يد الكافر تحمي ويد المسلم تبطش

|

حسين يونس

في صباح كندي بارد من هذا العام، كنت متجهاً إلى عملي في تورونتو متجاوزاً السرعة المُحددة، وبينما كنت أتنقل بين المركبات لألحق بعملي، أوقفني شرطي مرور وطلب رخصة القيادة، وبعدما أمعن النظر فيها ..
سألني بلهجة حادة: هل لك أن تخبرني لماذا كنت تقود المركبة بحماقة؟
فكان ردي عليه: قلي أنت .. بأي حق تكلمني بهذه اللهجة المتدنية؟
قال لي: أنت خالفت قانون الطريق.
قلت له: وأنت خالفت قانون المواطنة وأهنتني، وأنت لا تملك أي حق في ذلك، وهذا أمر لن أقبله أبداً.

طبعاً كانت نيتي أن أتقدم بشكوى في المحكمة لأنه تعدى عليّ بلسانه، وهو يعلم أنه قد خسر موقفه تماماً بهذا التعدي وسيُعاقبه القانون على ذلك.

بعدما تحقق من سلامة معلوماتي في حاسبه عاد وقال لي: أنا لن أخالفك، وصدقني أني لم أقصد إهانتك، وأرجو منك أن تراعي قوانين السير، وحاول أن تتفهم موقفي كرجل أمن!

طبعاً القانون هنا حماني كإنسان لأنه موجود ومُطبَّق، ولكن أنا أعزو هذا الأمر إلى توفيق الله سبحانه وتعالى.

تذكرت هذا الموقف وأنا أقرأ خبر السعودي الذي لطمه رجل المرور.

رجل أمن كندي يحمل شارة دولته ويحترمها .. ويده الكافرة تحمي ..
وآخر يُهين كل الشارات المُقدسة ويلطم مواطناً .. ويده المسلمة تؤذي ..

يحزن العاقل لهذا الإذلال وقهر الرجال.

دامت وجوهكم بخير.

5 رأي حول “يد الكافر تحمي ويد المسلم تبطش”

  1. لم يكن هناك مبرر لاقحام الدين في الموضوع فالمسألة مسألة طبائع ونفسيات , والسبب هو امن رجل المرور عندنا من المحاسبة فيما رجل المرور عندكم عرضة للمحاسبة والسبب العام هو النظام فالنظام الذي مرجعه نفسه لا يبالي بمواطنيه بينماالنظام الذي مرجعه الشعب يحرص تماماً على رضى الشعب
    والغرب أدرك ذلك تماماً ولحرصة بأن لا نصحو من كبوتنا وغفوتنا وبالتالي نحاسبه على اخطائه في حقنا واكبر اخطائه هو اسرائيل يحرص حرصاً كبيرا على ان لا يحكمنا إلا نظام يكون مرجع نفسه
    لذا ينظر اليك رجل المرور والامن عندنا وفي كل الدول العربية بسخرية إذا قلت له ساشكوك , وهو لا يلام على سخريته فكيف تشكو النظام الى نفسه

    رد
    • العملية ليست إقحاماً للدين بقدر ما هي لفتة لفهم دور الدين في حياة الشعوب، خصوصاً إذا كانت هذه الشعوب تدين بالدين الإسلامي.

      أين هم عن تعاليم الإسلام في إدارة الدولة؟
      هل من المعقول ألاَّ ينالهم حظ من دينهم سوى القشور؟

      شيء مُحزن!

      ونصيحتي لك أخي أحمد أن تحاول فهم المشكلة الحقيقية لإنحدار الشعوب العربية، فالمشكلة عندنا وليست عند الغرب، نحن من سمحنا لهم بإستغلالنا وإستعمارنا وإستحمارنا، والحل فقط من عندنا من الداخل .. لأنَّ الغرب لن يهبك الحضارة والحرية والرقي على طبق من ذهب ما دمت أنت من رضيت بسلطتهم عليك.

      رد
  2. يا الله ما اروع الإسلام وما اعظمه ولكن أقول وبحرقة شديدة كم نحن بحاجة لمن يهدينا ويعلمنا و يرشدنا الى حقيقة الدين الحنيف , والله قد سافرت فيما مضى لإحدى دول الخليج وقد رأيت بأم عيني الرقيق والعبيد والنخاسة بأبشع صورها كما أن الظلم الإجتماعي لاحدود له , أين الإسلام من المسلمين هذه الأيام اللهم بدل الحال بأحسن حال يارب العالمين

    رد
  3. يا الله, فعلا نحزن من تفشي العنف والقسوة لدينا(جسديا لفظيا عاطفيا)..
    جزاك الله خيراً لمدونتك الرائعة, التي والله أجد فيها نفسي, حتى والله كلما أقرأ فيها,أرغب بشدة أن أرى كاتبها والجلوس معه, لأني أجده يشاركنا ما يهمنا ويحزننا, وأيضا ما يفرحنا ويبعث الأمل, أحب المنطقية والواقعية التي تتسم بها..

    أسعدك الله, ووفقك أخي, ويسر لي رؤيتك ولو مصادفة 😛

    رد
    • مرحباً بك أخي صفوان ويسعدني تواجدك في المدونة والإلتقاء بك بكل تأكيد.

      فقط أود أن أبوح لك بحقيقة .. يعلم الله أنه لو كان لدي عشرة من القراء المتابعين مثلك .. واقعين في فكرهم ونظرتهم للأمور، لكتبت كل يوم مقال .. ولأصدرت في كل عام كتاب !

      ولكن الحال غير ذلك مع الأسف الشديد، والإنسان لابد له من اختبار يجتازه كي يُثبت صحة ما يقول.

      مرحباً بك مرة أخرى، ووصيتي لك ألاَّ تفتر، وعليك بمنازلة نفسك ومفاجئة الشيطان دائماً حتى تبقى سيد الموقف.

      كل التوفيق.

      رد

أضف تعليق