غزة

اعتزال إبليس: رؤية أخرى لفجر الشر

مع آخر خيوط الغروب الرمضاني، حيث تترقرق أنفاس الليل الأولى، انقضى أجل وثاق إبليس. شهراً كاملاً قضاه مُصفَّداً، مُنْزَعاً من سلطانه، ليُطلَقَ سراحه الآن، يتنفس عبير الحرية المُرَّة، ويستعد لنسج خيوط فتنته من جديد. ببطءٍ مُمِضٍ وهدوءٍ يشوبه إنهاك الأسر، طقطق مفاصله التي كلَّلها الصدأ، وفرك رسغيه المثقلين بآثار الأغلال، نفض عن ردائه البالي غبار السجن المؤقت. رفع عينيه المتورمتين من عتمة الأسر، فامتد بصره ليشمل أتباعه الذين اكتظ بهم الأفق، عيونهم مُعلَّقة بانتظار أوامره كالجَمرٌ المتّقدٌ، ترقب خططه الشيطانية القادمة. نظر إليهم بوهن، شبح تعبٍ عميق يخيم على ملامحه الذابلة، وقرناه اللذان كانا يوماً رمزاً لجبروته شاحبان يشهدان على …

أكمل القراءة

حارس الأمن الروبوت والحي

في رأيي، هذه الصورة يجب أن تكون صورة العام.. بينما الجندي الأمريكي «آرون بوشنل» مُحتَرق بالكامل يلفظ أنفاسه الأخيرة، بالكاد يمكن التَّعرُّف عليه بعد أن أنهى حياته وهو يهتف لحرية الشُرفاء الأحرار في مَسرى رسولنا الكريم، ويتحدث ضد الإبادة الجماعية التي كان مُضطرَّاً لدعمها.. ترى حارس الأمن الأسود يقوم بكل العمل الشاق لإطفاء النيران محاولًا إنقاذ «آرون»، ورجل الأمن الأبيض يقف مثل الروبوت شاهراً سلاحه الناري نحو ما تبقى من الجندي المُحتَرق، خائفاً من ظله المُتَفحِّم، وكأنَّ «آرون» على وشك أن يعتدي عليه ويقتله، وهو لا يستطيع التحرُّك حتى إن أراد ذلك.

ما الذي جنيناه من أحداث فلسطين الأخيرة؟

مازالت قضيتنا الفلسطينية في عامها الـ ٧٣ من تاريخ نكبتها تتصدر المركز الأول ليس فقط في العالم العربي.. بل في العالم أجمع لأهميتها الإنسانية ومكانتها الدينية، الأمر الذي أدَّى إلى محاربتها بشتى السُبل ومن جميع الاتجاهات في محاولة لتمييعها ومحيها عن الوجود وجعلها قضية ثانوية لمجموعة من الخونة باعوا أرضهم لليهود، ناهيك عن الإرهابيين الإسلاميين في داخلها الذين يريدون جرَّ الأمة إلى صراع مع الإسرائيليين لا فائدة منه. لكن على الرغم من كل تلك الجهود الشيطانية للقضاء على فلسطين وقضيتها، إلاَّ أنها مازالت فارضة نفسها وبقوة، وفي كل مرة يعتقد الصهاينة أنهم تمكَّنوا من فلسطين وأهلها وحاولوا اختبار جهودهم البائسة …

أكمل القراءة

ماذا لو تحررت فلسطين؟

ماذا لو تحررت فلسطين؟

هل فكرت يوماً عزيزي القارئ ما الذي سيحدث لو تحررت فلسطين؟ ماذا لو إستيقظنا في الصباح لنجد دولة الإحتلال قد إختفت عن جميع التراب الفلسطيني مُخلِّفة وراءها كل شيء.. المجد الذي بنته، الشعب الذي زرعته، الأمة التي مزَّقتها، الأرض التي قسَّمتها.. ما الذي سنفعله في واقع مرير لم نشهد له مثيل في أرض عربية.. كيف سنتصرف؟ ما هي القضايا التي يجب أن نستعد لها في مثل هذا اليوم؟ هذا السؤال طرحته منذ أسابيع في بداية محاضرة عن التخطيط الناجح كنت قد ألقيتها في مدينة الخليل خلال زيارتي الأخيرة لفلسطين، وكان الهدف من تلك الإفتتاحية هو تسليط الضوء على أهمية التخطيط …

أكمل القراءة

لماذا يقتلوننا؟

رأينا في حياتنا الكثير من القتل والمجازر في مناطق متفرقة من الأرض، حروب طاحنة غالباً ما يكون وراءها معتقدات تحض على مثل هذا القتل والتشريد لبني البشر، وشدني منها ما حدث في فلسطين المحتلة مؤخراً من قتل للنساء والأطفال في مدينة غزة، ونسف للبيوت والمدراس والمستشفيات، وكأن جيش العدو الإسرائيلي في مسابقة مع الزمن لحصد أكبر عدد من أرواح وممتلكات الفلسطينيين، التساؤل الذي كان دائماً يجول في خاطري … ما هذا الشيء الذي يجعل الإسرائيلي كائناً لا يرحم … ما هي هذه الأفكار العقائدية التي تشبعها منذ صغره ليقتل ويُدمر بكل هذا البرود؟! اليوم عزيزي القارئ ستقرأ جزءاً من هذه …

أكمل القراءة

حظيرة الأبقار

عندما شاهدنا مجازر صبرا وشاتيلا، كنا نُقسمُ أننا لو كنَّا في تلكَ الحقبةِ الزمنيةِ لزلزلنا الأرضَ من تحتِ أقدامِ الصهاينةِ الفجَّار وبعدها … حدثت مئة صبرا وشاتيلا، ليس فقط في فلسطين … بل في كلِّ بيتٍ عربيٍ ضَربَ على نفسهِ نُذورَ الذلَ والعار واليوم غزَّة … وماذا فعلنا؟ مقالةٌ وتغريدةٌ وهاشتاق … ومن ثم عودةٌ إلى حياةِ الأبقار ندَّعي حُبَ النبيَّ ونَنَحبُ على زمانه … ولو كنَّا معهُ لخذلناهُ ولنصرنا الكفَّار هذا شيءٌ من بركاتِ زماننا … زمانُ العقلِ والحكمةِ وتلاوةِ الأذكار !! *** رضينا الذُلَّ في أقفاصِ الجرذانِ، نشاهدُ دماءِ المسلمينَ تَسيل … من أجلِ ماذا؟ من أجلِ نَزواتِ …

أكمل القراءة

نردين .. رواية من فلسطين 🇵🇸

نردين .. رواية من فلسطين

في ليالي كندا الباردة من هذا الشهر، كان صقيع الشتاء الشمالي يُلقي بثلجه علينا كما يُلقي العدو بذخيرته على أهل فلسطين، إذ إنخفضت درجة حرارة مدينة تورونتو إلى 20° درجة مئوية تحت الصفر، تماماً كما إنخفض مؤشر الحياة هناك .. في فلسطين. لكن شاء القدر أن يجمعني بما يُدفيء برد الروح ويجمع شتاتها، رواية .. إلتحف القلب المتجمد في بحر الرأسمالية بصفحاتها الحيَّة لتُعيد إليه النبض من جديد، أحيَت روحاً ممزقة بين أصقاع الأرض باحثة عن وطن، وطن في الغربة لا يمكن له أن يتجاوز جدران المنزل الذي تعيش فيه، خصوصاً إذا كان هذا الوطن هو فلسطين، فأقصى درجات المواطنة …

أكمل القراءة