حاول أن تفهم

|

حسين يونس

لا شك أنَّ الفرق بين العلم والفهم كبيرٌ جداً، فالعلم هو (الإِدراك الحسِّي لحقيقة الشيء)، أما الفهم فهو (الإستيعاب العقلي لجوهر وخواص الشيء)، وهذه الشعرة الفارقة بين المصطلحين تُشكل عاملاً مهماً لإلتزاماتنا الحياتية ما بين إخفاق ونجاح، فبين العلم والعمل يترصَّد الفهم – عزيزاً – على رأس جبل شامخ، وتقاعصنا عن الصعود إليه يُشكل سبباً رئيسياً لإخفاقاتنا، فبينما حياتنا مليئة بالكثير من الأمور المهمة وغير المهمة، يُصبح الفهم مَطلباً ضرورياً.

بينما أناقش المتعلمين والمثقفين، أستغرب جداً لماذا لم يكلفوا أنفسهم صعود ذلك الجبل؟! وكأنَّ العقول توقفت والقيامة قامت … حتى أنشدت أقول:

مالي أرى الفهمَ باتَ عصيَّاً :: يُضاهي في نفاستهِ الدُّررَ
فلما تفكرتُ وجدتها قد دَنَتْ :: هي الآخرةُ لم تُبقِ ولنْ تَذَرَ

قد ترى عزيزي القارئ أنك اليوم لا تستطيع أن تخدم دينك وأمتك وقضاياك العالقة، لكن لو حاولت فقط أن تفهم.. ستقدم أكبر خدمة لنفسك ولأمتك! فلو فهم الإنسان جوهر دينه وحيثيَّاته … لما بقي يُغرد في شبكات التواصل الإجتماعي عن الإسلام والنجاح من دون عمل، ولو فهم الزوجان جوهر الأسرة وإلتزاماتها.. لما أخرجوا لنا جيلاً غير مسؤول، ولو فهم الآدمي قيمة الفهم … لما خطى خطوة من دونه.

فتوجيه الأمة بقوة إلى العلم دون فهم … خطأ كبير قد يصل إلى المؤامرة، فحاول ألاَّ تكن أنت جزءاً منها، وتذكر أنَّ العلم يمكن الإستفادة منه بالفهم، ومن دونه ليس للعلم أي فائدة!

أضف تعليق