سألته: لماذا أنت مهم، على الرغم أنك لست بكثير من العلم مُلِم؟
فقال: الناس مفتونة بالكثرة، وهذا ما حظيت به رغم ركاكة الفكرة!
فقلت: وكيف بك لو جالست أصحاب الفكر والتنظير، وتفاجؤوا بفراغك الكبير؟
قال: أنفخ في كل فكرة، لأجعل لها في الثقافة بذرة، ولو فُضِحَ أمري.. أجادل، ولو خسرت الحوار.. أُسلِّط عليهم أتباعي ليُخرسوهم، بتغريدة أو كلمة.
وختم قائلاً: يا صديقي إنه زمن الكثرة.. وهنا مَربَط الفَرَس والعبرة.
هذا بالضبط ما جعلني أعيد حساباتي عندما أخاطب العامة، فالناس لا تحب مَن يقول لها الحقيقة، بل تُحب مَن يُكثِر الكلام حتى وإن كان فارغاً..
سألني بعض الأحبة: لماذا مقالاتك قليلة ومشاركاتك معدودة؟
فقلت:الكلام ليس في كثرته إنما في نوعيته، وزماننا الصمت فيه غنيمة، وقلة الكلام فيه حكمة، والإنصات فيه أفضل.
فالثرثرة تقتل الفكرة، والأهم.. إن كان الناس لا يكترثون لكلام الله.. فهل سيكترثون لكلامي؟
خلص الكلام.