هم حقاً الأموات
عندما ولِد، لم تكن الحياة صافيه، كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، كان الهدوء قد بدأ يسود المدينة، والضجيج يسود روحه التي تحاول رؤية النور، كانت أمه تلتقط أنفاسها المتسارعة بينما صراخها المتقطع يزداد كلما اقتربت اللحظة، فدائماً ما يكون الهدوء حميداً إلاَّ في تلك اللحظة.. يكون مقيتاً ومُرعباً. الجميع في الخارج يتمنى أن يستمر الضجيج ويعلو، فتلك إشارات الحياة التي يريدونها.. ولا شيء سوى الحياة. لم يكن يعلم عندما ولِد أنَّ حياته داخل الرحم أرحم، كان يدفع بنفسه خارجاً ليُنهي آلام أمه التي لا تنتهي، كان متلهفاً للخروج.. لكنه لم يكن يُدرك حجم المعاناة التي تنتظره في الخارج، فهو …