حضارة

ثقافة السعادة

على الرغم من اشتياقي كثيراً للكتابة التي انشغلت عنها بسبب عملي، إلاَّ أني أيضاً أصبحت أميل إلى الكتابة القصيرة المختصرة التي يمكن من خلالها إيصال الفكرة على مبدأ (ما قلَّ ودلَّ)، وفي بالي الكثير لأكتبه عن السعادة وثقافتها التي نبحث عنها جميعاً، خصوصاً تلك المقرونة بالسفر وتغيير المكان، إلاَّ أني آثرت اختصار المقال قدر المستطاع حتى لا أطيل كي تبقوا في سعادة خلال القراءة. دعوني أخبركم كم هو جميل أن يسافر الإنسان بعيداً عن حياته التي تعب في صناعتها واعتاد عليها، لكن الأجمل أن يسافر بعيداً من دون التخلي عنها، ففي السفر يحدث التغيير الذي نحتاجه بعيداً عن الروتين اليومي، …

أكمل القراءة

أنا لست متديناً

مازال (كلوب هاوس – Clubhouse) يكشف لنا خبايا المرحلة التي تمر بها أمتنا العربية من عيوب وميزات، تحديات وفرص، ازدهار وانحطاط. وعلى الرغم من أن وتيرة تواجدي على تلك المنصة أصبح يقل رويداً رويداً بسبب كثرة الأشغال وقلة الوقت، إلاَّ أني أصبحت أحرص على الاستماع أكثر من التحدُّث، وأن أنتقي الغرف التي أقضي وقتي فيها. لقد وجدت في الاستماع فرصة ذهبية لفهم ثقافة المجتمع وتناقضاته المتراكمة التي خلَّفتها الديكتاتورية من جهة، والجهل من جهة أخرى، وفوق كل هذا.. رغبة جامحة للظهور وإرضاء الآخر أكثر من إرضاء الذات! في كل يوم أدخل هناك أجد نمطاً عاماً للخطاب الذي يستهوي الجموع.. البساطة …

أكمل القراءة

بوابة السماء

بوابة السماء

إنتزعت هذه اللحظات بصعوبة حتى أكتب لكم هذا المقال من قلب فلسطين، ففي هذه الأثناء التي أتجه فيها من مدينة حيفا الخرافية إلى مدينة عكا التي وصلتها من مدينة تل أبيب ويافا مروراً بمدينة هرتسليا ونتانيا والخضيرة، لا يزال عقلي يسترجع صور المدينة العتيقة التي غادرتها صباحاً على أمل ألاَّ يطول فراقنا حتى أعود إليها في المساء لأبيت في أكنافها كما يبيت الطفل في حضن أمه المقدَّسة، مدينة إلهية كأنها بُنيت في السماء لتسكنها الملائكة، ونزلت إلى الأرض رحمة بها وبركة، كنت أبحث منذ عقود عن نفسي الضائعة، واليوم وجدتها … نعم وجدتها في القدس … في موطني … في …

أكمل القراءة

إعادة ثقة

في إستطلاع على الفيسبوك اليوم، سألت المتابعين الأفاضل إن كان يجب الإصغاء إلى النصيحة التي أسديت إليَّ بضرورة التخفيف من الكتابة الفكرية، والبدء بالكتابة الترفيهية من أجل زيادة عدد المتابعين، وعندما أقول ترفيهية آقصد الهابط منها والركيك في المحتوى والمعنى، وتساءلت إن كان فعلاً هذا ما يُفضله العرب. فمن ضمن القضايا التي تهمني اليوم هو محاولة فهم النظرة التي يحملها العربي في عقله عن نفسه وعن أمته العريقة، هل هذه حقيقة العرب؟ هل ما يُشاع عنهم صحيح؟ ردة فعل القرَّاء كانت إيجابية بكل المقاييس ولم أستغربها على الإطلاق، فإن كان بيننا فئة متدنية (وهي موجودة بلا شك) هذا لا يعني …

أكمل القراءة

لا تخلعوا عنها ثوب الكنانة

بينما كنت في حيرة من أمري أقلِّب القنوات المصرية محاولاً فهم مُخرجاتها، كنت أقلب بين يدي لسان العرب، فسألته عن معنى الكنانة، فقال لي فيها كلاماً عميقاً: هي من الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ، وتعني ( وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه )، وزاد فقال: ألم تقرأ في النحل من الآية 81 قوله تعالى: { وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا } أي حصوناً ومعاقل يُلجأ إليها للحماية، فقلت .. ما أجمله من وصف وما أكمله من معنى .. لا يليق إلاَّ بمصر الأمصار .. لم تُكنَّى بأم الدنيا عبثاً، فهي كذلك .. كنانة العرب والمسلمين، والتفت بعدها إلى التلفاز بحسرة وقلت: أناشدكم الله .. لا تخلعوا عنها ثوب الكنانة.

أكمل القراءة

كيف فعلتها كندا؟

في كل مرة أدخل فيها بلداً متحضراً، أسأل نفسي نفس هذا السؤال: (( كيف فعلوها؟! ))، سألت نفسي هذا السؤال مراراً وتكراراً عندما زرت المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، والآن كندا … كيف تمكن هؤلاء القوم الذين يدينون بديانات مختلفة – غير الإسلام – وينتمون إلى أعراق مختلفة – غير العربية – من التقدم والإزدهار في شتى قضايا الإنسان من ثقافة، حرية، أدب، أخلاق، علم، سياسة، نظام … إلخ، كيف؟! كيف يمكن لإنسان غير مسلم وغير عربي أن يتمتع بمثل هذه الصفات؟! ألم ننشأ على فكرة أنَّ هذه الحياة هي فقط حكر على المسلمين العرب؟ ألم يُعلمنا أهلنا ومدرسونا …

أكمل القراءة

عندما تختفي حضارة الطرقات

تنهار الحضارات، وتنحسر الخيرات، وتتقهقر الأمم عندما ينعدم الشعور بالمسئولية وتتصدر الأنانية أولويات الشعوب، هذا كله يؤدي إلى ظلم النفس والمجتمع وإجحاد نِعَم الله عليها، فعدم إستشعار المسئولية يؤدي وبكل تأكيد إلى عدم الشعور بعطاءات الوهَّاب التي تنهال من السماء في كل يوم دون تقدير منَّا، فرحمة الله علينا نازلة، ومعصيتنا له صاعدة ولا حو ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم. فمن نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى نعمة المركبة التي وفَّرت علينا عناء السير على أقدامنا في حر الصيف وبرد الشتاء، بل أصبحت المركبة كالبيت المتنقل فيها كل ما يلزم الإنسان، فهي ضرورة من ضروريات الحياة اليومية التي لا …

أكمل القراءة