياء والأنقياء الذين يتحمَّلون زوجاتهم – ذوات النفوس الخبيثة – من أجل الحفاظ على الأطفال والأسرة متماسكة، وهذا التعميم فيه ظلم كبير للرجل العربي الشريف الذي يُكافح في كل يوم من أجل ابقاء هذه الأسرة على قيد الحياة في ظلم التحدي الكبير الذي يواجه البشرية خارج المنزل. إذا سألت أي امرأة عربية (لماذا أنت صابرة …

أكمل القراءة

الحجر الصحي ألم الزوجات وربَّات البيوت

تواصلت معي إحدى السيدات اليوم لتخبرني عن مدى امتعاضها من تواجد زوجها والأولاد كل هذا الوقت طويل في البيت بسبب الحجر المنزلي لتفادي انتشار فيروس الكورونا.. فقلت لها.. فلسفتي في هذه القضية تختلف عن معظم الناس، فعندما تكون العلاقة الزوجية طبيعية وتحوي في داخلها الحب والود والاحترام لكلا الطرفين، ولا تعاني من أي احتقانات مُزمنة، من الطبيعي جداً ألاَّ يُشكِّل هذا الحجر أي ضيق لأي طرف، بل على العكس.. من المفترض أن يكون سبباً من أسباب السعادة لاجتماع الأسرة مع بعضها كل هذا الوقت بحيث يتسنَّى لأفراد الأسرة التواصل الذي نفقده كثيراً في هذه الأيام المُرهقة والمُزدحمة.أما إن كان الضيق …

أكمل القراءة

تذكري يا ابنتي..

تذكري يا ابنتي.. مهما وهن عظمي وانحنى ظهري.. سأبقى قادراً على حَملكِ مهما زاد حِملك.. وإن كانت أثقل من كل الجبال.. لن يهم إن سرنا وحدنا.. المهم أن نسير معاً إلى أن نصل جنة الرحمن بإذن الله. والدك المُحب ~ حسين يونس

لبسته.. فندمت

لبسته.. فندمت!

عندما قررنا ترك كندا والعودة إلى الشرق، كان من أولى أولوياتنا توفير الدعم النفسي والمجتمعي لفتياتنا خلال فترة المراهقة لعبورها بسلام، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم نكن نرغب أن يخضن تجربة صعبة في الغرب إذا ما أردن إرتداء الحجاب، فعندما يعيش الإنسان في بيئة داعمة لما يؤمن به من دون أن يبقى منشغلاً بتبرير أفعاله، بالتأكيد ستقوى شوكته ويتغلب على الكثير من المصاعب المُحتَملة التي من الممكن أن تؤدي به إلى النكوص على نفسه واعتزال المجتمع، أو اعتزال ما يؤمن به والإنقلاب عليه، وذلك ألم لا نقوى أنا وأسرتي على احتماله، وأمامه.. قد يضعف المرء وينهار، وقد يُصبح الحق …

أكمل القراءة