بينما كنت أجلس أراقب بدر شعبان.. تذكرت أولئك الذين كنت أراهم في شوارع كندا الذين ارتضوا لأنفسهم النوم في العراء، فعلى الرغم من تمتع بعضهم بدرجات علمية ووظائف مرموقة، إلاَّ أنهم تخلَّوا عن وظائفهم وأُسرهم.. تخلَّوا عن كل شيء بحثاً عن الراحة المفقودة من شدة الإرهاق والتعب!
أصبحت مُرهَق من كل شيء.. الكتابة أصبحت ترهقني.. القراءة أصبحت ترهقني.. كسب الرزق أصبح يرهقني.. لعب دور البطولة أثقل كاهلي.. كل شيء أصبح يرهقني في هذه الحياة.. فلا العلم ولا المعجزاتُ باتت تُسعِفنا.. ولا تِلاوةُ الآياتِ تَجبرُ الكسر!
أسأل نفسي في كل يوم.. إلى متى سأصمد؟ وفي داخلي لا أجد جواباً..حياة المسلم أصبحت مرهقة بكل ما تعني كلمة الإرهاق من معنى.. وذلك البدر في السماء كأنه ينظر إلي ويقول.. أصمد.. لم يبقى سوى القليل وكلنا إلى زوال.
اللهم لا تقصم ظهورنا في هذه الدنيا.. وقوِّي شوكتنا.. وأنزل علينا الصبر والسلوان لنُكمل الطريق.. فلم يبقى لنا معين سواك يا الله.. وكل شيء دونك خراب!