حب

سيدة في مقهى

بينما كان يحتسي القهوة في العمل، نظر من نافذة مكتبه وكانت شمس العصر البرتقالية تسطع في عينيه، هذه إشارة أنه قد أزف الرحيل، وكعادته بدأ الحزن يسري في قلبه، فهو لم يفقد حبيباً أو يخسر مالاً، ببساطة.. تذكَّر أنه حان وقت العودة إلى وحدته التي يُبددها خلال ساعات العمل، فالوحدة نافعة فقط عندما تكون اختيارية، وغير ذلك.. هي أداة قتل صامتة. كان يتأخر في عمله طوعاً حتى يتفادى شعور الوحدة السيء.. – (لكن إلى متى سأبقى على هذه الحال؟) يسأل نفسه.. أليس لجسده وروحه حق للراحة في هذا الحياة الشاقة؟ جلس في مركبته ينظر من حوله كالطفل الصغير الذي خرج …

أكمل القراءة

الحب الحقيقي

إذا رأيت الرجل يتكلم في حب الله أو الوطن أو الحاكم.. فلا تنبهر كثيراً.. فذلك حبٌ اتقانه سهل.. خطوطه واضحة عريضة.. يسير فيها المجتمع من دون تفكير أو مقاومة.. وأسميته (مثلث الحب البديهي: الله، الوطن، الحاكم). لكن إذا وجدت الإنسان يمدح نظيره الإنسان فوقتها انبهر! فذلك حبٌ لا يقوى عليه في زماننا سوى النقي في نفسه السوي في عقله.. الذي يغبط ولا يحسد.. يتمنى ولا يحقد.. يسعد ولا يسخط.. يبتهج بنجاح غيره ولا يشعر بتهديد أو خطر.. ذلك هو الحب الحقيقي!

الحلقة الرابعة – عن قُرب

كورونا تايم!

بينما كانت خلود تحاول اختلاس النظر للرسالة الواردة على شاشة جوَّال جمال.. صرخ جمال: نتالي.. أحضري لي جوَّالي من فضلك.. نتالي: من أين؟ جمال: تركته في الصالة، ربما على طاولة السفرة.. نتالي: حاضر! ارتبكت خلود وأصبحت تتلفَّت حولها لا تدري ماذا تفعل وهي تُفكِّر بسرعة.. أتلتقط الجوَّال أم تتركه في مكانه؟ فهي لم تعتد التجسس على جمال ولا تريد لابنتها أن تراها وهي تفعل هذا الفعل المُشين، وفي تلك الأثناء.. وصلت نتالي لتأخذ جوَّال أبيها.. نتالي: أمي.. ما بك تقفين هنا؟ خلود: لا شيء.. ذاهبة لأنام، وأنت لماذا مازلت مستيقظة؟ نتالي: أقرأ في غرفتي.. مازال الوقت مُبكراً.. خلود: غداً أول …

أكمل القراءة

الحلقة الثالثة – ظلال التغيير

كورونا تايم!

في مساء تلك الليلة، تواصلت سارة وخلود عبر الهاتف للدردشة قليلاً، وكان الحديث حول التغيير الذي تمران به، وقد بدا أنه يؤرِّق سارة أكثر من خلود.. خلود: لماذا أنت متثاقلة من وجود أسرتك في المنزل؟ سارة: ليس تثاقلاً بقدر أنه أمر لم أكن جاهزة له، فأنا كانت لدي خطط لتطوير حياتي كما تعلمين، وأشعر أنَّ الحجر المنزلي سيحرمني منها. خلود: ما الذي دفعك لهذا الاعتقاد؟ سارة: لماذا أشعر أنك لا تعيشين معنا على نفس الكوكب؟ سأقضي يومي بأكمله أخدم أفراد الأسرة من دون توقف! متى سأجد وقتا لنفسي؟ خلود: أنا أفهمك.. بالتأكيد سيكون الأمر برمته مُرهِقاً في بدايته، لكن قد …

أكمل القراءة

الحجر الصحي ألم الزوجات وربَّات البيوت

تواصلت معي إحدى السيدات اليوم لتخبرني عن مدى امتعاضها من تواجد زوجها والأولاد كل هذا الوقت طويل في البيت بسبب الحجر المنزلي لتفادي انتشار فيروس الكورونا.. فقلت لها.. فلسفتي في هذه القضية تختلف عن معظم الناس، فعندما تكون العلاقة الزوجية طبيعية وتحوي في داخلها الحب والود والاحترام لكلا الطرفين، ولا تعاني من أي احتقانات مُزمنة، من الطبيعي جداً ألاَّ يُشكِّل هذا الحجر أي ضيق لأي طرف، بل على العكس.. من المفترض أن يكون سبباً من أسباب السعادة لاجتماع الأسرة مع بعضها كل هذا الوقت بحيث يتسنَّى لأفراد الأسرة التواصل الذي نفقده كثيراً في هذه الأيام المُرهقة والمُزدحمة.أما إن كان الضيق …

أكمل القراءة

خاتم زواجي

عندما خسرت ٤٠ كيلو من وزني في كندا، أصبح خاتم زواجي (الدبلة) يسقط من أصبعي، ومضت السنوات ولم أشتري خاتماً جديداً. وفي كل مرة كانت تنظر زوجتي ليدي فارغة تسألني: (متى ستشتري خاتماً جديداً؟) في الحقيقة لم يكن لدي جواب، ولم أكن أعرف لماذا لم اشترِ واحداً آخر! منذ أيام اشتريت خاتماً جديداً لتفرح به.. فبعض الرجال – ربما بسبب زحمة الحياة – لا يُدركون أنَّ هذه الأمور الصغيرة تُسعد الزوجة وتجعلها تشعر بالأمان، والمحصلة.. أسرة كاملة تنعم بذلك الأمان الذي نزرعه في قلوب زوجاتنا ❤️